عادي

طه حسين.. سؤال مشرع في وجه الإجابات الجاهزة

22:19 مساء
قراءة دقيقتين
1603

يظل طه حسين (1889 – 1973) ظاهرة فريدة للمثقف العربي في القرن العشرين، فكلما اقترب منه الباحث أكثر بدا أكبر، وكلما حاول منهج ما أن يطوق ظاهرته، ضاق به المنهج، وأبى أن يخضع له، فكلية تجربته تأبى أن تذعن إلى إجرائية هذا المنهج، مهما انطوى هذا المنهج على مزاعم شمولية.

هذا ما يؤكد عليه د. عبد الرزاق عيد في كتابه «طه حسين العقل والدين»، فهو يرى أن تجربة حسين الفكرية جسدت خلال أكثر من نصف قرن المقدرة القصوى للخاص المصري والعربي، وهو يبحث عن مكان ملائم له في العام الكوني، ليكثف بذلك أعلى لحظة توتر في علاقة الخاص بالعام، وليعبر عن أشد حالات معاناة المثقف الوطني الإشكالي، ولو استعرنا مصطلح «لوكاتش» عن البطل الإشكالي روائياً، ضمن القراءة التفسيرية التي يقدمها «جولدمان» عن البطل الذي يبحث عن القيم، ويطمح إلى بناء كليات نوعية جديدة على أنقاض بنى تقليدية متداعية، لوجدنا أن طه حسين هو البطل الروائي لنص الحياة العربية على مدى أكثر من نصف قرن.

هذه الشخصية الإشكالية – كما يقول عيد – تتكثف فيها كل خيوط نسيج رواية حياتنا بكل تناقضاتها وصراعاتها، تشددها الصارم، وواقعيتها المرنة، انبهارها بالغرب، واستكناه فكره وثقافته وأدبه، وتشددها الأصولي الصارم في مراعاة القواعد الكلاسيكية للثقافة العربية، بنحوها وصرفها وقواعدها البيانية والبلاغية وتقاليدها الفكرية والثقافية، حتى لتبدو هذه الشخصية مفعمة بتناقضاتها ومآزقها، وتكاد هذه الشخصية أن تكون مرآة لعصرها بكل أهوائه.

ويشير د. عيد إلى ما يسود من اعتقاد بأن المنهج العقلاني الذي اتخذه طه حسين هو ثمرة علاقته المباشرة بالغرب.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"