سيتفاعل مع الآخرين

00:23 صباحا
قراءة دقيقتين

البعض من الآباء والأمهات يعتقدون بأن تربية أبنائهم منوطة بهم وحدهم، ويغفلون تماماً مؤثرات أخرى في هذا الميدان، فالشارع والمدرسة والمعلم والأقارب والحب، وغيرها من أوجه النشاط الاجتماعي، جميعها مؤثرات مباشرة، وغير مباشرة، في الطفل، وفي سلامة نموه المعرفي والنفسي. الأب والأم، لهما دور حيوي وكبير ومهم في حياة الطفل، ولكن هناك عوامل ومسببات أخرى يجب عدم إغفالها، أو تجاوزها، لأن تلك المؤثرات تكون جسيمة ومدويّة في حياة وعقل هذا الطفل.
لذا، عندما نسمع الأم أو الأب، وهما يعبّران عن مخاوفهما على طفلهما، بل وحرصهما الشديد، فلا نستغرب، ومع هذا فإنه لا الأم ولا الأب، يملكان القدرة على منع طفلهما من التفاعل الاجتماعي. ونعلم أن محاولة الحد من نشاط الطفل مع الأقران والصحب والزملاء، أو تجهيل الطفل بالمجتمع، وتجنيبه الناس والتفاعل معهم، تسطيح لعقل الطفل الاجتماعي، وجعل معارفه وخبراته في حدها الأدنى.
الطفل سيتأثر بالآخرين، لأنه إنسان طبيعي، وسيكتسب عادات غير مألوفة لم يتربّ عليها، ولم يتعلمها داخل أسرته، وستكون غريبة ومستهجنة داخل أسرته، والطفل سيعجب ويقلد شخصيات وأناساً قد يراهم الأب أو الأم عاديين، ولا يستحقون التقليد والاهتمام. والطفل قد يحضر إلى المنزل كلمات سمعها من الأقران، كلمات متواضعة ويراها الأب والأم متدنية، ولا تنمّ عن التربية القويمة الصحيحة، وقد يظهر الطفل بعادات في أسلوب كلامه وطريقة تعامله، هذه العادات الجديدة قد تكون صادمة ووقعها، شديد على الأب والأب، فهما علّما طفلهما على طرق أجمل وأفضل وبشكل مثالي، والآن يكون بهذه الوضعية.
من هنا يجب علينا، كأمهات وآباء، توقع مثل هذه السلوكات الدخيلة، واستيعابها وعلاجها بمهارة ومعرفة، وأيضاً بهدوء، فالطفل حساس، لكن يسهل إقناعه واستيعاب فضوله، فلا نتشدد، أو نشعر بالخيبة، هو طفل ينمو ذهنياً وجسدياً، وأيضاً معرفياً، ومن الجميل مراعاته بخفة وهدوء.
 يقول الكاتب والمؤلف والفنان جوزف جوبير: «الأولاد بحاجة إلى نماذج أكثر منهم إلى نقاء». أطفالنا بحاجة للقدوة والمثل الأعلى، وأول ما سينظرون إليه الأب والأم، ثم يبدأ نظرهم خارجاً.
[email protected]
 www.shaimaalmarzooqi.com

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة وناشرة إماراتية ومؤلفة لقصص الأطفال وروائية. حصلت على بكالوريوس تربية في الطفولة المبكرة ومرحلة ما قبل المدرسة والمرحلة الابتدائية، في عام 2011 من جامعة زايد بدبي. قدمت لمكتبة الطفل أكثر من 37 قصة، ومتخصصة في أدب اليافعين

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"