عادي

ألمانيا تبدأ مفاوضات صعبة لتشكيل ائتلاف حكومي بعد الانتخابات

19:02 مساء
قراءة 3 دقائق
ألمانيا

برلين - أ ف ب
أطلقت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل نداءً ضمنياً لكل الأطراف والسياسيين الألمان لتخطي انقساماتهم بعد الانتخابات التشريعية، في حين تشهد البلاد مفاوضات بالغة التعقيد من أجل تشكيل حكومة جديدة.
وفي خطابها بمناسبة الاحتفالات السنوية بإعادة توحيد البلاد في العام 1990، عرضت ميركل حصيلة ما حقّقته خلال حكمها للبلاد مدى 16 عاماً، وهي حضّت الألمان على "الدفاع بشكل أكبر عن الديمقراطية في مواجهة الغوغائيين".
وقالت ميركل: "يجب أن نواصل بناء بلادنا. يمكن أن نختلف حول كيفية ذلك في المستقبل، لكننا نعلم أن علينا إيجاد الحل، علينا أن نصغي إلى بعضنا البعض وأن نتحاور".
وتنهي ميركل مسيرتها السياسية ما أن يتم تشكيل ائتلاف يضمن غالبية في البرلمان، إلا أن هذا الأمر قد يستغرق عدة أشهر.
وتابعت المستشارة في خطابها بمدينة هاله: "لدينا اختلافات لكن هناك قواسم مشتركة. كونوا على استعداد لملاقاة الآخرين، وكونوا قادرين على تخطي الخلافات"، وأضافت: "إنها العبرة المستقاة من 31 عاماً من الاتحاد في ألمانيا".
وهذه هي أول تصريحات تدلي بها المستشارة على صلة بالوضع السياسي الراهن، ويأتي خطاب ميركل في توقيت بالغ الأهمية، إذ بدأت الأحد المحادثات الاستكشافية بين الأحزاب سعياً لتشكيل حكومة جديدة. وتبدو هذه المحادثات بالغة التعقيد ما ينبئ بشلل سياسي طويل الأمد في ألمانيا.

مفاوضات

ويتوقف تشكيل الحكومة الألمانية الجديدة بشكل أساسي على قدرة أي من الحزبين الرئيسيين على اجتذاب الخضر والحزب الديمقراطي الحر الليبرالي.
وأجرى الحزب الاشتراكي الديمقراطي محادثات مع الحزب الديمقراطي الحر وصفها الأمين العام للاشتراكيين الديمقراطيين لارس كلينغبيل في بيان لاحق بأنها كانت "بناءة جداً".
وقال فولكر ويسينغ رئيس الحزب الديمقراطي الحر إن "المواقف بشأن النقاط المهمة تختلف"، لكنه شدد أيضاً على ضرورة تشكيل حكومة إصلاحية للتصدي للتحديات التي تواجه ألمانيا.
كما أجرى الحزب الاشتراكي الديمقراطي بعد ذلك محادثات مع الخضر، في حين التقى خصومهم من التحالف المحافظ مع الحزب الديمقراطي الحر مساء الأحد، وسيجتمعون مع الخضر الثلاثاء.
وعلى عكس اللقاء مع الليبراليين، قال ويسينغ بعد لقاء المحافظين إن هناك "عقبات قليلة" أمام اتفاق معهم على السياسات.
في غضون ذلك، ألمح الزعيم المشارك لحزب الخضر روبرت هابيك إلى تفضيل إقامة تحالف مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي، مشيداً باستعداد الفائزين في الانتخابات "للبدء من جديد" بحيوية جديدة.
وقال الأمين العام لحزب الاتحاد الاجتماعي الديمقراطي ماركوس بلوم الأحد إن المحادثات الأولية أعطت المحافظين "الرغبة في المزيد".

ثلاثة أحزاب

بعد الانتخابات التشريعية، سيتعيّن غالباً على ثلاثة أحزاب لديها برامج مختلفة للغاية، تشكيلُ ائتلاف لضمان غالبية في البرلمان، ويعد هذا الأمر سابقة منذ خمسينيات القرن الماضي، ويمكن أن يشكل عاملاً مزعزعاً للاستقرار.
واختار 59% من الألمان قيام ائتلاف "ثلاثي الألوان" بين الاشتراكيين الديمقراطيين والخضر والليبراليين، في مقابل 24% فضلوا ائتلافاً بقيادة المحافظين، وفق ما أظهر استطلاع للرأي أجرته شبكة "زد دي إف" العامة.
وهدف شولتس واضح، وهو أن يخلف أنجيلا ميركل في المستشارية على رأس ائتلاف ثلاثي مع هذين التشكيلين، غير أن التحالف المحافظ لم يُحسم مصيره بعد رغم أن نتائجه جاءت أدنى من 30% للمرة الأولى منذ 1949، ويعتزم بذل كل ما بوسعه سعياً للاحتفاظ بالمستشارية.
لكن وضع لاشيت الذي تم تحميله مسؤولية أسوأ نتيجة انتخابية للمحافظين في تاريخ ألمانيا الحديث (24,1 بالمئة) يبدو متأزماً أكثر فأكثر.
ومنافساه داخل الحزب على غرار فريدريش ميرتس ويانس سبان الأكثر يمينية منه، يطرحان نفسيهما بديلين محتملين لزعامة الحزب، ويطالب آخرون بتجديد "شامل" للحزب بعدما تولت ميركل رئاسته على مدى 16 عاماً.
ويبدو الليبراليون في الحزب الليبرالي الديمقراطي أيضاً وعلى الرغم من قربهم من المسيحيين الديمقراطيين، مشككين في إمكان تشكيل ائتلاف.

عدد متزايد من الهجمات

ويوم الأحد، شدّد زعيم الليبراليين كريستيان ليندنر في صحيفة "بيلد" اليومية على أنه "يتعيّن على حزبي (الاتحاد المسيحي الديمقراطي) و(الاتحاد المسيحي الاجتماعي) أن يحسما موقفيهما حول ما إذا كانا يريدان حقاً قيادة الحكومة".
وفي هذه الأجواء المشحونة دعت ميركل الألمان إلى مواصلة التركيز على ما هو أساسي برأيها، أي الدفاع عن الديمقراطية.
وقالت: "أحياناً نستخف كثيراً بالأمور حين يتعلق الأمر بمكتسبات الديمقراطية، كما لو أنه لم يعد لدينا ما نفعله" للدفاع عنها.
وتابعت: "لكننا نشهد في المرحلة الحالية عدداً متزايداً من الهجمات"، معطية مثالاً على ذلك الاعتداءات المرتكبة ضد الأقليات الدينية والإثنية، والمحاولات "الغوغائية من أجل نشر الكراهية والضغينة من دون وازع أو خجل".
وحضّت ميركل الألمان الغربيين على إبداء مزيد من "الاحترام" لمواطنيهم الشرقيين، بعدما شهدت الانتخابات التشريعية في شرق ألمانيا تأييداً قوياً لليمين المتطرف بسبب شعور جزء من السكان بأنه تم التخلي عنهم.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"