ضاعف بنك «سيتي جروب» توقعاته للغاز الطبيعي في آسيا وأوروبا للربع القادم، مشيراً إلى أن الأسعار قد ترتفع إلى 100 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية في أوقات الشتاء البارد، وخصوصاً إذا عطّلت الأعاصير في خليج المكسيك الأمريكي الإمدادات.
وارتفعت في الآونة الأخيرة أسعار الغاز الطبيعي المسال بشكل كبير، وأدت المخزونات الأوروبية المنخفضة، وازدهار الطلب الصيني، بالإضافة إلى قيود العرض من روسيا إلى نيجيريا، إلى إشعال فتيل النزاع على المواد الأولية لتوليد الطاقة قبل قدوم شتاء نصف الكرة الشمالي القاسي.
وفي السياق، قفزت الأسعار المحددة للغاز الطبيعي المسال بين اليابان وكوريا الجنوبية بنسبة 50% تقريباً هذا الشهر إلى ما يقرب من 30 دولاراً لكل مليون وحدة حرارية بريطانية. وبينما ارتفعت أسعار المادة في أوروبا بنحو 40% لتقترب من 25 دولاراً، شهدت الولايات المتحدة مكاسب أكثر هدوء.
مع ذلك أشار محللو «سيتي جروب» إلى أن الأسعار قد تعاود الانخفاض بنسبة 70% بحلول الربع الثالث من العام المقبل عن مستويات هذا الشتاء.
تحذير أمريكي
يأتي ذلك فيما، حذرت وزيرة الطاقة الأمريكية جينيفر غرانهولم من «التلاعب» بأسعار الغاز في أوروبا من خلال «التخزين أو الفشل في إنتاج إمدادات كافية»، أثناء اجتماع وزراء الاتحاد الأوروبي لمناقشة النقص في الغاز.
وقالت غرانهولم للصحفيين خلال زيارة لوارسو، الأربعاء، «لقد كانت الولايات المتحدة واضحة في أننا مع شركائنا يجب أن نكون مستعدين، لمواصلة الدفاع (عن مصالحنا) عندما تكون هناك أطراف ربما تتلاعب بالإمدادات من أجل مصلحتها».
وأضافت: «نريد أن يكون الجميع متيقظين لمسألة أي تلاعب في أسعار الغاز من خلال التخزين أو الفشل في إنتاج إمدادات كافية».
وتابعت: «نحن نتعامل مع هذا الأمر بمنتهى الجدية ونقف بجانب حلفائنا الأوروبيين، لضمان حصولهم على إمدادات كافية وميسورة الكلفة من الغاز هذا الشتاء».
تهيمن أزمة الطاقة التي تتهدد أوروبا على الاجتماع غير الرسمي للوزراء الأوروبيين في سلوفينيا.
من جهته، قال وزير الطاقة الليتواني داينيوس كريفيز: «نحن نحتاج إلى تعاون... على المستوى الأوروبي لحماية مواطنينا» فيما استنكرت نظيرته النمساوية ليونور غيفيسلر «الاعتماد المفرط (من الاتحاد الأوروبي) على الغاز الروسي».
الاتحاد الأوروبي
كذلك، قالت مفوضة شؤون الطاقة بالاتحاد الأوروبي كادري سيمسون، قبل الاجتماع، إن المفوضية «تراقب عن كثب» الارتفاع الحاد في أسعار الطاقة وتناقش مع الدول الأعضاء «سبل» الحد منه.
ازداد سعر الكهرباء، الذي سجل بالفعل ارتفاعاً حاداً منذ أشهر على خلفية أسعار الغاز العالمية، في العديد من البلدان مؤخراً، لا سيما في إسبانيا.
أوضحت مفوضة الطاقة قبل الاجتماع المنعقد في سلوفينيا، الدولة التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي «نناقش مع الوزراء سبل مواجهة هذا التحدي (...) تراقب المفوضية الوضع عن كثب، وتناقش الوسائل المتوافرة لدينا» للحد من هذا الارتفاع.
وأضافت سيمسون: «في الوضع الحالي، أوروبا تحتاج إلى الاستثمار في الطاقات المتجددة، لأنها تقدم بالفعل بديلاً عن اعتمادنا على استيراد الوقود الأحفوري».
تحقيق جازبروم
وطلبت مجموعة من نحو 40 عضواً في البرلمان الأوروبي من المفوضية منتصف سبتمبر/أيلول، إجراء تحقيق بحق شركة الطاقة الروسية العملاقة جازبروم، متّهمين إياها بخفض إمدادات الغاز عبر أوكرانيا من أجل دفع ألمانيا إلى الموافقة على بدء نشاط خط أنابيب الغاز نورد ستريم 2 بشكل أسرع عبر بحر البلطيق، وتأجيج ارتفاع الأسعار الأوروبية. ونفت غازبروم تهمة التلاعب في السوق.
وارتفعت مؤخراً أسعار الكهرباء التي تزداد منذ أشهر بشكل حاد، إثر ارتفاع أسعار الغاز العالمية، في العديد من دول الاتحاد الأوروبي، خصوصاً في إسبانيا.
في المملكة المتحدة، سجلت أسعار الغاز مستوى قياسياً الأسبوع الماضي. ولفت مدير هيئة تنظيم الطاقة في بريطانيا (أوفغيم) خلال جلسة برلمانية الأربعاء إلى أن الوضع في سوق الغاز «غير مسبوق» مع ارتفاع الأسعار ست مرات في عام واحد.
كذلك، تشهد الولايات المتحدة ارتفاعاً في أسعار الطاقة، لكنها محمية كونها منتجاً للغاز الصخري.
(وكالات)
