عادي
روسيا والصين تعترضان على دور لمجلس الأمن

العالم يتظاهر لوقف التغير المناخي المدمر

01:23 صباحا
قراءة 4 دقائق
4
الناشطة السويدية جريتا ثونبيرج تشارك في تظاهرة في برلين الألمانية (أ.ب)
تظاهرة في إسطنبول (أ.ف.ب)
تظاهرة للتحرك من أجل وقف التغير المناخي في زيوريخ السويسرية (رويترز)

أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس خلال اجتماع عقده مجلس الأمن الدولي على المستوى الوزاري، أول أمس الخميس، عن قلقه من تداعيات التغير المناخي على السلم العالمي، في موقف أيّدته فيه الدول الغربية، بينما جددت روسيا والصين رفضهما لأن يضع مجلس الأمن يده على هذه المسألة.

الجميع في مرمى الخطر

وقال جوتيريس خلال الاجتماع: «ليست هناك أي منطقة بمنأى. حرائق الغابات والفيضانات والجفاف وسائر ظواهر الطقس المتطرفة، تؤثر في جميع القارات». وأضاف أن «تداعيات التغير المناخي تزداد خطورة بشكل خاص عندما تتداخل معها الهشاشة والنزاعات الماضية أو الحالية»، مشدداً على أنه «من الواضح أن التغير المناخي وسوء إدارة البيئة، هما عاملان يضاعفان المخاطر».

ولفت الأمين العام إلى أنه للتقليل من تداعيات التغير المناخي إلى أقصى حد، يجب أن يكون الالتزام «بدون لبس»، وأن تُتخذ جميع «الإجراءات الموثوق بها (..) لمنع ارتفاع حرارة سطح الأرض بأكثر من 1.5 درجة مئوية»، مقارنة بالمستوى الذي كانت عليه قبل الثورة الصناعية.

وهذا هو الهدف المثالي المحدد في اتفاقية باريس للمناخ التي توصل إليها العالم في 2015، لكنه يبدو بعيد المنال أكثر فأكثر يوماً بعد يوم. وشدد الأمين العام على أن «التكيف مع التغير المناخي وتدعيم السلام هما أمران يمكن ويجب أن يعزز كل منهما الآخر». ومثالاً على ذلك، ذكر جوتيريس أنه «في العام الماضي، نزح أكثر من 30 مليون شخص عن ديارهم بسبب كوارث مرتبطة بالمناخ»، مشدداً على ما لهذه التحركات السكانية من تداعيات مزعزعة لاستقرار المناطق التي يقصدها النازحون.

رفض روسي صيني

وخلال الجلسة أجمعت الدول الغربية الأعضاء في مجلس الأمن، وفي مقدمها الولايات المتحدة، وإيرلندا التي نظمت الاجتماع، والنرويج، إضافة إلى النيجر، على وجوب أن يضع مجلس الأمن الدولي يده على هذا الملف بشكل دائم، وأن يصدر قراراً ملزماً تكون له قوة القانون الدولي، وأن يعين مبعوثاً أممياً مكلفاً بملف تداعيات المناخ على الأمن والسلم العالميين، لكن هذه المطالب اصطدمت جميعها برفض روسيا والصين.

وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إن «التوافق على أن هذه القضية مكانها هنا في مجلس الأمن الدولي، سيرسل رسالة واضحة للمجتمع الدولي بشأن التداعيات الخطرة للتغير المناخي على أمننا الجماعي». وأضاف: «يجب على جميع دولنا أن تتخذ إجراءات جريئة وفورية لتعزيز قدراتنا على التكيف مع الآثار الحتمية» للتغير المناخي.

بدوره قال وزير الخارجية الإيرلندي مايكل مارتن، الذي عُقد الاجتماع بمبادرة من بلاده التي تتولى رئاسة مجلس الأمن في سبتمبر: «حان وقت العمل. يجب أن نتحرك لنظهر أننا مستعدون».

لكن الصين وروسيا اللتين تمتلكان حق الفيتو سارعتا إلى وأد المساعي الغربية في مهدها. وعلى الرغم من أن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف موجود في نيويورك، فهو لم يشارك في الاجتماع الوزاري؛ بل انتدب لتمثيله نائب السفير لدى الأمم المتحدة ديمتري بوليانسكي. وقال بوليانسكي في الاجتماع، إن مجلس الأمن ليس المكان الأنسب لمناقشة هذه المسألة «وهناك منتديات أخرى ملائمة أكثر»، مبدياً خشيته من حصول «ازدواجية» مع هيئات أممية أخرى، إذا ما وضع مجلس الأمن يده على هذا الملف.

وإذ حذر المندوب الروسي من أن «كثرة الطباخين تفسد الطبخة»، قال إن وضع مجلس الأمن يده على هذه القضية قد يثمر «إجراءات معيبة وغير مجدية»، مشدداً على أن بلاده مستعدة لطرح هذه المسألة في مجلس الأمن، ولكن فقط على أساس كل حالة على حدة، وعندما تكون هناك نتيجة محتملة للاحتباس الحراري على السلم والأمن في منطقة بعينها.

العودة إلى الشوارع

واستأنف فتيان وفتيات من أنحاء العالم الخروج إلى الشوارع، أمس الجمعة، للمطالبة بإجراء سريع لوقف التغير المناخي المدمر، في أكبر احتجاج لهم منذ بدء جائحة كورونا.

ويمتد الاحتجاج لخمسة أسابيع قبل قمة الأمم المتحدة للتغير المناخي الهادفة لاتخاذ إجراء أكبر من جانب زعماء العالم للحد من انبعاث الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري.

وانطلقت التظاهرات في آسيا ومن المزمع القيام باحتجاجات في أكثر من 1500 موقع، وفقاً لحركة (فرايدايز فور فيوتشر)، أو (أيام جمعة من أجل المستقبل). وفي ألمانيا وحدها، يتوقع المنظمون أن يشارك مئات الآلاف في أكثر من 400 احتجاج.

وفي ميناء دوفر البريطاني، أنشط ميناء شحن في أوروبا، قالت السلطات إن المحتجين سدوا مداخل الميناء ومخارجه. وذكرت جماعة «اعزلوا بريطانيا» التي سدت هذا الشهر الطريق البري حول لندن، الأكثر زحاماً، مراراً، أن أكثر من 40 شخصاً سدوا طريقاً دائرياً يؤدي للميناء. وقالت الشرطة إنها ألقت القبض على 12 شخصاً حتى الآن، وإن الاحتجاج يسبب اضطراباً.

وتمثل احتجاجات الجمعة عودة لتظاهرات الشباب الداعية للحد من تغير المناخ والتي شارك فيها أكثر من ستة ملايين في عام 2019، قبل أن توقف جائحة كوفيد 19 التجمعات الحاشدة، ويستعيض الشباب عنها بالعمل عبر العالم الافتراضي. (وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"