أول قوانين الإنسان الأخلاق

00:28 صباحا
قراءة دقيقتين

هناك ممارسات خاطئة، عندما تُرتكب لا تجد قانوناً يجرمها، إما لوهنها أو لبساطتها وتواضع أثرها، ومع هذا تجد أن السواد الأعظم من الناس يتجنب الإقدام عليها، وهذا يدل على أن خصال الخير متأصلة في النفس البشرية، وأن الناس تميل نحو النظام، وتغذي نفسها بمبادئ وقيم تحدد لها الحدود، والأخلاق، وهي واحدة من تلك المبادئ التي اجتهد الإنسان على امتداد تاريخه في صنع ملامحها حتى باتت قانوناً غير مكتوب وغير ملزم، ومع هذا تجد السواد الأعظم من الناس لا يخرج عن إطارها. 
تفعل القيم والمبادئ الكثير في حياة الناس، وهي بمثابة القيد أو الإطار أو الحدود التي تحمي الفضيلة والصدق والعمل الصالح، تحمي كل ما هو إنساني ونبيل. دون شك أن القوانين والأنظمة المختلفة أسهمت في تطور البشرية ودفعتها نحو التطور والتقدم، بل إن أثر القوانين في مسيرة البشرية لا يمكن للعين أن تخطئه، فالقوانين ماثلة، وبسببها تم تنظيم الحياة بشكل أكثر دقة، ومنحت الناس الأمن والعدالة، وبسببها باتت هناك مرجعية لكل تجاوز للإطار القانوني، ولكم أن تتخيلوا حياة الناس دون قوانين، ستكون فوضى، هذا جميعه صحيح، دون شك، لكن الذي أشير إليه في هذا السياق هو جوانب تشبه القوانين، ولكنها غير مكتوبة أو غير مقننة ومحددة، هي تولد مع كل إنسان، وتتم التربية على ضوئها، وأعتقد أنها جميع ما يمكن أن ينطوي تحت كلمات مثل: مبادئ، قيم، أخلاق. وكل واحدة من تلك الكلمات يندرج أسفلها الكثير من الأفعال الجميلة والمبادرات القيمة السعيدة، كل كلمة توحي بنقاء الإنسان وقيمته وطيبته، وأحسب أن القيم والمبادئ والأخلاق سبقت القانون، أو هي التي قادت نحوه وسببت وجوده.
 للفيلسوف الألماني إيمانويل كانت، الذي عاش خلال القرن الثامن عشر، ويعتبر آخر الفلاسفة المؤثرين في الثقافة الأوروبية الحديثة، كلمة بليغة وجميلة، توضح هذه الفكرة، جاء فيها: «في القانون، الإنسان مذنب عندما ينتهك حقوق الآخرين، في الأخلاق، مذنب إذا كان يفكر في القيام بذلك». لذا قلت إن القوانين نتاج للأخلاق والمبادئ والقيم، لأن القانون يحاول أن يحمل العدالة ويحمي الحقوق، ويكون مظلة تغطي الجميع بسواسية ونقاء، وهي قوانين مكتوبة ومؤطرة ومحددة، والأخلاق والمبادئ تقوم بنفس هذه الوظيفة، لكنها تبدأ من عقل وروح وقلب كل منا، وهذا سر جوهرها الجميل ونقائها.
[email protected]
 www.shaimaalmarzooqi.com

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة وناشرة إماراتية ومؤلفة لقصص الأطفال وروائية. حصلت على بكالوريوس تربية في الطفولة المبكرة ومرحلة ما قبل المدرسة والمرحلة الابتدائية، في عام 2011 من جامعة زايد بدبي. قدمت لمكتبة الطفل أكثر من 37 قصة، ومتخصصة في أدب اليافعين

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"