ركز على كل ما يقال ويفعل

00:21 صباحا
قراءة دقيقتين

توجد هوة كبيرة بين ما يقال وما يفعل، فالقول والكلام لهما ميدانهما وجوانبهما ومهامهما، وللعمل الفعلي على أرض الواقع مجالاته وميادينه وأيضاً أهله. والكلمات والحديث مهمان، وأيضاً العمل والفعالية والإنتاج مهمة جداً. لا يمكن أن تكتفي ببعض المهام الحياتية بالكلمات وتترك العمل والانتاج، وفي جانب آخر لا يمكن أن تكتفي بالعمل الفعلي دون شرح ووصف وتوجيه وهي أشياء لا يمكن أن تتحقق إلا بالكلمات، بل هناك بعض الفعاليات الحياتية تعتمد كلياً على الكلمات والقول والحديث، وتكون مشوقة.
 لا أحد أكبر من الآخر، بل إنهما جانبان كل واحد منهما يخدم الآخر بحيوية وبطريقة ما. بعض رؤساء العمل، يقولون لموظفيهم: «لا أريد الكلام، أريد الانتاج والعمل»، وبعد بعض الوقت يستدعي أحدهم موظفاً مجتهداً ويعاتبه على قيامه بتغيير طريقة العمل، فيقول له الموظف: «لقد حاولت أن أبتكر شيئاً جديداً وأطور من مهارات العمل والإنتاج»، فيقول له رئيسه:«لماذا لم تأت وتتحدث معي قبل أن تنفذ عملك؟». ينسى، أنه هو من رفض الكلام وطلب الإنتاج والعمل.
كما قلت، مهاراتنا الحياتية تعتمد على الكلمات وألا تصبح كلمات وحسب، وإنما تقود إلى المهارة والعلم والمعرفة والإنتاج والدقة والابتكار والابداع. هذا جانب، هناك جانب آخر مهم وحيوي يتعلق بالكلام والعمل، على نطاق اجتماعي بعيداً عن العمل والإنتاج الوظيفي أو التجاري أو الصناعي أو نحوها، يتعلق بما نسمعه من البعض من مثاليات وقيم ومبادئ يتحلى بها، لكن مع مرور أول تحدٍ أو التعرض لأول صعوبة يظهر أن تلك الكلمات مجرد شعارات لا أكثر ولا أقل، وأنه بعيد تماماً عنها، ويظهر كما يقال معدنه الحقيقي.
هنا تكون الكلمات أقل شأناً ولا قيمة لها، بل إن في بعض متطلبات حياتنا، نحتاج للفعالية، نحتاج إلى أن نرى على أرض الواقع جوانب حسية وليست كلمات لا قيمة لها يمكن لأي واحد التعبير عنها والتحدث بها. بين يدي كلمات جميلة تتسق مع هذا الجانب وتوضحه، تنسب لرجل الأعمال والصناعي الراحل أندرو كارنيجي الذي عرف أيضاً بأنه فاعل خير قدم هبات وتبرعات بالملايين للكثير من الجامعات والجمعيات الخيرية، قال في تلك الكلمات: «كلما تقدم بي العمر أصبحت أعير انتباهاً أقل لما يقوله الناس وأركز أكثر على ما يفعلون».
[email protected]
 www.shaimaalmarzooqi.com

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة وناشرة إماراتية ومؤلفة لقصص الأطفال وروائية. حصلت على بكالوريوس تربية في الطفولة المبكرة ومرحلة ما قبل المدرسة والمرحلة الابتدائية، في عام 2011 من جامعة زايد بدبي. قدمت لمكتبة الطفل أكثر من 37 قصة، ومتخصصة في أدب اليافعين

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"