إقالة مدربنا مطلب

22:43 مساء
قراءة دقيقتين

عبد الله عبد الرحمن

المتأمل في الرياضة في الوطن العربي الكبير، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، خصوصاً في زمن «الهشتقة والهرطقة»، يلاحظ الشللية والتكتلية المنظمة من قبل المتعصبين من مشجعي الأندية، في مطالبتهم من خلال «هاشتاقات» بإقالة مدربي أنديتهم، أكان المدرب محلياً- ابن النادي- أو أجنبياً.. وهنا لي وقفات وكلمات أوجهها لهؤلاء المدربين المحترفين:

أيها المدرب المحترف، في الوقت الذي أزعم فيه أنك لست فوق النقد ولا أكبر منه، وهذا أمر يجب أن تدركه، وهو أيضاً حق يريد الشانئون المتصيدون به الباطل، يجب عليك أن تراجع نفسك مراجعة فنية فاحصة في ما قمت به من عمل في مجال عملك واختصاصك لتقويمه والعمل على تصحيحه، وفي ذات الوقت، ينبغي أن تدرك أنه لا يوجد مدرب على كوكب الأرض يفوز في كل المباريات.. فهذه طبيعة الكرة «الغدّارة».. فوز أو خسارة.

- في صراع الدوري والمسابقات المحتدمة للوصول إلى القمة ثم المنصة، جماهيرك لن ترحمك إن لم تحقق لها ما تريده منك في ذلك السباق المحموم، ولن تحترم تاريخك مهما كان مفعماً بالإنجازات ومترعاً بالبطولات وجميل الإحصائيات.

- هم لن يتكلموا عن النقلة النوعية التي صنعتها في الفريق، مثل «التيكي تاكا»، والتنظيم الدفاعي والهجومي مع اللعب الجماعي والاستحواذ الإيجابي الذي أحدثته يوماً ما.. بل نسوا أو تناسوا أن المدربين السابقين الذين كانوا قبلك- من يُتعزّلُ بهم هذه الأيام- تربعوا على عروش الفشل مع فريقهم هذا الذي توليت أنت مهمته بعدهم.

- سيخرج المتربصون من جحورهم «التويترية» فقط ليذكّروا الناس على رؤوس الأشهاد بأنهم أول من عارضوا مجيئك للنادي وفي طليعة من راهنوا على فشلك.. وحتى نجاحك السابق قد عزوه إلى لاعبين أجانب محددين أو آخرين محليين معينين.

- لا تستغرب من الفرحة «الشامتة» التي بدت في وجوه القوم الذين لطالما تمنوا سقوطك.. أما شاهدت تلك السعادة الغامرة من المعلق «الحيادي» والإعلامي والمحاور «المثالي» والإحصائي «الألمعي»!! هم كلهم انتظروا زلتك وحصل على ما أرادوا، فبفرحة علّقوا وبنشوة الشامتين غرّدوا؟

- هم لا تعنيهم أخلاقك وحسن سيرتك.. يحاولون -عبثاً- دق إسفين في علاقتك مع اللاعبين والإدارة، ويشككون في قدراتك التدريبية وإمكاناتك الاحترافية، حتى يتم لهم ما أرادوا من «هاشتاقهم».

- أتراهم سألوا عند سوء عمل إدارة ناديك للموسم الجديد.. من تجهيز المعسكر وجلب الأجانب حسب نظرتك واحتياجاتك بوقت كاف كما ينبغي.. طبعاً لا، فأنت عندهم المُلام الأول، أما الإدارة، فصفحتها -عند أغلبهم- دوماً بيضاء نقية لا تشوبها شائبة.

في الختام، أيها المدرب.. أكنت أجنبياً أو ابناً للنادي في الوطن العربي الكبير.. هذه كرة القدم.. وهذه ضغوطاتها.. تحتاج منك إلى أن تتحملها.. اجلس مع المنظومة كاملة مرة ثم مرة بعد مرة، حلّوا جميع المشكلات الفنية سوية، ألقوا خلف ظهوركم طويل عوائهم وهراء «هاشتاقاتهم».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"