العدالة هي المفتاح

00:02 صباحا
قراءة دقيقتين

الكثير من الناس تجدهم يسيرون بخطى ثابتة وواضحة بجانب كل ما هو صواب وصحيح. فطرة وطبيعة بشرية ألا تميل النفس البشرية نحو الفوضى وتجاوز حقوق الآخرين، وعندما يحدث تجاوز أو تعدٍ على الآخرين فإن هذا يسمى جريمة، وفي كل مجتمع تعتبر فعلاً شاذاً وغير مقبول.
 والملاحظة الجديرة بالتوقف والتأمل أنه لا يمكن بناء حضارة أو مجتمع إبداعي تكثر فيه الحلول دون حالة من الإنصاف والعدالة والمساواة، والأهم الأمن والاستقرار، وأهم حالات الاستقرار هي اطمئنان المجتمع والأفراد على حقوقهم، وأن هناك عدالة تهيمن وتحميهم. وستجد كل إنسان لديه شغف ورغبة بأن تكون هناك مظلة تعطيه هذه الحقوق وكل ما هو له، وتكفل تحقيق هذا الجانب، لا أحد يريد الفوضى التي تجرده من أملاكه وتجعل للقوي سطوة وجبروتاً.
 هذه طبيعة بشرية عامة، لذا من الطبيعي أن يكون القانون واحداً من أهم العلوم والمعارف التي اهتم بها الإنسان منذ فجر تاريخه وحتى عصرنا الراهن، لأن القوانين شكلت رافداً للتطور، ومنحت كل صاحب حق حقه، ولأنها ساهمت في استقرار المجتمعات فضلاً عن قوة حضورها. والزخم الذي تجده القوانين مستمر ومتواصل وينمو، ويتم تحديثه بشكل دائم ومتكرر ومتواصل، وهذه الآلية المستمرة في التحديث جعلت القوانين تلبي الحاجات المتنوعة والحديثة مع الإنسان، بل باتت متواكبة ومتماشية مع نهوض الإنسان وكل قفزة يحققها وفي كل حضارة يتم بناؤها.
وكما هو معروف، القوانين نبعت من رحم المعاناة البشرية ومن عمق الحاجة للنظام والحقوق وحماية الجميع من كل ضعيف نفس أو من كل من لديه ميل نحو العدوانية. البديهي أن العدالة والميل نحوها متأصلان في كل واحد منا، لذا تم اختراع القانون، لأن وظيفته الرئيسية تحقيق العدالة.
 يقول الفيلسوف الفرنسي جان ماري مولر، مدير الدراسات في معهد «البحث عن حل لا عنفي»، والعضو المؤسس لحركة «من أجل بديل لا عنفي»، وأيضاً عضو «لجنة رعاية التنسيق الفرنسي من أجل عقد ثقافة السلام واللاعنف»: «ليس القانون هو الذي يملي ما هو عادل، بل العدالة هي التي تفرض ما هو قانوني، فحين يكون الصراع بين القانون والعدالة، فعلينا أن نختار العدالة».
 السعي الحثيث نحو العدالة هو الذي أوجد القوانين، جاءت القوانين ملبية للعدالة، وليس العكس، الهدف هو العدالة أوالإنصاف، وواحدة من أدواتها القوانين.
[email protected]
 www.shaimaalmarzooqi.com

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة وناشرة إماراتية ومؤلفة لقصص الأطفال وروائية. حصلت على بكالوريوس تربية في الطفولة المبكرة ومرحلة ما قبل المدرسة والمرحلة الابتدائية، في عام 2011 من جامعة زايد بدبي. قدمت لمكتبة الطفل أكثر من 37 قصة، ومتخصصة في أدب اليافعين

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"