الإنسان يبحث عن المعنى

00:06 صباحا
قراءة دقيقتين

يعرف عن الدكتور النمساوي فيكتور إميل فرانكل، بأنه طبيب أعصاب، وأيضاً طبيب نفسي. لكن العالم عرفه أكثر من خلال كتابه الشهير الذي حمل عنوان «الإنسان يبحث عن المعنى»، والذي دوّن خلاله الحياة القاسية المؤلمة التي قضاها في معسكرات الاعتقال النازية، خلال الحرب العالمية الثانية. 
في هذا الكتب سرد الويلات والأسى الذي تعرض له الإنسان، لكن هذه المحنة لم تقده إلى تأليف هذا الكتاب وحسب؛ بل إنها دفعته إلى اكتشاف المعاني العميقة في مختلف أشكال الوجود البشري، ومنها بطبيعة الحال تلك الأشكال الأعنف والأكثر ألماً وقسوة. ومن هنا خرج بدافعية نحو الحياة والاستمرار، ومقاومة كل ما يهدد الحياة ويزيد ألمها. 
وهذا المنهج خرج كما يقال من رحم المعاناة، ومن وسط لجة الألم والهم والخوف، حتى بات دافع الاستمرار في الحياة منهجاً علمياً من ضمن مناهج علم النفس، وبالتالي أصبح هذا الطبيب شخصية علمية وعالماً له وجوده في مجال العلاج النفسي؛ بل إنه حتى اليوم يعد مصدر إلهام لعلماء النفس وعلماء العلوم الاجتماعية والإنسانية بصفة عامة. 
وهكذا دائماً يخرج من رحم المعاناة والألم أعظم ما يفيد الناس؛ لذا عندما تمر بأحدنا محنة أو تشتد عليه الظروف القاسية لأي سبب، فإنها قد تخرج من قلبه وعقله أعظم ما يوجد من إبداع وابتكار.. نتوقف مع فرانكل، لأن ما قدمه للبشرية من منهج علاجي بات متعمداً في الطب النفسي يستحق الذكر والشكر والعرفان، هو نفسه الذي قال: «الناس اليوم لديهم أكثر من أي وقت مضى وسائل للعيش، ولكن لا معنى للعيش». وهذا الذي يجب التنبه إليه وهي الطريقة التي نعيشها، المشاكل، الهموم، العقبات، الصعاب، الأحزان، الخسائر أياً كان نوعها، جميعها مع الأسف من بدهيات الحياة، ولا يوجد أحد منا محمي عنها أو محصن؛ لذا تكون الأحداث المؤلمة جسوراً للثقة والفوز والنجاح والتفوق، لأنها منحتنا القدرة على الصبر ومعرفة مكمن قوتنا.
[email protected]
 www.shaimaalmarzooqi.com

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة وناشرة إماراتية ومؤلفة لقصص الأطفال وروائية. حصلت على بكالوريوس تربية في الطفولة المبكرة ومرحلة ما قبل المدرسة والمرحلة الابتدائية، في عام 2011 من جامعة زايد بدبي. قدمت لمكتبة الطفل أكثر من 37 قصة، ومتخصصة في أدب اليافعين

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"