6 أشهر من الفرح

00:19 صباحا
قراءة دقيقتين
صباح الخير

العالم يجتمع في مدينة، ينبض قلبها الممتد على مساحة 4.3 كيلومتر مربع، بالفرح لينشر عبق السعادة على رواد «إكسبو 2020 دبي»، الذي كسبت دانة الدنيا رهان تنظيمه، وأبهرت العالم في حفل افتتاحه، الذي ذاع صداه في مختلف أنحاء المعمورة، التي تشخص عيون سكانها نحو أرض الأحلام، التي ستبحر بقاطنيها في سفينة الفرح طوال الأشهر الستة المقبلة، مصطحبة إياهم في ربوع المعرض الذي تروي أجنحته حكاية أكثر من 192 دولة اختارت أن تستشرف المستقبل من دولة غدها مشرق كماضيها العريق الذي يمكن الوقوف عليه عند زيارة جناحها في المعرض الذي يسرد قصصاً ملهمة بعنوان «موطن الحلم والإنجاز»، ويركّز في تفاصيله ومحتوياته على تعزيز المشهد الثقافي الطّموح لدولة تحيي الأمل وتلهم العقول. 
كثيرة هي الرسائل التي يمكن أن يتلقفها المرء من «إكسبو 2020 دبي»، ففي الوقت الذي يوفر فيه فرصة للمجتمع العالمي لإيجاد حلول مبتكرة، وتحقيق الاستدامة والتنقل والنمو الاقتصادي، ويرسم فترة مقبلة من تاريخ الحضارة الإنسانية، إلا أنه يفتح نافذة واسعة على حقيقة أن التعايش ممكن متى ما توفرت الظروف المؤاتية لذلك، ونجاح الإمارات في احتضانها أفراداً من 200 جنسية يعيشون في وئام، انعكست نتائجه على المعرض الذي يكاد زائره يشعر بانصهار الثقافات في بوتقة واحدة عنوانها الإنسان الذي اختار أن يستشرف المستقبل، ضمن جهد جماعي، يعود بفائدته على البشرية الجمعاء.
«إكسبو 2020 دبي» يتعدى كونه مجرد معرض دولي؛ إذ إنه فرصة لتلاقي الحضارات وتآلفها، وتقديم زبدة أفكارها، وعظيم اختراعاتها، وتشاركها خدمة للإنسانية التي استعادت أنفاسها، بعد جائحة أتت على الأخضر واليابس، وفرضت حصاراً وعزلة عالمية كسرتها دبي بتنظيم الحدث الأكبر من نوعه خلال فترة «كورونا»، دون أن تنسى أن تكرم من عملوا ليلا ونهاراً حتى نرى هذه الصروح المعمارية التي تدين بالفضل إلى 200 ألف عامل، كان نصيبهم من الثناء، نصباً تذكارياً يعرّف الزائرين بأسمائهم التي دوّنت عليه، ما يؤكد أن دار زايد لا يمكن أن تنسى من أسهم في رفعتها، أو سالت من جبينه نقطة عرق لإعلاء بنيانها.
«إكسبو 2020 دبي» رسّخ خلال اليومين الماضيين من افتتاحه حجم الإنجازات الإنشائية الضخمة في أرض الحدث، ما يؤكد ريادة دولة الإمارات، ومكانتها العالمية التي ضمنت لها انطلاق أكبر الفعاليات وأكثرها تأثيراً في العالم، ولتستقبل شعوب العالم في مكان واحد، وفق أعلى المعايير الصحية، ما يُسهم في تشكيل ملامح عالم ما بعد الجائحة، وخلق مستقبل أفضل للجميع.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"