تسامح وساعد

00:01 صباحا
قراءة دقيقتين

كثير من المفاهيم الحياتية والمبادئ التي نرددها ونسمعها ككلمات وشعارات هنا وهناك، يتطلب تطبيقها على أرض الواقع ولتكون جزءاً من تعاملاتنا جوانب أخرى. وهناك مثال على ذلك يتعلق بقيمة حياتية مهمة جداً مثل التسامح، وأقصد بالتسامح البيني في مجتمعك، التسامح مع شخص أخطأ بحقك أو إنسان أساء فهمك أو آخر تسبب بالإيذاء. ومع أن المخطئ أخذ عقابه والجزاء على ما ارتكب، إلا أن التسامح هنا لا يكون حاضراً مع أن الموضوع انتهى وانقضى، لكن تبقى قضية التسامح والعفو غائبة تماماً، أو يوجد من يسامح بشروط أو كمن يقول: «أسامح لكن لا أنسى».
إن لم تنس كيف ستسري قيمة التسامح وأنت في تعاملك ستكون متشككاً. وكما يقول رائد التنمية البشرية الراحل إبراهيم الفقي: «إما أن تسامح تماماً أو لا تسامح على الإطلاق». التسامح جانب حيوي ومهم لتطبيقه وليكون جزءاً من حياتنا يجب فهمه وفهم متطلباته وشروطه وآلياته، لا يكفي أن تقول بأنك متسامح وترفعه كشعار وحسب، لابد من صدى على أرض الواقع، صدى يبدأ من داخل نفسك وعقلك، وتكون مقتنعاً لتقديم هذا النموذج وتصبر على متطلباته. 
لا تعتقد بأن الجميع متسامح أو لديه فضيلة التسامح، والموضوع ليس سهلاً فلا تقدر عليه إلا القلوب الكريمة الواعية المتسلحة بالمعرفة القادرة على فهم المردود الإيجابي الذي يرجع ويعود على روح وكيان المتسامح. وكما قالت الروائية الإنجليزية الراحلة ماري آن إيفانس، التي عرفت واشتهرت باسم جورج إليوت: «مسؤولية التسامح تقع على من لديهم أفق أوسع».
 قيمة حياتية أخرى لا تقل أهمية وحيوية عن التسامح، وهي المساعدة وتقديم العون وخدمة المجتمع، فهي تعتبر من الأعمال والأفعال الجديرة بالاحترام والتقدير، وجميعنا دون استثناء لديه ما يقدمه للناس، إما علم ومعرفة أو معلومات أو خبرات، فلا تعتقد لوهلة بأن ما تحمله من أفكار وخبرات لا يوجد من يحتاج إليها. فضلاً عن هذا تذكر أن ميدان عملك وتقديم المساعدة والنصح والإرشاد للناس في كل جزئية من جزئيات المجتمع، في المناسبات العامة أو الخاصة، في المجالس أو مقار العمل أو المدارس ودور التعليم، أو خلال الزيارات الشخصية والخاصة وغيرها الكثير. الرسالة هنا: تسامح وساعد، لأنك تملك قلباً وعقلاً.
[email protected]
 www.shaimaalmarzooqi.com

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة وناشرة إماراتية ومؤلفة لقصص الأطفال وروائية. حصلت على بكالوريوس تربية في الطفولة المبكرة ومرحلة ما قبل المدرسة والمرحلة الابتدائية، في عام 2011 من جامعة زايد بدبي. قدمت لمكتبة الطفل أكثر من 37 قصة، ومتخصصة في أدب اليافعين

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"