عادي
الاتحاد الأوروبي يقترح تعيين مقرر خاص لحقوق الإنسان

تمهيد أمريكي لزيادة المساعدات لأفغانستان رغم العقوبات

01:18 صباحا
قراءة 4 دقائق
مئات الأفغانيين عند معبر سبين بولداك في انتظار العبور إلى باكستان (أ.ف.ب)

أرسلت حركة «طالبان» آلاف المقاتلين إلى إقليم أفغاني عند حدود طاجيكستان، وتظاهر مئات في كابول للمطالبة بالإفراج عن احتياطيات أفغانستان من النقد الأجنبي، فيما كانت أفغانستان موضوعاً للسجال بين الهند وباكستان في الجمعية العامة للأمم المتحدة؛ حيث تبادل البلدان الجاران في جنوب آسيا اتهامات بالتطرف، ودعت إسلام أباد، العالم إلى العمل مع «طالبان»، واقترح الاتحاد الأوروبي تعيين مقرر خاص معني بأفغانستان، بينما سمحت الولايات المتحدة بإعفاءات من العقوبات لتسهيل إيصال المساعدات إلى أفغانستان، لكنها في الوقت نفسه نددت بخطط الحركة الأصولية لإعادة العمل بعقوبات الإعدام وقطع الأطراف.

نشر قوات خاصة

قال ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم «طالبان»: إن الحركة أرسلت الآلاف من عناصر القوات الخاصة، إلى ولاية طخار الأفغانية على الحدود مع طاجيكستان.

وأضاف في تغريدة على «تويتر»: «تم نشر عشرات الآلاف من القوات الخاصة في طخار». ووفقاً له، يكمن الهدف من هذا الإجراء، في تحييد التهديدات الأمنية.

تظاهرة للإفراج عن الأرصدة

خرج المئات في تظاهرة احتجاج بالعاصمة الأفغانية كابول أمس الأول الجمعة، للمطالبة بأن تفرج الولايات المتحدة عن مليارات الدولارات من احتياطيات البنك المركزي المحجوبة خارج أفغانستان، في وقت تجد فيه حكومة «طالبان» صعوبات في احتواء الأزمة الاقتصادية المتفاقمة. تأتي التظاهرة، التي جرى تنظيمها بشكل جيد ورُفعت فيها لافتات بعبارات مكتوبة باللغة الإنجليزية، في وقت يصعّد فيه مسؤولو «طالبان» مطالب تسليم أكثر من تسعة مليارات من الاحتياطيات الأجنبية المتحفظ عليها في الخارج.

وكتب سهيل شاهين المتحدث باسم «طالبان» على «تويتر» عن التظاهرة، مؤكداً دعم الحكومة الجديدة للمتظاهرين ومطالبهم.

الهند تدعو إلى مراقبة دور باكستان

انتقدت الهند جارتها باكستان في واشنطن والأمم المتحدة، وأثار رئيس الوزراء ناريندرا مودي، مخاوف بشأن باكستان خلال محادثات مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، وكذلك خلال قمة رباعية أوسع مع زعيمي أستراليا واليابان، وفقاً لمسؤولين هنود.

وقال وزير الخارجية الهندي هارش فاردهان شرينغلا، للصحفيين بعد انتهاء المحادثات: إنه «كان هناك شعور واضح بأنه ينبغي الإبقاء على نظرة تكون أكثر دقة وتدقيقاً وثيقاً ومراقبة لدور باكستان في أفغانستان، ودور باكستان في مسألة الإرهاب».

دعوة للعمل مع «طالبان»

من جهته أشار رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان في الخطاب الذي ألقاه عبر الفيديو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، إلى أن «طالبان» وعدت باحترام حقوق الإنسان وتأليف حكومة شاملة منذ سيطرتها على البلاد الشهر الماضي.

وقال خان: «إذا قام المجتمع الدولي بتحفيزها وشجّعها على المضي قدماً في هذا الحوار، سيكون الوضع مربحاً للجميع».

وشدد على أنه علينا تعزيز الحكومة الحالية وتحقيق استقرارها من أجل مصلحة الشعب الأفغاني.

