عادي
اعتبر «حل الدولتين هو الأفضل» للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني

بايدن يعلن انتهاء حقبة الأخطاء العسكرية

01:28 صباحا
قراءة 4 دقائق
2
بايدن على المنصة(رويترز)
بايدن يخاطب افتتاح الدورة 76 للجمعية العامة للأمم المتحدة(أ.ف.ب)
بايدن يلقي كلمته(أ.ب)

قال الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أمس الثلاثاء، في خطاب ألقاه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، إن الولايات المتحدة تريد فتح «حقبة دبلوماسية» بعد نهاية الحرب في أفغانستان، ولن تلجأ إلى القوة العسكرية إلا «كخيار أخير». وأضاف «خلال الأشهر الثمانية الأخيرة أعطيت الأولوية لإعادة بناء تحالفاتنا وإحياء شراكاتنا والإقرار بأنها أساسية لأمن الولايات المتحدة وازدهارها الدائمين». وقال إن الولايات المتحدة «لا تسعى إلى حرب باردة جديدة»، في إشارة واضحة إلى المواجهة مع الصين، وإن الدعم الأمريكي لإسرائيل لا يزال راسخاً وإنه يؤمن بحل الدولتين مع الفلسطينيين.

دبلوماسية بلا هوادة

دافع الرئيس الأمريكي، جو بايدن، في خطاب ألقاه أمام الأمم المتحدة، امس الثلاثاء، عن انسحاب الولايات المتحدة الذي شابته الفوضى من أفغانستان، قائلاً إنها كانت خطوة ضرورية لتوجيه السياسة الأمريكية نحو التركيز على التحدي العالمي من الأنظمة المناهضة للديمقراطية، ووباء «كوفيد-19» وتغيّر المناخ.

وقال بايدن في أول ظهور له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بوصفه رئيساً للولايات المتحدة «لقد أنهينا 20 عاماً من الصراع في أفغانستان، وبينما ننهي حقبة من حرب لا هوادة فيها، فإننا نبدأ حقبة جديدة من الدبلوماسية التي لا هوادة فيها».

وفي مواجهة الانتقادات بسبب الانسحاب من أفغانستان، تعهد بايدن بالدفاع عن المصالح الحيوية للولايات المتحدة، لكنه قال «المهمة يجب أن تكون واضحة وقابلة للتحقيق، والجيش الأمريكي يجب ألا يُستخدم كإجابة عن كل مشكلة نراها في جميع أنحاء العالم».

وكان بايدن يأمل تقديم حجة مقنعة مفادها أن الولايات المتحدة لا تزال حليفاً موثوقاً به لشركائها في جميع أنحاء العالم، بعد سنوات من سياسات «أمريكا أولاً» التي اتبعها سلفه الجمهوري، دونالد ترامب.

وقال بايدن إن العالم يواجه عقداً حاسماً، وإن مواجهة مجموعة متنوعة من التحديات «ستعتمد على قدرتنا على إدراك إنسانيتنا المشتركة». وأضاف «بدلاً من الاستمرار في خوض حروب الماضي، فإننا نركز نظرنا على تحديات مثل الجائحة والتصدي لتغير المناخ والتهديدات عبر الإنترنت وإدارة التحول في ديناميكية القوة العالمية».

تأييد حل الدولتين

أكد بايدن أن دولة فلسطينية ديمقراطية وذات سيادة هي «الحل الأفضل» لضمان مستقبل إسرائيل. وفي خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة قال بايدن «علينا أن نسعى لمستقبل يسود فيه مزيد من السلام والأمن لجميع شعوب الشرق الأوسط». وأضاف «التزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل لا جدال فيه ودعمنا لدولة يهودية مستقلة لا لبس فيه». وأردف «لكن ما زلت أعتقد أن حل الدولتين هو أفضل طريق لضمان مستقبل إسرائيل كدولة ديمقراطية يهودية تعيش في سلام إلى جانب دول فلسطينية ديمقراطية وذات سيادة وقابلة للحياة». وتابع «ما زلنا بعيدين جداً عن ذلك الهدف في الوقت الحالي، لكن يجب ألا نسمح لأنفسنا بالتخلي عن إمكانية إحراز تقدم».

