«كورونا» يلفظ أنفاسه

00:34 صباحا
قراءة دقيقتين
افتتاحية الخليج

مظاهر تغلب المجتمع الإنساني على جائحة «كورونا» بدأت تتعزز مع تنامي مشاعر التضامن العالمي لتوفير اللقاحات وتسهيلها لمختلف الدول والشعوب، بعدما قطعت حملات التطعيم أشواطاً بعيدة في المناطق الحيوية في العالم، وأصبحت دول عدة، بينها الإمارات، تقترب من تحقيق العلامة الكاملة في المعركة ضد الوباء، وشرعت في التخفيف من الإجراءات الاحترازية التي كتمت الأنفاس عشرين شهراً.

خلال ما يقرب من تسعة شهور قدمت الهيئات الصحية أكثر من ستة مليارات جرعة في العالم، وهناك تعهدات بنحو ثلاثة مليارات أخرى قبل نهاية العام أغلبها من الصين والولايات المتحدة، بالتوازي مع خطط طموحة عبّرت عنها شراكات عابرة للقارات لتلقيح 70 في المئة من سكان الأرض قبل منتصف العام المقبل، في وقت تذهب توقعات جديرة بالثقة إلى أن الجائحة ستصبح شيئاً من الماضي خلال أشهر معدودات، في ظل الاعتمادات الضخمة المرصودة لمواجهتها والوعي بضرورة تعميم التطعيم ومواصلة المخابر العمل على إنتاج لقاحات إضافية وعقاقير من شأنها أن تعزز الموجودة حالياً، بعيداً عن المفاضلات ذات الخلفيات السياسية والتجارية، فكل أنواع التطعيمات التي جرى استخدامها أثبتت فاعليتها وجدارتها، واستطاعت رسم معالم التغلب على الجائحة وإعادة السكينة إلى النفوس، وهذا ما أصبح أمراً واقعاً تجني البشرية قطافه كل يوم.

على عكس العام الماضي، عقدت الجمعية العامة للأمم المتحدة دورتها السادسة والسبعين هذا العام في ظروف شبه طبيعية تقريباً، بحضور عدد كبير من قادة الدول أو ممثليهم، ولتعزيز المناعة تم العمل ببعض الإجراءات الوقائية وأقيم مركز تلقيح متنقل، وقد أثبتت قمة اللقاحات أن هناك تضامناً دولياً فعلياً وعملاً جماعياً يسعى إلى إنهاء الجائحة في أقرب وقت، ومثلما قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس فإن الانخراط في حملة التطعيم العالمية ليس عملاً خيرياً بل هو فعل ينسجم مع المصالح الذاتية لمختلف الدول التي تضررت كثيراً بسبب إجراءات الإغلاق ومنع السفر، والأمل قائم في تجاوز هذه المرحلة الصعبة القاسية على الجميع.

التعافي العالمي من الجائحة سيتجسد بصورة أوضح على أرض الإمارات مع افتتاح «إكسبو دبي 2020» مع بداية الشهر المقبل، وهي مناسبة ستظهر أن الإرادة الجماعية تستطيع أن تقهر الصعاب وتتغلب على العوائق مهما كبرت. ومما لا شك فيه أن «إكسبو دبي» سيمثل الانطلاقة الحقيقية لعالم ما بعد الجائحة، بالنظر إلى ما ستشهده أجنحته من تظاهرات ومعارض زاخرة بالعمل والإبداع والأمل. إن عودة التظاهرات بهذا الحجم تفصل بين زمن الجائحة وما بعده، وهي التي تعيد الثقة إلى البشرية التي كادت أن تفقدها في لحظات ضعف أمام الوباء.

منظمة الصحة العالمية، التي كانت حذرة في الماضي، أصبحت اليوم متفائلة وتقر بأن الجائحة تتراجع مع الانخفاض الكبير في الإصابات، وهذه شهادة يمكن الوثوق بها، والبناء عليها مع استمرار حالة التأهب لمواجهة تحديات صحية أخرى لا تقل خطراً عن «كورونا».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"