عادي
خلفان النعيمي أحد أوائل معلمي رأس الخيمة

حكاية مدرس.. من بيت المفتول إلى كلية المعلمين بالكويت

00:58 صباحا
قراءة 3 دقائق
أثناء تدريسه للصف الثالث في مدرسة القاسمية سنة ١٩٦٩
خلفان بخيت النعيمي

رأس الخيمة: حصة سيف

من ذكريات الرعيل الأول من المعلمين التربويين في رأس الخيمة، تعود بنا إلى خمسينات القرن الماضي، حين بدؤوا دراستهم في منزل عيسى المفتول تحديداً في المدينة القديمة في رأس الخيمة، وبعدها أكملوا تعلميهم في مدرسة القاسمية ومن ثم سافروا إلى الكويت الشقيقة؛ حيث كانت القبلة الأولى لاستكمال التعليم، ومنها جاؤوا مؤهلين للتدريس، واستلموا مهمة تدريس الأجيال المواد الأساسية كاللغة العربية والحساب والدين الإسلامي والاجتماعيات.

من الرعيل الأول التربوي خلفان علي خلفان بخيت النعيمي، مواليد ١٩٤٥، والذي يُعرِف ببداية سيرته التعليمية قائلاً: «درست الصف الأول في بيت عيسى المفتول سنة ١٩٥٤ ودرسنا الأستاذ عيسى بهادر، والأستاذ سلطان مطر السويدي، اللغة العربية والتربية الإسلامية والحساب، وكان ناظر المدرسة محمود الجعفراوي فلسطيني الجنسية، وكان التدريس برعاية دولة الكويت، ودرست الابتدائية والمتوسط في مدرسة القاسمية بجانب متحف رأس الخيمة؛ حيث انتقلنا إلى المبنى الجديد المكون من سعف النخيل في مدرسة القاسمية ودرسنا فيها من الصف الثاني إلى أن أتممنا الرابع متوسط الذي يوازي التاسع حالياً، في الفترة ما بين عام ١٩٥٥ إلى ١٩٦٤، وبعدها انتقلنا إلى الكويت؛ حيث درسنا في كلية المعلمين لمدة أربع سنوات وكانت الشهادة من الكلية تعادل الثانوية العامة، وكان خريجو المعهد مؤهلين للعمل كمدرسين».

ويكمل: «بعد وصولنا إلى رأس الخيمة وعودتنا من الكويت، تم توظيفينا كمدرسين في مدرسة القاسمية في رأس الخيمة، في العام ذاته الذي تخرجنا فيه، كنا مجموعة منهم محمد فارس، والذي انتهى من الدراسة قبلنا بعام واحد وعمل مدرساً في مدرسة الرمس، وكان معي يوسف عبيد البكر، رحمه الله، وعمل في مدرسة القاسمية مدرساً للتربية البدنية، وكنا ثلاثة من رأس الخيمة، ممن درس في الكويت آنذاك، ومعنا عدد من دبي والشارقة وأم القيوين.

ويضيف النعيمي: «عملت مدرساً لمدة عامين في مدرسة القاسمية، وبعدها استقلت من مكتب الكويت، والتحقت بمديرية التربية والتعليم التابعة لحكومة رأس الخيمة، في شهر أكتوبر ١٩٦٩، بسبب فرق الراتب؛ إذ كان راتبي في مكتب الكويت ٨٠٠ ريال، وفي مديرية رأس الخيمة كان ١٢٠٠ ريال، وعملت بوظيفة كاتب فني، إلى أن انضمت إمارة رأس الخيمة إلى اتحاد دولة الإمارات، وانتقلنا إلى وزارة التربية والتعليم، وعين محمد فارس مديراً للمنطقة التعلمية، وبعدها رشح كملحق ثقافي في القاهرة، وتم تعييني مديراً لمكتب وزارة التربية والتعليم في رأس الخيمة من ١٩٧٨ إلى ١٩٨١، ومن ثم نقلت إلى مقر الوزارة في دبي من ذلك العام إلى ٢٠٠١ وتنقلت خلالها بين عدة مناصب في الوزارة كان آخرها رئيس القسم الإداري في التعليم الخاص، ومن ثم تقاعدت من العمل التربوي.

ومن عشرين عاماً إلى الآن قضيت وقتي في أعمال حرة منها طلعات البحر في قاربي الخاص، ومن الذكريات المدرسية الموثقة بالصور رحلتنا في عام ١٩٦٣ من مدرسة القاسمية، إلى منطقة شعم كانت ضمن إحدى الرحلات الترفيهية، وكانت إدارة المدرسة تخاطب مباشرة المغفور له الشيخ صقر بن محمد القاسمي، والذي أمر لنا بسيارتي «لاندروفر» و١٠٠ ريال للغداء، تكاليف الرحلة.

كما كانت من ذكريات المدرسة، حين أقمنا المهرجان السنوي في المدرسة في شهر إبريل للعام الدراسي ١٩٦١ -١٩٦٢، وهبت عاصفة ماطرة، وكنت مشتركاً في عرض لعبة الزولو الإفريقية، وكنا نلبس زياً خاصاً للعبة يقتصر على السروال وقطع متقطعة حول الخصر، وحين رجعنا لملابسنا وجدناها مبتلة بماء المطر تحت مزراب المدرسة. وكنا نقيم المهرجانات السنوية بالمدرسة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"