مواصفات الزوجة الصالحة
* كيف يتعرف الزوج إلى الزوجة الصالحة التي حثّ الإسلام على الزواج منها؟
(ب.م - دبي)
- يقول أستاذ الدعوة والثقافة الإسلامية بجامعة الأزهر، الدكتور علي السبكي: لا بد أن يعلم كل شبابنا أن الزواج لا تقتصر ثمرته على إشباع الغريزة وتلبية الرغائب المادية، بل إن له وظائف نفسية وروحية واجتماعية لا بد من رعايتها واعتبارها.
ومن هنا فلا يجوز الاقتصار في اختيار الزوجة على جانب الجسد وحده وإهمال ما عداه، بل لا بد من رعاية الأهداف جميعاً.
إن إشباع الغريزة يكفي فيه الجمال والنضارة ولكنه لا يحقق وحده رغائب النفس في السكينة والحب والأمان. ومن أسمى الصفات التي تتحلى بها الزوجة ويجب على راغب الزواج أن يضعها نصب عينيه ما قاله الله تعالى: «عَسَى رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجاً خَيْراً مِّنكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُّؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَاراً».
فقد جمعت الآية كل الصفات المطلوبة والمرغوبة في إقامة بيت هادئ آمن مستقر يستطيع أن ينهض بما يسند إليه من تبعات.. ويأتي في مقدمة هذه الصفات:
- الإسلام: بمعنى الطاعة والانقياد لله.. فالزوجة التي لها نصيب من الطاعة لله ورسوله، والزوجة المحافظة على أوامر دينها يسهل عليها طاعة زوجها ومتابعته في كل شيء إلا أن يأمرها بمعصية الله ورسوله.. فلا طاعة له إذن، لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
- وتأتي صفة الإيمان بالله: وفيه تتأصل الطاعة والانقياد لأمر الله سبحانه وتصدر الأعمال والقلب راضٍ هادئ مطمئن، فلا رياء ولا تظاهر بالطاعة، ويكسب قنوت القلب أعمال الزوجة وتصرفاتها جمالا وحسنا.
- وتأتي صفة التوبة: وهي الندم على ما وقع من معصية والاتجاه إلى الطاعة.. فالزوجة التي تتحلى بهذه الصفة يمكنها أن تتدارك ما فاتها، وأن تفعل ما كان يجب عليها من خصال الخير.
- وتأتي صفة العبادة في قوله تعالى: «عابدات» وهي أداة الاتصال بالله سبحانه وتعالى والتقرب إليه وإسلام الوجه له.
- وتأتي صفة السياحة: وهي التأمل في آيات الله سبحانه وتعالى في الكون والتفكير في دلائلها وموحياتها.
وقد اهتمت السنة النبوية باختيار الزوجة.. فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك»، وقد اشتمل هذا الحديث الشريف على المرغبات المادية والمعنوية، وأهمها دين الزوجة، حيث شدد رسول الله صلى الله عليه وسلم على لزومه: «فاظفر بذات الدين تربت يداك».. بمعنى إلزم ذات الدين وإن خلت من كل ما تقدم، فإن الصفات الثلاث الأولى عرضة للتغير والتبدل. وقد حذر الرسول صلى الله عليه وسلم من الزواج من أجل المال لذاته، أو الجمال لذاته.. فقال صلى الله عليه وسلم: «لا تزوجوا النساء لحسنهن فعسى حسنهن أن يرديهن، ولا تزوجوهن لأموالهن فعسى أموالهن أن تطغيهن، ولكن تزوجوهن على الدين، ولأمة خرماء سوداء ذات دين أفضل».. والله أعلم.
آداب
* بعض الناس يدخلون بيت الراحة (الحمام) وهم يحملون أشياء بها آيات القرآن الكريم وبعضهم يقضي حاجته ولا يتطهر بعد ذلك وبعضهم يتحدث وهو يقضي حاجته أو يستمع إلى أغان من على هاتفه المحمول، ما موقف الشرع من ذلك وما آداب قضاء الحاجة؟
(س.ع - دبي)
- تقول لجنة الفتوى بالأزهر: لقضاء الحاجة آداب ذكرها الفقهاء ينبغي اتباعها ومن أهمها ما يلي: ألا يدخل المرء بيت الخلاء ومعه ما فيه اسم الله أو آية من القرآن، بل على المسلم والمسلمة أن ينزعا ذلك عند الدخول إلى بيت الخلاء، احتراماً لأسماء الله الحسنى وللقرآن الكريم.
كذلك من آداب قضاء الحاجة البعد والاستتار عن الناس، فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم إذا أراد قضاء حاجته انطلق إلى مكان بعيد حتى لا يراه أحد وهذا من سمو أدبه صلى الله عليه وسلم وعلى أتباعه أن ينهجوا نهجه في حيائه وسمو أدبه. ويستحب أن يدخل بيت الخلاء برجله اليسرى ويخرج برجله اليمنى ويقول عند دخوله «بسم الله، اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث»، أي من الشياطين ذكوراً وإناثاً وعند الخروج يقول «الحمد لله الذي عافاني وأذهب عني الأذى». وينبغي عند قضاء الحاجة ترك الكلام مطلقاً، إلا إذا اقتضت الضرورة الكلام كإرشاد الأعمى إلى ما ينجيه من الضرر أو تحذير طفل من خطر يؤذيه.
كما ينبغي عدم استقبال القبلة أو استدبارها عند قضاء الحاجة ما دام قادراً على ذلك، ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا جلس أحدكم لحاجته فلا يستقبل القبلة ولا يستدبرها».
ويحرم قضاء الحاجة في الماء الراكد أو الجاري لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن البول فيهما حماية لصحة الإنسان من الأمراض والأسقام.
يحرم أيضاً قضاء الحاجة في الأماكن التي يجلس فيها الناس أو في طرقاتهم أو في أماكن ظلهم، ففي الحديث الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال «اتقوا اللاعنين قالوا: وما اللاعنان يا رسول الله؟ قال: الذي يتخلى في طريق الناس أو ظلهم».
وتجب إزالة النجاسة من القبل ومن الدبر إزالة تامة بالماء فقط أو بالماء والحجر أو ما يشبهه في إزالة النجاسة. ففي الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بقبرين فقال «إنهما يعذبان وما يعذبان في كبيرة، أما أحدهما فكان لا يستتر من البول، وأما الآخر فكان يمشي بين الناس بالنميمة».
ومن كل ما تقدم يتبين لنا أن شريعة الإسلام تقوم على الطهارة الظاهرة والباطنة، وعلى النظافة الحسية والمعنوية لأن النظافة من الإيمان وأن الدين الإسلامي قد بني على النظافة، وأن نظافة البيئة التي يعيش فيها المسلم دليل على سلامة فطرته واستقامة عقله وطهارة قلبه وبغضه لكل ما هو نجس أو مستقذر وحبه لكل ما هو جميل وحسن.
والمجتمع الطهور النظيف هو المجتمع الذي ينفذ توجيهات شريعة الإسلام.. والله أعلم.