عادي
عالم متجدد

هل للجمعة قبلية وبعدية؟

01:25 صباحا
قراءة 3 دقائق
1
عارف الشيخ

د. عارف الشيخ

صلاة الجمعة فريضة قائمة بذاتها، وهي فرض عين على كل بالغ عاقل حرّ ذكر مقيم غير مسافر ولا مريض ولا معذور بعذر آخر غير المرض، وسمع النداء.

وكما ورد في الحديث، فإن «يوم الجمعة سيد الأيام وأعظمها، وأعظم عند الله من يوم الفطر ويوم الأضحى» رواه البيهقي.

وفي حديث آخر: «خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه دخل الجنة، وفيه أخرج منها، ولا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة»، رواه الترمذي.

وقد حذر الرسول، صلى الله عليه وسلم، الذين يتخلفون عن الجمعة بقوله: «لقد هممت أن آمر رجلاً يصلى بالناس ثم أحرق على رجال يتخلفون عن الجمعة بيوتهم» رواه أحمد ومسلم.

هذه الصلاة تقع في وقت صلاة الظهر، لكنها ليست بدلاً عن الظهر، وليست ظهراً مقصورة أيضاً، بل فرض مستقل كما قلت، وقد قال عمر، رضي الله تعالى عنه: «الجمعة ركعتان، تمام غير قصر، على لسان نبيكم، وقد خاب من افترى»، رواه أحمد.

وهي لها شروط صحة وشروط وجوب، وشروط وجوب فقط، وشروط صحة فقط، ولها سنن وهي موضوع حديثنا اليوم، حيث ذكر الفقهاء في كتبهم بإن لصلاة الجمعة سنناً مثل:

- الاغتسال والتطيب.

- التبكير للجمعة ماشياً بسكينة، وقدر المالكية بقدر ساعة قبل الزوال.

- تحسين الهيئة قبل الصلاة مثل تقليم الأظفار وقص الشارب وإزالة الروائح الكريهة.

- قراءة سورة الكهف يوم الجمعة وليلتها، للحديث الوارد: «من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أو ليلتها وقي فتنة الدجال» رواه مسلم.

- الإكثار من الدعاء يومها وليلتها لقوله عليه السلام: «فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي، يسأل الله تعالى شيئاً إلا وأعطاه إياه، وأشار بيده يقللها» رواه الحاكم.

- الإكثار من الصلاة على رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يومها وليلتها.

- قراءة الإمام جهراً بعد الفاتحة في الركعة الأولى سورة الجمعة، وفي الركعة الثانية سورة المنافقون.

- وفي رواية أن الرسول، صلى الله عليه وسلم، كان يقرأ في الأولى سورة الأعلى، وفي الثانية سورة الغاشية.

- صلاة أربع ركعات قبل صلاة الجمعة وأربع ركعات بعدها، مثل قبلية الظهر وبعديتها، وهذا هو رأي جمهور الفقهاء، لأن النبي، صلى الله عليه وسلم، كان يركع قبل الجمعة أربعاً، وكان الصحابة يصلون قبل الجمعة أربع ركعات، وكان ابن مسعود، رضي الله عنه، يصلي قبل الجمعة أربع ركعات وبعدها أربع ركعات.

ويذكر الدكتور وهبة الزحيلي في «الموسوعة الفقهية» ج2 ص 306 أن أقل السنة بعد الجمعة ركعتان، لأن الرسول، صلى الله عليه وسلم، كان يصلي بعد الجمعة ركعتين كما روى أبو داود، وأكثرها أربع ركعات كما ورد في صحيح مسلم.

أما المالكية فقد قالوا: يكره التنفل عند الأذان الأول للجالس في المسجد ويكره التنفل بعد الجمعة عند المالكية إلى أن ينصرف الناس.

وفي فتاوى الشيخ عبدالعزيز بن باز، رحمه الله تعالى: «ليس للجمعة سنة راتبة قبلها في أصح قولي العلماء، لكن صح عن النبي، صلى الله عليه وسلم، ما يدل على أن المشروع للمسلم إذا أتى المسجد يوم الجمعة أن يصلي ما قسم الله تعالى له قبل خروج الإمام، ولم يحدد الرسول اثنتين أو أربعاً أو أكثر، وأقلها ركعتان تحية للمسجد.

أما بعد صلاة الجمعة فله سنة راتبة ركعتان، وأكثرها أربع، لقول النبي، صلى الله عليه وسلم: «من كان منكم مصلياً بعد الجمعة فليصل بعدها أربعاً»، رواه مسلم.

وكان الرسول، صلى الله عليه وسلم، يصلي ركعتين بعد الجمعة في بيته، انظر «مجموع فتاوي ومقالات للشيخ عبدالعزيز ابن باز» ج 12 ص 386.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"