عادي

كاتب يستوحي قصصه من جرائم قتل ارتكبها

18:17 مساء
قراءة 3 دقائق
قاتل

الشارقة: «الخليج»
في عالم الروايات البوليسية هنالك قصص أغرب من الخيال، رغم واقعيتها، لأن الأحداث فيها شديدة القسوة، وعلى الرغم من أن الأعمال السردية تعتمد بصورة أساسية على الخيال، إلا أن هناك بعض المؤلفين ممن استوحوا أعمالهم الأدبية من جرائم ارتكبوها، بل هنالك من استلهم أحداث روايته من تنفيذ جرائم قتل وسرقة ونهب كما جاءت في القصة تماماً، وعلى الرغم من فداحة الأمر إلا أن تلك الروايات وجدت إقبالاً كبيراً من الجمهور فسارع إلى شرائها بدافع الفضول.
الروائي الصيني «ليو يونغ بياو»، هو أحد كتاب القصص البوليسية المعروفين، وله عدد من الأعمال الشهيرة، وكان عضواً في رابطة الكتاب الصينيين منذ عام 2013، وكان قد نشر آنذاك كتاباً واحداً، وهو عمل أدبي خيالي تاريخي، تحول إلى مسلسل تلفزيوني من 50 حلقة.
في 2017، أدين ليو بارتكاب 4 جرائم قتل ضد أشخاص قام بضربهم حتى الموت عام 1995، وهي الجريمة التي وقعت في أحد الفنادق في الصين، حيث ذكرت الشرطة حينها أن شخصين قد تسللا إلى الفندق بدافع السرقة، فارتكبا جرائم قتل، وعندما حاول شخص، وكان يدعى «يو»، الدفاع عن نفسه ضد اللصوص، ضرب حتى الموت، ولإخفاء جريمتهما، قام الرجلان بقتل الزوجين اللذين كانا يديران الفندق وحفيدهما البالغ من العمر 13 عاماً.
وكان البحث عن الجاني قد توقف لأن المحققين فشلوا في اكتشاف أية روابط بين الضحايا وقاتليهم، وأوضحت الشرطة الصينية في ذلك الوقت أنه كان من الصعب التوصل إلى أي نتيجة نسبة لغموض الحادث وعدم وجود أدلة وقرائن، الأمر الذي صعب من مهمة رجال الشرطة وأدى إلى تعثرهم في حل خيوط القضية، حيث لم تكن هنالك كاميرات للمراقبة، ولم يكن لدى إدارة الفندق أي سجل للضيوف، الأمر الذي جعل السلطات تتوقف عن البحث عن القتلة.
في عام 2017، وبعد ما يقرب من 22 عاماً على الجريمة، تمكن المحققون من تحديد المؤلف «ليو» ورجل آخر يبلغ من العمر 64 عاماً كمشتبه بهما رئيسيين في القضية، وقد تم ذلك الأمر بعد العودة إلى مسرح الجريمة لفحص الحمض النووي على بعض الآثار التي تركها المجرمان.
وخلال 22 عاماً، ظل «ليو يونغ بياو»، هارباً من العدالة، يمارس كتابة روايات مستوحاة من جرائم القتل تلك، وفي مقدمة روايته «السر الآثم»، عام 2010، نوه ليو بأنه بصدد كتابة رواية أخرى تدور حول مؤلفة ترتكب سلسلة جرائم بشعة وتهرب من العدالة، وهو العمل الذي قرر صاحبه أن يحمل اسم «الكاتبة القاتلة الحسناء».
وبعد القبض عليه، صرح «ليو»، لتلفزيون «سي سي تي في» الصيني بأنه قد استلهم بعضاً من مؤلفاته من الجرائم التي ارتكبها، والتي كان من بين ضحاياها حفيد صاحبي الفندق الذي لم يتجاوز الثلاثة عشر ربيعاً.
وكان الكاتب الصيني قد قال لرجال الشرطة عندما ظهروا على عتبة باب بيته شرق الصين، في الساعات الأولى من يوم الجمعة 11 أغسطس 2017: «انتظرتكم هنا كل هذا الوقت».
وأخيراً وجدت محكمة «هوتشو»، الشعبية المتوسطة بمقاطعة «تشجيانغ»، الصينية، أن ليو وشريكه مذنبان بالسرقة والقتل، وبعد أن اعترف الرجلان بجرائمهما، حكم عليهما القاضي بالإعدام.
وكانت الشرطة الصينية قد ذكرت أن ليو قد أخبر زوجته أنه ظل ينتظر يوم القبض عليه منذ عقدين من الزمان، وأنه قد كتب رسالة إلى زوجته بعد أن زج به إلى السجن يقول فيها: «الآن أستطيع التحرر أخيراً من العذاب النفسي الذي تحملته لفترة طويلة».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"