عادي

أخيراً.. حلم تأسيس شركة خاصّة في كوبا يتحقق

16:31 مساء
قراءة 3 دقائق
نيلسا بيتون تصنع سلة من الألياف في منزلها بهافانا (أ ف ب)
نيلسا بيتون تصنع سلة من الألياف في منزلها بهافانا (أ ف ب)

تدرس ميرنا ريفيرا بصبر الخطوات التي يجب عليها اتباعها لتحويل مشروعها العائلي لصنع أثاث من الألياف النباتية والذي أطلق قبل 25 عاماً، إلى شركة خاصة، وهو نموذج سمح به أخيراً في كوبا منذ الاثنين.
وقالت ميرنا البالغة 49 عاماً والتي ما زالت مترددة «ليس لدينا معلومات كافية لإطلاقها».
بعد سنوات من الانتظار جعلت بعض الأشخاص يفقدون الأمل، سمحت الحكومة الكوبية بتأسيس مؤسسات صغيرة ومتوسطة الحجم، يمكن أن تكون عامة أو خاصة، وأعادت إطلاق التعاونيات غير الزراعية التي كانت متوقفة منذ أربع سنوات.
والاثنين، اليوم الذي دخل فيه القانون حيز التنفيذ، قدم 75 ملفاً. وقال وزير الاقتصاد أليخاندرو خيل «إنها بداية جيدة جداً».
مستخدماً سكيناً، يزيل ابن شقيقة ميرنا، أنخيل لا روسا (38 عاماً) اللحاء من فرع غوانيكيكي، وهي شجرة تستخدم أليافها لقواعد الكراسي ذات الذراعين والطاولات والسلال التي تصنعها عائلته.
أما شقيقته إلسا فتصنع سلة. وقالت ميرنا لوكالة فرانس برس «نعمل في هذا المجال كعائلة، فعددنا يبلغ ما بين 20 و25 شخصاً وكل منا يعمل بشكل مستقل، وفق الطلب».
في الواقع، بسبب عدم وجود شركات خاصة في كوبا، يعمل كل منهم برخصة عامل لحسابه الخاص، وهي الطريقة الوحيدة لكسب لقمة العيش خارج المؤسسات التابعة للدولة.
يعيش أفراد هذه العائلة العاملون في هذا المشروع في أربعة منازل مجاورة في أحد شوارع هافانا حيث يكتشف المارة أثاثهم المستوحى من أسلوب فييتنامي.

أزمة اقتصادية 

في كوبا، اختفت الشركات الخاصة في العام 1968 عندما بدأ فيدل كاسترو تطبيق نموذج الدولة السوفييتية وأمّمها كجزء من «هجومه الثوري».
لكن، توجّب عليه لاحقاً التراجع عن هذه الخطوة بعد اختفاء الكتلة الشيوعية، واعتباراً من العام 1990، اعترف بالعمل الخاص والاستثمار الأجنبي والانفتاح على السياحة الدولية.
واليوم، إذا بقي الاقتصاد الكوبي مملوكاً للدولة بنسبة 85 في المئة، فهناك أكثر من 600 ألف عامل في القطاع الخاص، معظمهم في الخدمات (مطاعم، سيارات أجرة، تصليحات...) وسيكون عليهم أن يمنحوا الزخم للأعمال التجارية الجديدة.
لكن وباء كوفيد-19 أغرق كوبا في أسوأ أزمة اقتصادية لها منذ العام 1993، وتسبب وفق قول مدير شركة «أوخي» الاستشارية أونييل دياز لوكالة فرانس برس، بـ«تأثير مدمر في القطاع الخاص»، مع تعليق أكثر من 250 ألف عامل في القطاع الخاص نشاطاتهم في ظل غياب السياح.
ويمكن لميرنا أن تشهد على ذلك، حيث فقالت «لقد أثر الوباء فينا فعلاً. المشكلة هي أننا نفتقر إلى المواد الخام الآن»، فالشاحنات التي تنقلها لا تستطيع في الوقت الراهن الانتقال من مقاطعة إلى أخرى.
وأضافت لذلك يذهب الموظفون الأصغر سناً بمفردهم إلى الريف «ليروا ما إذا كان بإمكانهم إحضار القليل (من المواد الخام)، كيس أو اثنين، وهكذا نصمد».
وبحسب أونييل دياز، ساهمت هذه الصعوبات في «إعادة تشكيل القطاع الخاص» الذي أعاد توجيه نفسه نحو الإنتاج والتكنولوجيا، وهي نشاطات كانت حتى الآن «مندرجة تحت تراخيص مختلفة، غير مناسبة» لكن لديها الآن فرصة جديدة: التحول إلى شركات.

«لا عودة» 

هذا هو وضع أبيل باخويلوس (42 عاماً)، وهو عازف إيقاع أعاد ابتكار نفسه في غرفة مساحتها أربعة أمتار مربعة خلف منزله. وقال إنه في الوقت الراهن يبيع «خدمات التصنيع الرقمي»، وبعبارة أخرى «مطبوعات ثلاثية الأبعاد».
وأكد أبيل أنه قادر على تصنيع «كل ما يمكن أن يوضع في الطابعة الثلاثية الأبعاد» مثل قطع الغيار ونسخ دقيقة لعظام بشرية متضررة، من أجل السماح للأطباء بدرس الحلول المختلفة قبل إجراء عملية جراحية.
وقدّم أبيل العامل لحسابه الخاص، طلباً لإنشاء شركة تضم ستة أشخاص وأطلق عليها تسمية «أديمنشونال».
ووعدت السلطات بالرد في غضون 25 يوماً، لكنّ العديد من الراغبين في إنشاء شركة يشكّون في ذلك نظراً إلى البطء المعتاد للبيروقراطية الكوبية. كما أن الافتقار لآليات الإقراض الخاصة بهذه المشاريع، أمر مثير للقلق.
وأوضح أبيل «المهم هو أنه لن يكون هناك تراجع، لذلك ما يتعين علينا القيام به الآن هو العمل». قبل أسابيع قليلة، جاء الرئيس ميغيل دياز-كانيل لزيارته بهدف تشجيعه.
وتعد التكنولوجيا خصوصاً من القطاعات ذات الأولوية التي حددتها الحكومة لهذه الشركات، إلى جانب إنتاج الأغذية وتصدير السلع والخدمات ومشاريع التنمية المحلية وإعادة التدوير.
(أ ف ب) 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"