عادي

هل جعلت معاهدة حظر التجارب النووية العالم أكثر أماناً؟

21:37 مساء
قراءة دقيقتين

فيينا - أ ف ب

جعلت معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية بعد 25 عاماً من اعتمادها، العالم أكثر أماناً، كما يقول الخبراء، على الرغم من عدم المصادقة عليها ومن المخاوف بشأن كوريا الشمالية.

ونفذ الأمريكيون أول تجربة نووية في العالم في صحراء نيو مكسيكو عام 1945. وبين ذلك التاريخ و24 سبتمبر/أيلول 1996، تاريخ اعتماد المعاهدة، أجريت أكثر من ألفي تجربة نووية، حسبما يؤكد روبرت فلويد، الأمين العام التنفيذي لمنظمة معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية، الهيئة التابعة للأمم المتحدة.

ومنذ 1996 أجريت نحو عشر تجارب فقط من الهند وكوريا الشمالية وباكستان. مع ذلك فإن ثماني دول لديها برامج نووية، منها الصين وكوريا الشمالية والولايات المتحدة، رفضت المصادقة على المعاهدة التاريخية، ما حال دون دخولها حيز التنفيذ. وعلى الرغم من ضغوط متزايدة، لا توجد مؤشرات على أن تلك الدول ستغير رأيها، وفق محللين.

ويقول فلويد، وهو أسترالي يبلغ 63 عاماً من مكتبه الكائن في الطابق السابع بأحد أبراج الأمم المتحدة في فيينا: «نحن في وضع أفضل بكثير».

ويشرح أن المعاهدة وضعت معياراً دولياً لمنع إجراء التجارب، ويضيف: «الدولة الوحيدة التي أجرت تجربة هذا القرن هي كوريا الشمالية».

ولضمان عدم إجراء التجارب النووية، فإن المنظمة البالغة ميزانيتها السنوية نحو 111 مليون يورو، أقامت أكثر من 300 محطة مراقبة في العالم، قادرة على رصد أدنى تفجير ساعة وقوعه.

وتوقف المعاهدة فعلياً انتشار الأسلحة النووية «عبر جعل التجارب محظورة»، حسبما يقول جان ماري كولان من الفرع الفرنسي للحملة الدولية للقضاء على الأسلحة النووية (ايكان).

حتى الآن صادقت حوالي 170 دولة على المعاهدة، بينها القوى النووية بريطانيا وفرنسا وروسيا، باعتبار أن لديها برامج محاكاة متطورة بما يكفي.

والدول التي لم تصادق عليها بعد هي مصر والهند وإيران وإسرائيل، إضافة إلى الصين وكوريا الشمالية والولايات المتحدة.

وقال فلويد، إنه يريد التواصل مع تلك الدول حول المسار الذي يمكننا اتخاذه للانطلاق من نقطتنا الحالية إلى نقطة يمكن لهم فيها أن يصادقوا على المعاهدة، ويمكن أن نتوصل بالنسبة للبشرية جمعاء إلى حظر ملزم قانوناً.

وإذا ما دخلت المعاهدة حيز التنفيذ، يصبح لمنظمة معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية صلاحية إجراء عمليات تفتيش في مواقع محددة.

وفي واشنطن لم يتجرأ أحد منذ الرئيس الأسبق بيل كلينتون، على تقديم النص إلى الكونجرس، لأن الجمهوريين يعارضون توقيعه، كما تقول إيمانويل ميتر من مؤسسة الأبحاث الاستراتيجية.

من جهتها، تقول بكين إنها تنتظر واشنطن.

وترى ميتر، أنه من الصعب معرفة كيفية انضمام كوريا الشمالية إلى معاهدة حظر التجارب النووية، إذا لم تنضم إليها الولايات المتحدة والصين.

وفي يناير/كانون الثاني الماضي، دخلت معاهدة دولية أخرى متعلقة بالأسلحة النووية هي «معاهدة حظر الأسلحة النووية» حيز التنفيذ.

وهذه الاتفاقية تحظر على 45 دولة صادقت عليها، إنتاج بل حتى امتلاك أسلحة نووية، أو أجهزة متفجرة نووية أخرى. وهي بالنسبة لفلويد مؤشر إلى تزايد استياء دول لا تمتلك السلاح النووي، وتريد رؤية تقدم على صعيد نزع السلاح النووي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"