طلبة ينتظرون خارج أسوار المدرسة

00:49 صباحا
قراءة دقيقتين

لا بد لي في مستهل حديثي من الإشارة إلى أن النقد البنّاء يهدف بالضرورة إلى الارتقاء بأدوات العمل على اختلاف أنواعه، وأننا تعودنا في دولة الإمارات على أن نأخذ النقد من منظور إيجابي، هدفه الوحيد البحث عن مكامن الأخطاء والعمل على إصلاحها، ومع ذلك فإن الموضوع الذي أتناوله لا يأتي في سياق النقد، بقدر ما ينطلق من واقع حرصي على الحفاظ على المكتسبات والإنجازات التي حققتها إمارة الشارقة في منظومتها التعليمية.
محور الموضوع هو امتعاض أولياء أمور ممن تتطلب أعمالهم الوصول مبكراً، من سياسات بعض المدارس التي تبقي الطلبة الذين يصلون مبكراً خارج الأسوار، أي أن الطالب الذي يضطر ولي أمره إلى إحضاره الساعة السابعة صباحاً حتى يتمكن من الوصول إلى مقر عمله في الوقت المحدد، تجبره المدرسة على البقاء خارج أسوارها حتى الساعة السابعة والنصف قبل أن تفتح أمامه الأبواب.
وفي اعتقادي أن هذه الظاهرة التي تنتهجها بعض المدارس لا تخدم المنظومة التعليمية، بل وتعرض حياة الطلبة إلى الخطر، لا سيما أن فترة الصباح تضج بالسيارات والحافلات التي تنقل الطلبة، ما يدفعني إلى التساؤل عن الأسباب المبررة لمثل هذه السلوكيات، وما هي موانع إدخال الطلبة عند وصولهم على الفور حتى لو كانوا مبكرين، مع تطبيق الإجراءات الاحترازية المتعارف عليها.
إن من سلبيات هذه الظاهرة أنها تعرض الطلبة لمخاطر الطريق، ثم إنها قد تدفع بعض أولياء الأمور إلى العزوف عن التعليم المباشر والتحول إلى التعليم عن بعد، في الوقت الذي تشجع فيه المؤسسات والهيئات الرسمية جميع الطلبة على التعليم المباشر.
كما أننا جميعاً  أقصد أطراف المنظومة التربوية  نعتبر شركاء في هذه المنظومة، إلى جانب أولياء الأمور الذين يعدّون محوراً رئيسياً ومهماً في هذه المعادلة التشاركية، وصولاً إلى الطلبة، ما يعني أن الشراكة التي تجمع كل هذه العناصر تستدعي من المدارس إيجاد الحلول لهذا النوع من الإشكاليات.
من المعروف أن السواد الأعظم من الطلبة انضموا في مطلع سبتمبر إلى التعليم المباشر، في ظل ظروف وتحديات استثنائية، لكننا خضنا تجربة التعليم عن بعد وحققنا عبرها العديد من المكتسبات التي يفترض أن نبني عليها، وما يحدث من بعض المدارس لا يعد استفادة من تجربتنا التعليمية خلال العام الدراسي الماضي، ولا يخدم تطلعاتنا نحو تحقيق منجز مهم خلال العام الدراسي الحالي.
وفي هذا الإطار أعتقد أنه من الضروري أن تراجع هذه المدارس سلوكها، وأن تبادر إلى تنظيم آليات تأخذ في الاعتبار تطبيق الإجراءات والبروتوكولات، التي ينطوي عليها الدليل الإرشادي الذي وزعته هيئة الشارقة للتعليم الخاص، وممارسة دورها كاملاً غير منقوص.

أمين عام مجلس الشارقة للتعليم

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

أمين عام مجلس الشارقة للتعليم

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"