عادي

ليتَها لم ترحَل

23:55 مساء
قراءة دقيقتين
8

د. عارف الشيخ

أسفِي عليها ليتَها لم ترحَلِ

مَن يا تُرى مِن بعدِها سيَرِقّ لي؟

سَلْ أنتَ عنها «فنْدقًا لِلشام» أو

سَلْ «بَرلمانًا» فِي فِناها يَعتليْ

خمسينَ عاماً في ظِلال حنانِها

قضَّيتُ أرسُمُ بالسَّنا مُستقبَلي

كانت رياضًا للمعارفِ قد شَدَدْ

تُ لهَا ركابَ ترحُّلي وتنقُّلي

منها انتشقتُ شذىَ الأصالةِ واسترحْ

تُ لِسِيرَتَي«تيْمِ بن مُرَّ ونَهشلِ»

**

قد كان إعجَابي كإعجابِ «الرشي

دِ بصوت«ذاتِ الخالِ»عند«المَوصِلي»

كنّا نديمَي صُحبَةٍ وصَبابَةٍ

لم أشْكُ منها العُمرَ أيَّ تمَلُّلِ

إنْ جُعتُ أُشبِعتُ الهَنا مِن كَنْزِها

وإذا ظمئتُ شربتُ صِدقَ تعَلُّلِ

ما جئتُها يومًا بأيّ عَويصةٍ

إلا وقد هُرعَتْ بحَلِّ المُعضِلِ

أدبٌ وتربيةٌ وسِرْبُ مَعاجمٍ

مِمّا حَوتها أمسِ نُهْيةُ «نُوبَلِ»

**

يا«نوبَلاً» في الحيّ كانت سُلوة َالْ

عُشّاق بَعْدكِ أمّتي لِتَرمُّلِ

أعلنتَ يا «إدْمونُ» عن إغلاقِها

«إدمونُ» قلبي قد هدمتَ بمِعْولِ

و«دمشقُ» خاليةَ المَناكِب أصبحَت

فالويلُ لي إنْ عشتُ عِيشةَ جُهَّلِ

ولَكَمْ بكيتُ ب«مَيسلونَ» رفاقَها

فيها ذكَرنا «فارسًا» والقُوتلِي

عُظماؤُنا قد خُلّدُوا في بَهْوِها

أسفًا إذا صارت لِبيع الفِلفِل

**

يا أيّها الآتيْ «دمشقَ» اليوم سَلْ

عن عشْرةٍ منها زمَاني قد خلِيْ

قِف أنت للذهبيِّ ب«الشعْلان» أو

عند «الكمالِ» لِ«يقْظةٍ»ثم ادعُ لي

أنا ما بكيتُ على فراقِ عشيقةٍ

بل مَنهَلٍ للعِلم صار«ترَلَّلِي»

**

أتقولُ إنّ«النِتَّ»حَلَّ محَلَّها

أوَ ترتقِي نحْلٌ بغيرِ المَنْحَل ؟

أوْ هلْ سيُغني الظلُّ عن مطبوعةٍ

طُبعَتْ على«بَردَى»بحِبْرٍ أصْقَلِ؟

أأبيعُ مَطبوخًا بنارِ هَداوةٍ

بِال«تِّيكَوَيهِ»أُعِدَّ للمُستعجِل؟

**

أسَفًا على كُتبٍ من الماضي الجميْ

لِ فقدتُ فَوعَتَها كريحِ قُرنفُل

إنّي ابتُليتُ بِزهْو ِ«تِكنولُوجيَا»

فظننتُ أنّي قد ظَفرتُ بأفضَلِ

لم أدرِ أنَّ العَصرَ أضمَرَ سَهمَه

حتى تمكَّنَ فاستقَرَّ بِمَقتلِي

إنّي أُحيّي العصرَ في قفَزاتِه

«وَايْفايُ» منها مَعْ نظامِ «الأكْسِلِ»

لكِنّني أزهو بِبُرقُعِ جَدَّتي

ويَعيشُ في فِكري حَياكةُ مِغْزَلي

ويظلُّ بالوَرقيِّ فخرُ مَعَارفِي

رَغَ احْتراماتي لِثورةِ «قُوقَلِ»

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"