وألقى خان المنتقد الشرس للحرب الأمريكية التي استمرت 20 عاماً وأنهاها الرئيس بايدن، باللوم على الضربات الأمريكية غير الدقيقة بطائرات مسيّرة في تصاعد التطرف داخل باكستان.

وأشار إلى تعاون إسلام أباد مع القوات الأمريكية، وقال خان: «هناك قلق كبير في الولايات المتحدة إزاء المترجمين الفوريين وكل الأشخاص الذين ساعدوا الولايات المتحدة. ماذا عنا نحن؟». وتابع: «على الأقل كان يجب أن تكون هناك كلمة تقدير. لكن بدلاً من ذلك، تخيلوا كيف نشعر عندما يلقى باللوم علينا في تحول الأحداث في أفغانستان».

اتهامات متبادلة

اتّهم رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، الجمعة، الهند في الأمم المتحدة ب«نشر الإرهاب» بحق المسلمين، ما أثار رد فعل قوي من الوفد الهندي. وفيما تتجاهل الهند في كثير من الأحيان تصريحات باكستان، ردت دبلوماسية هندية شابة من قاعة الجمعية العامة على خان. واتّهمت السكرتيرة الأولى في البعثة الهندية لدى الأمم المتحدة سنيها دوبي، باكستان بإيواء أسامة بن لادن، الذي قتلته القوات الأمريكية الخاصة في عام 2011 بغارة على مدينة أبوت آباد؛ حيث كان يختبئ.

وقالت: «ما زلنا نسمع أن باكستان ضحية للإرهاب. إنها بلاد تشعل الحرائق وتقدم نفسها على أنها رجل إطفاء».

مقرر خاص لحقوق الإنسان

يعتزم الاتحاد الأوروبي، بأن يدفع خلال الدورة الحالية لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، باتجاه تبني قرار بتعيين مرّر خاص معني بأفغانستان، وفقاً لوثيقة وزعت. في الأسابيع الأخيرة، طالب الاتحاد الأوروبي ومفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ميشيل باشليه بأن يطلق المجلس المنعقد حتى 8 أكتوبر/تشرين الأول، آلية لرصد انتهاكات حقوق الإنسان في أفغانستان. غير أن عدداً من الدول، بينها باكستان، عبّر عن ممانعته لإنشاء آلية تحقيق.

وتحدّث السفير الفرنسي الجديد لدى الأمم المتحدة في جنيف، جيروم بونافون، أمام المجلس، نيابة عن 26 دولة عضو في الاتحاد الأوروبي، للتعبير عن تمسّك هذه البلدان بالسلام والاستقرار في أفغانستان، وكذلك بدعم الشعب الأفغاني.

وسيكون المقرر مكلفاً بإعداد تقرير عن تطور وضع حقوق الإنسان في البلاد وتقديم توصيات لتحسينه ومساعدة أفغانستان على الوفاء بالتزاماتها، وتقديم المشورة للمجتمع المدني.

إعفاءان لتسهيل وصول المساعدات

أجازت الولايات المتحدة إعفاءين من العقوبات الاقتصادية المفروضة على حركة «طالبان» التي تولت السلطة في أفغانستان، وذلك في محاولة منها لتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية إلى البلاد. يتيح الإعفاء الأول للحكومة الأمريكية والمنظمات غير الحكومية وبعض المنظمات والكيانات الدولية، تقديم مساعدة إنسانية لأفغانستان، أو غيرها من الأنشطة التي تسهم في تلبية الاحتياجات الأساسية في البلاد، حسب بيان صادر عن وزارة الاقتصاد الأمريكية. أما الإعفاء الثاني، فيسمح ببعض التعاملات المرتبطة بتصدير المنتجات الزراعية (أغذية، بذور، أسمدة)، والأدوية والمعدات الطبية.

وقالت الوزارة: إنها «تبقى ملتزمة بضمان ألاّ تحد العقوبات الأمريكية من قدرة المدنيين في أفغانستان على تلقي دعم إنساني من حكومة الولايات المتحدة أو المجتمع الدولي، مع الاستمرار في الوقت نفسه في حرمان «طالبان» والكيانات والأفراد الآخرين الخاضعين لعقوبات، من الوصول إلى أصول معينة».(وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"