عادي

قصائد تلامس الهم الإنساني في بيت الشعر بالشارقة

00:02 صباحا
قراءة دقيقتين
محمد البريكي يتوسط الشعراء

الشارقة: «الخليج»

أقام بيت الشعر في دائرة الثقافة بالشارقة، مساء أمس الأول الثلاثاء، أمسية شعرية شارك فيها كل من أحمد العسم من الإمارات وجميل داري من سوريا وعلي مصطفى لون من نيجيريا، بحضور الشاعر محمد البريكي مدير البيت وعدد من محبي الشعر والثقافة، وقدمها الإعلامي وسام شيا، الذي أشاد بدور الشارقة في جعل الشعر وجهة وحياة، على الرغم من معاناة البشرية مع وباء «كوفيد19».

افتتح أحمد العسم الأمسية بنصوص لامست الهم الإنساني، واستقى مفرداته من البيئة في توظيف رمزي شفيف، ومن نص «ماعون» قرأ:

مثل كل الذين يخرجون من حسابات المقربين ولا ينجذبون إلى احتفالاتنا في عزلة في هذا العام الجديد قررنا أن نعلق أيامنا كثياب على حبل الغسيل تسيل ألوانها تنفضها القلوب بانفصال في ليلة رأس السنة ألمسُ السرير وأقول هذه النافذة دون مرحباً.

وعن العزلة، اتخذ العسم من النافذة منطلقاً للبوح إلى فضاء أرحب يخرج من دائرة السرير إلى سماوات الجمال، وقال:

تعال إلى جانبي الأيسر الذي تأثر بغياب كفي / هذي العزلة النافذة ستظل مفتوحة طوال الليل / كن حذراً يا أيها الطائر / أخشى عليك من الخدوش / من قدوم الطيور التي تبحث عن القفص / العالم بلا مظهر هذه السنة / بقيت الأقنعة / وذابت الوجوه / هذه السنة تختطف رجالا كثرا ونساء / والأخرى من الوجوه تقترن برغبة طاغية / اقترن المفتاح بالعزلة.

وقرأ النيجيري علي مصطفى نصوصاً مبللة بالشعر، غارقة في التجلي والحزن، تفيض بماء القصيدة المنبجسة من مشكاة اللغة، ومما قاله في افتتاح قراءاته:

أَفِيضُ مِن المِشكاةِ طِفلًا مؤَجَّلا

تمَشَّى على الأحزانِ نَايًا مُرَتَّلا

أفيضُ من الرَّمْلِ المُسَجَّى بِوَمضَةٍ

من الغَيبِ في ألواحِ شيخٍ تبتَّلَا

كأني لأحلام اليتامَى سنابِلٌ

على وجلٍ تشتاقُ في الليل مِنجَلا

ثم واصل رمزيته العالية متخّذاً منها وسيلة للوصول إلى طرح رؤى تلتحم بالواقع، فقرأ «معراجٌ إلى مدينة لم تَلْمح سوى أشرعة للحزن»

وغرق جميل داري في التفاصيل والرؤى، واتخذ من اللحظة مقعداً يدوّن خلالها المشاهد ويختزلها، ثم تفيض بعدها حرفاً مضمخاً بالحنين والرؤى والشعر، وقرأ:

على مقعدٍ ما نسيتُ تفاصيلَهُ في رؤايْ /على مقعدٍ مترعٍ بدبيبِ خطايْ / هناكَ تركتَ القصيدةَ نائمةً / وحملتُ على ظهريَ المنحني ألفَ نايْ / على مقعدٍ ما سيجلسُ طفلٌ يحدّقُ في أثري / في دخانِ أسايْ / على مقعدٍ فارغٍ من ظلالي بقايا صدايْ.

وواصل داري قراءة قصائد تتسم بتكثيف المعنى ورسم من خلالها مشاهد ملونة بالقصيدة وعطرها.

في ختام الأمسية كرم محمد البريكي الشعراء ومقدم الأمسية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"