يوم تشرق شمس النغم

00:13 صباحا
قراءة دقيقتين

هل من مفاجآت سارّة تخبئها الخمسون سنة المقبلة للموسيقى في الإمارات؟ دعنا نبحث عن الجواب في القضايا الأساسية المرتبطة بهذا الفن. في المطلق: لم يوجد ولا يوجد مجتمع ليس له موسيقى. هي حاجة بيولوجية في الدماغ والجسم. بالمناسبة هذه الحاجة البيولوجية في المخ والجسد، موضوع ألّفت فيه كتب، محاورها تتوزع على علوم عدة منها: الأنثروبولوجيا، الأنثروبولوجيا الثقافية، الإثنوموسيقى (موسيقى الشعوب)، علم النفس الموسيقي، الإحساس بالجمال (فلسفة)، الموسيقولوجيا، العلوم العصبية، علم موسيقى الحيوانات (زُوُو موزيكولوجي)، علم الصوتيات (آكوستيك)، تاريخ الموسيقى العالمية، الطب الموسيقي (العلاج بالموسيقى)، وغيرها. 
كل ذلك، ولم نذكر النظرية الموسيقية، الموسيقى التطبيقية، وهما ميدانان وثيقا الصلات بالرياضيات والفيزياء، ولهما تفرعات شتى.
الآن، سنطعم سرب عصافير بتلك الحبة السنبلية: هل ثمة فن له مثل تلك المنظومة الوسيعة من العلوم والمعارف؟ هل ثمة فن يحرك أكبر عدد من مناطق الدماغ معاً، مثل الموسيقى؟ أي فن؟ الشعر، الرسم، النحت، العمارة، الخط، المسرح؟ هل ثمة لغة غير الموسيقى «للأرواح تسري.. وتدركها القلوب بلا عناء»، بلا كلمات، بلا نحو وصرف، وتقول ما لم تستطع قوله ألسنة البشر منذ بدء الخليقة؟ ما هذه النوتات السبع التي تدرك كنه مكنوناتها الإنسانية جمعاء في كل الأعصار والأمصار، بينما هي في أكثر من مئة وأربعين بلداً (آسيا، إفريقيا، أمريكا اللاتينية..) لها «لهجات» موسيقية في أداء المقامات متفاوتة في المحافظات والمدن؟ ما هذه اللانهائية الإبداعية، بين أشد الأشكال بدائية إلى أعظم الأجناس تطوراً وتعقيداً وجدية واستقصاء للعلوم والمعارف؟.
المؤمل خير إن شاء الله، فالتنمية الشاملة التي ستفتح آفاقاً جديدة لضروب ارتقائية فريدة، نصّت وثيقة «مبادئ الخمسين» على أن الغاية منها وفيها عالمية الطموح والمنافسة بلا منازع، لا محلية ولا إقليمية، ستضع في حسبان التخطيط هذه الملاحظات العابرة، فلا ينتصف القرن الحالي، إلاّ والمعهد الموسيقي، أو المدرسة العليا للموسيقى، لها صوت وصدى، وترددات في المدى، وستكون الفرقة السيمفونية قد قامت واستقامت وصارت لها قوائم عروض ومخزون أعمال. وستكون شجرة التخصصات قد أينعت ثمارها، وبدأت تؤتي أكلها كل حين، فتضافر المقامات الشرقية مع قيم الموسيقى الجادة العارفة، وفنون التأليف الموسيقي الرفيع، سيجعل شمس الإبداع تقود أركسترا موسيقى الأفلاك، وتنشر إشعاع الفن في عصر الرقمي والذكاء الاصطناعي في كل الآفاق.
لزوم ما يلزم: النتيجة التفاؤلية: صبح الموسيقى قريب، الأمل يكمن في أن الموسيقى لن تكون خارج التنمية الشاملة.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"