مضاعفة المساعدات

وأبلغ بايدن الجمعية العامة أنه سيعمل مع الكونجرس لمضاعفة الأموال لمساعدة الدول النامية على التعامل مع أزمة تغير المناخ. ومتحدثا أمام ثلة من زعماء العالم، قال بايدين «في إبريل/ نيسان، أُعلنت أن الولايات المتحدة ستضاعف تمويلنا العام الدولي لمساعدة الدول النامية في التصدي لأزمة المناخ. واليوم، أنا فخور أن أعلن أننا سنعمل مع الكونجرس لمضاعفة ذلك الرقم مجدداً، بما في ذلك مساعي التأقلم، لجعل الولايات المتحدة الرائدة في التمويل العام للمناخ». وقال بايدن أيضاً إن إدارته ستتعهد بتقديم عشرة مليارات دولار لإنهاء الجوع والاستثمار في الأنظمة الغذائية في الداخل والخارج.

التزامات لمكافحة الجائحة

ووعد الرئيس الأمريكي بزيادة التزامات الولايات المتحدة الدولية لمكافحة جائحة كوفيد-19، والتغير المناخي. وأوضح بايدن أن الولايات المتحدة «ستعلن التزامات إضافية» لتعزيز التلقيح في أقل الدول تقدماً خلال قمة عبر الإنترنت ينظمها. ووعد أيضاً بأن واشنطن «ستضاعف مجدداً» المساعدة الدولية التي تمنحها إلى أقل الدول تقدماً لمواجهة تداعيات التغير المناخي من دون أن يحدد المبالغ.

العودة للاتفاق النووي

وأكد بايدن أن الولايات المتحدة ستعود بالكامل إلى الاتفاق النووي الإيراني في حال قامت طهران «بالمثل»، واعدا بمنع طهران من تملّك القنبلة الذرية. وأوضح «تبقى الولايات المتحدة عازمة على منع الأسلحة النووية الإيرانية»، مضيفاً أن بلاده «تعملمع الصين وفرنسا وروسيا وبريطانيا وألمانيا للتوصل دبلوماسياً وبأمان كامل إلى عودة إيران إلى الاتفاق النووي».

وفي إشارة من دون تسمية، أكد بايدن «لا نسعى إلى حرب باردة جديدة أو إلى عالم منقسم إلى كتل.. الولايات المتحدة مستعدة للعمل مع أي بلد يلتزم ويسعى إلى حل سلمي لتشارك التحديات حتى لو كانت لدينا اختلافات قوية في مجالات أخرى».

قضايا عالمية على الطاولة

التقى بايدن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريس، حيث جرى خلال اللقاء بحث مجموعة واسعة من القضايا العالمية ذات الاهتمام المشترك.

وفي بيان أصدره البيت الأبيض، أشار إلى أن الجانبين أكدا خلال اللقاء مجدداً على الشراكة القوية التي تربط بين الولايات المتحدة والأمم المتحدة «والتي تستند بشكل خاص إلى القيم المشتركة التي تشمل احترام حقوق الإنسان العالمية والحريات الأساسية والقانون الدولي».

كما تناول اللقاء بحث الحاجة الملحة لتعزيز عمل الجانبين معاً، جنباً إلى جنب مع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، لإنهاء جائحة «كورونا»، والاستعداد للتهديدات المستقبلية للأمن الصحي، ومكافحة تغير المناخ، وتعزيز النظم الغذائية والأمن الغذائي، وتلبية الاحتياجات الإنسانية، ومنع النزاعات وتخفيفها، وتعزيز حقوق الإنسان والدفاع عنها في جميع أنحاء العالم.

وجدد البيان موقف الرئيس الأمريكي، المؤكد على أن التحديات العالمية المعقدة لا يمكن التصدي لها إلا من خلال حلول عالمية حقيقية، وهو النهج الذي أشار إلى أنه ينعكس في رؤيته لإعادة البناء بشكل أفضل. وشدد على الدور الفريد الذي تقوم به الأمم المتحدة من أجل تحقيق الرخاء والسلام والأمن للجميع.

من جانبه، أصدر مكتب الأمين العام بياناً مماثلاً، أوضح خلاله فحوى ما جاء على لسان الأمين العام خلال لقائه مع الرئيس الأمريكي، واصفاً التعاون ما بين الولايات المتحدة والأمم المتحدة بمثابة ركيزة أساسية. وعبر جوتيريس، للرئيس الأمريكي عن رغبة الأمم المتحدة لتعميق التعاون بين الجانبين، لا سيما وأنهما يتشاركان «القيم نفسها، والاهتمامات، والالتزام نفسه تجاه الناس في العالم، خاصة تجاه الفئات الأكثر ضعفاً، وأولئك الذين تأثروا بشكل كبير بالجائحة، وبتداعيات المناخ، وغيرها من التحديات العالمية الأخرى».

(وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"