عادي
لندن تغازل باريس وتشدد على العلاقة «بالغة الأهمية»

الاتحاد الأوروبي يناقش الاتفاق الأسترالي الأمريكي - البريطاني

01:26 صباحا
قراءة 4 دقائق
ماكرون يرحب برئيس وزراء أستراليا أمام الإليزيه في 15 يونيو الماضي(ارشيفية -رويترز)

عقد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي اجتماعاً، أمس الاثنين، على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة لمناقشة الاتفاق الأمني الأسترالي-الأمريكي-البريطاني الذي دفع بكانبيرا إلى إلغاء صفقة غواصات مع فرنسا، فيما يسعى رئيس الوزراء البريطاني إلى تنقية الأجواء مع باريس، رغم إلغاء لقاء وزاري فرنسي بريطاني كان مقرراً هذا الأسبوع.

الاستماع إلى تذمر عضو

قال الناطق باسم الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي، بيتر ستانو «هذه أول فرصة لوزراء خارجية الاتحاد لمناقشة تداعيات وعواقب الاتفاق برمته، لا المشكلة بين فرنسا وأستراليا فحسب، بل تداعيات التحالف الأسترالي-البريطاني-الأمريكي برمّته».

وأوضح «سيستمر الاجتماع ساعتين وسيصدر وزير خارجية الاتحاد جوزيب بوريل إعلاناً بشأنه».

ويؤكد الاتحاد الأوروبي أنه لم «تتم استشارته أو إبلاغه» بالشراكة الاستراتيجية في المحيطين الهندي والهادئ التي أبرمت بين واشنطن ولندن وكانبيرا،وكانت أولى تداعياتها فسخ عقد تسلح كبير بين فرنسا وأستراليا.واكد الناطق إريك مامر «عندما يعرب بلد عضو عن قلقه الكبير فإننا نصغي».

سعي لتنقية الأجواء

يسعى رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، إلى تهدئة الأجواء مع فرنسا الغاضبة. وقال جونسون للصحفيين، وهو في طريقه إلى نيويورك «نحن فخورون جداً بعلاقتنا بفرنسا. حبنا لفرنسا لا ينضب». وقال إنّ لندن وباريس تربطهما «علاقة ودية جداً» و«بالغة الأهمية»،وأضاف إن بريطانيا وفرنسا تعملان في عمليات عسكرية مشتركة في مالي ودول البلطيق كما تتشاركان في برنامج محاكاة للتجارب النووية. وقال جونسون إنّ الاتفاق الأمني الأسترالي-الأمريكي-البريطاني «لا يهدف إلى أن يكون إقصائيّاً». وأضاف «إنه ليس شيئاً يجب على أيّ كان أن يقلق بشأنه ولا سيما أصدقاؤنا الفرنسيون».

إلغاء اجتماع وزاري دفاعي

وأُلغي اجتماع كان مقرراً أن يعقد هذا الأسبوع، بين وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي، ونظيرها البريطاني (وزير الدفاع) بين والاس، بناء على طلب باريس. وقال مصدر مقرّب من الوزارة الفرنسية لوكالة فرانس برس إن «الاجتماع الذي كان مقرراً هذا الأسبوع في لندن (...) لن يُعقد» بعدما قرر الجانب الفرنسي إلغاءه.

وقال مصدر في وزارة الدفاع البريطانية إن «المملكة المتحدة على تواصل مستمر مع فرنسا بشأن هذه الاجتماعات»، مؤكداً الحرص على «علاقات دفاعية وثيقة ومثمرة مع فرنسا» التي وصفها بأنها «حليف موثوق به».

موريسون مرة أخرى

توجّه رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون، امس الاثنين، إلى واشنطن للقاء زعماء مجموعة الحوار الأمني الرباعية وسط انتقادات لقرار حكومته التخلي عن صفقة غواصات بقيمة 40 مليار دولار مع فرنسا. وعلى الرغم من تحرك أستراليا لتهدئة التوترات مبدية أسفها بشأن الواقعة، فإن اجتماع موريسون مع رئيس الوزراء البريطاني جونسون، والرئيس الأمريكي بايدن، في إطار المجموعة الرباعية يخاطر بإثارة غضب فرنسا. وقال هايدون مانينج أستاذ العلوم السياسية في جامعة فليندرز بولاية جنوب أستراليا إن «الفرنسيين غير مرتاحين جداً، ومشهد موريسون وبايدن وجونسون معاً، لن يفعل شيئاً يذكر لإصلاح العلاقات». وسيحضر أيضاً رئيس الوزراء الياباني يوشيهيدي سوجا اجتماع زعماء المجموعة الرباعية في وقت لاحق من هذا الأسبوع.

تلطيف أسترالي

قال وزير التجارة الأسترالي دان تيهان، امس الاثنين، إنه سيطلب مقابلة نظيره الفرنسي لتخفيف حدة التوتر الذي نجم عن قرار أستراليا إلغاء صفقة شراء غواصات فرنسية. وقال تيهان لهيئة الإذاعة الأسترالية إنه يثق بأن الأزمة لن تؤثر في التجارة لكنه أوضح أنه سيطلب الاجتماع مع نظيره الفرنسي أثناء وجوده في باريس لحضور اجتماع منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في أكتوبر/ تشرين الأول. ومن المقرر أن يعقد مسؤولون من أستراليا والاتحاد الأوروبي الدورة التالية من محادثاتهم حول اتفاق تجاري في 12 أكتوبر/ تشرين الأول.

تحذير من المعايير المزدوجة

حذرت كوريا الشمالية، امس الاثنين، من أن الولايات المتحدة تجازف ببدء سباق تسلح نووي خطير بعد أن أعلنت عن تزويد أستراليا بتكنولوجيا غواصات تعمل بالطاقة النووية، وانتقدت ما وصفته بازدواجية المعايير من جانب واشنطن وتعهدت باتخاذ إجراءات مضادة. وانضمت كوريا الشمالية إلى الصين في التنديد بالقرار الأمريكي الذي وصفته بأنه «غير مسؤول» ويدمر السلام والاستقرار الإقليمي، ويقوض الجهود العالمية للحد من انتشار الأسلحة النووية.

وقالت وزارة خارجية كوريا الشمالية في تعليق نقلته وكالة الأنباء المركزية الكورية «تلك أفعال ضارة وخطيرة ستخل بالتوازن الاستراتيجي في منطقة آسيا والمحيط الهادي وتشعل سباقاً للتسلح النووي». وانتقدت كوريا الشمالية ما وصفته بنهج واشنطن المزدوج في التعامل، مشيرة إلى تصريحات أدلت بها المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، بأن الولايات المتحدة لا تسعى لصراع مع الصين لكن القرار يهدف لتعزيز الأمن الإقليمي.

وقالت وزارة الخارجية في كوريا الشمالية إن تلك التصريحات «تصل إلى حد موقف بأنه يمكن لأي دولة نشر التكنولوجيا النووية إذا كان ذلك في مصلحتها، وهذا يُظهر أن الولايات المتحدة هي الجاني الرئيسي على النظام الدولي للحد من الانتشار النووي».

وأضافت «ننظر بعمق في خلفية القرار الأمريكي وبالتأكيد سنتخذ إجراءات مضادة بالمثل في حالة وجود أي تأثير سلبي، ولو ضئيل، في أمن بلدنا».(وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"