عادي
ميركل تودع المستشارية والسياسة.. ولاشيت وشولتز يتنازعان الخلافة

الاشتراكيون يتقدمون في انتخابات ألمانيا والمحافظون يعترفون بالتراجع

01:27 صباحا
قراءة 3 دقائق

حقق الحزب الاشتراكي الديمقراطي تقدماً طفيفاً على المحافظين في الانتخابات البرلمانية الألمانية، أمس الأحد، بحسب تقديرات استندت إلى نتائج أولية متقاربة، فيما أعلن الأمين العام للحزب الاشتراكي لارس كلينجبيل، أن الحزب قادر على تشكيل الحكومة المقبلة، في حين أقر المحافظون ب«خسائر مريرة» في نتائج الانتخابات التشريعية التي جرت لخلافة المستشارة انجيلا ميركل.

وقال كلينجبيل «لدينا التفويض لتشكيل حكومة. (إن رأس القائمة) أولاف شولتز سيصبح مستشاراً»، بعدما توقعت الاستطلاعات فوز الاشتراكيين الديمقراطيين ب26 في المئة من الأصوات مقابل 24 في المئة للمسيحيين الديمقراطيين الذين تعرضوا لخسارة كبيرة مقارنة بعام 2017، وفق ما أفاد زيمياك.

سباق على تشكيل الحكومة

من جانبه، أكد مرشح المحافظين الألمان لمنصب المستشارية أرميت لاشيت، أن الاتحاد المسيحي الديمقراطي يريد تشكيل الحكومة المقبلة. وقال لاشيت «سنبذل ما في وسعنا لتشكيل حكومة بقيادة الاتحاد» المسيحي الديمقراطي، وحليفه البافاري الاتحاد المسيحي الاجتماعي، لكنه أكد أن المعسكر المحافظ «لا يمكن أن يكون راضياً» عن هذا التراجع.

واعترف الحزب بالخسارة المريرة في الانتخابات التشريعية. وقال الأمين العام للحزب الديمقراطي المسيحي، بول زيمياك، إن الخسائر في الانتخابات كانت مريرة، لكن النتائج متقاربة للغاية وستكون ليلة طويلة.

وأظهرت استطلاعات الرأي للانتخابات الألمانية نتائج متقاربة للحزب الديمقراطي المسيحي والاتحاد الاجتماعي المسيحي، وخصومهما من الحزب الاشتراكي الديمقراطي بحصول كل منهما على نحو 25% من الأصوات. فيما جاء حزب الخضر في المركز الثالث بحصول مرشحته لمنصب المستشار الألماني على 15% من الأصوات. وتشير التوقعات إلى أن أحزاب يسار الوسط كانت أكبر الفائزين في الانتخابات، حيث ربح الحزب الاشتراكي الديمقراطي 4.5% مقارنة بنتائج الانتخابات الأخيرة في عام 2017، بينما حقق حزب الخضر تقدماً بنسبة تزيد على 6%.

وكانت آخر استطلاعات، أشارت إلى إلى تقدم الاشتراكيين الديمقراطيين بزعامة وزير المالية أولاف شولتز، بفارق طفيف بحصوله على 25% من الأصوات، مقابل 22 إلى 24% لمرشح تكتل الاتحاد المسيحي الديمقراطي، الذي يمثل تيار يمين الوسط، أرمين لاشيت. وتعد نسبة التصويت للمحافظين في انتخابات ألمانيا هي أدنى نسبة تاريخية لحزب المستشارة المنتهية ولايتها، حيث تكبدت الكتلة المحافظة خسائر فادحة بانخفاض 8% عن الانتخابات السابقة، في أسوأ نتيجة لها على الإطلاق.

تراجع نسبة المشاركة

وأفادت البيانات الصادرة عن إدارة الانتخابات في ألمانيا بأن نسبة المشاركة في انتخابات البرلمان الاتحادي وصلت إلى 5ر36% حتى الساعة الثانية بعد ظهر أمس الأحد. وجاء تحديد هذه النسبة بناء على حساب نسب المشاركة في مقار انتخابية مختارة في كل أنحاء ألمانيا. ونقل بيان صحفي عن رئيس لجنة الانتخابات جيورج تيل، قوله إن «نسبة المشاركة التي تم تحديدها في الوقت الراهن هي، كما هو متوقع، أقل من نسبتها في 2017، لأننا نتوقع أن تكون هناك نسبة أعلى بشكل واضح في أصوات الناخبين عبر البريد والتي سيتم تحديدها في وقت لاحق في إطار تحديد النتيجة النهائية».

ومن الصعب التكهّن بالنتائج النهائية نظراً لإقدام قسم كبير من الناخبين، وبينهم ميركل نفسها، على التصويت بالبريد. وفي مطلق الأحوال، سيترتب إجراء مفاوضات مطولة خلال الأشهر المقبلة لتشكيل الائتلاف الذي سيحكم البلاد، ولو أن ذلك يهدد بشل الاتحاد الأوروبي حتى الفصل الأول من عام 2022.

ميركل تدعم الحليف

وبعدما نأت المستشارة المنتهية ولايتها بنفسها عن السجالات الانتخابية، بذلت جهوداً مكثفة في الشوط الأخير من الحملة لدعم أرمين لاشيت الذي تواجه حملته صعوبات منذ الصيف.

وارتكب أرمين لاشيت مرشح تحالف ميركل خطأ خلال عملية التصويت، عندما قام بطي بطاقته الانتخابية بشكل أظهر العلامتين اللتين وضعهما على البطاقة، وهو ما ظهر في الصور التي التقطت له قبل إلقائه البطاقة في صندوق الانتخابات. كما اتضح في الصور جزء من علامتي التصويت على بطاقة زوجته التي أدلت بصوتها بعد لاشيت بفترة وجيزة.

وفي أعقاب ظهور الصور، شهد موقع «تويتر» نقاشاً حول ما إذا كانت الطريقة التي أدلى بها رئيس حكومة ولاية شمال الراين ويستفاليا بصوته، صحيحة أم لا. من جانبه، قال مدير لجنة الانتخابات الاتحادية إن تصويت لاشيت لحزبه ليست أمراً مفاجئاً «ولا يمكن اعتبار ذلك مؤثراً في الناخبين»، لكنه أضاف أن قواعد الانتخاب واضحة وهي تنص على أن «اللجنة الانتخابية عليها أن ترفض الناخبين الذين يطوون بطاقتهم بشكل يظهر تصويتهم لأن ذلك يساعد في التأثير على ناخبين آخرين».

لاشيت يخطئ في التصويت

وتابع أنه إذا كان الأمر متعلقاً ب«طيّ خاطئ» فإن القواعد تنص على أن تقوم اللجنة الانتخابية في هذه الحالة بتوزيع بطاقة انتخاب جديدة «أما إذا كانت البطاقة قد وصلت إلى صندوق الانتخابات فإن من غير الممكن استبعادها، ومن ثم تكون صحيحة».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"