موعد مع التاريخ

00:55 صباحا
قراءة دقيقتين

علاء الدين محمود

يتجه العالم شيئاً فشيئاً نحو التقارب والتعارف، وفتح صفحة جديدة في العلاقات تقوم على مبدأ التسامح والسلام، من أجل طي أزمنة التصادم بين الحضارات التي أثقلت العالم وجعلت البشرية تدخل في نفق مظلم كاد أن يقضي على الحياة.

ولعل استضافة دبي لإكسبو 2020، ذلك الحدث الثقافي الكبير الذي يضم معظم دول العالم في مناشط اقتصادية وتجارية وإبداعية وثقافية مختلفة، يصب في اتجاه تغليب إرادة التقارب، ويشكل فرصة نادرة للتعرف إلى ثقافات العالم وعادات وتقاليد كل دولة بصورة مباشرة من خلال أجنحة البلدان المشاركة والتي تضم فعاليات تعكس الممارسات الثقافية والحضارية والاجتماعية لكل بلد على حدة، بالتالي يصبح الزوار أمام لحظة نادرة وفرصة قل أن يجود بها الزمان، فلئن كان الناس يسافرون بغرض السياحة والتعرف إلى الأماكن الجديدة من بلد إلى آخر، فإن دبي تمنح فرص التعرف إلى الكثير من الدول وثقافات شعوبها عبر هذا اللقاء العالمي والفريد من نوعه.

إن الإمارات تخطو خطوات جبارة، نحو صناعة قيم جديدة تنحاز للإنسانية وتسهم في صناعة مستقبلها، وما تلك الفعاليات التي تقام في كل مرة إلا خير شاهد على المسعى الكبير للدولة إبراز الوجه المشرق والمبدع للإمارات في كل المجالات.

ولعل التحدي الأكبر في ذلك الحدث هو مشاركة أكثر من 192 دولة تحت سقف واحد، الأمر الذي يجعل المعرض مؤتمراً عالمياً يناقش قضايا الإنسانية والبشرية ومستقبل البلدان، تحت شعارات جديدة بدأت تفرض نفسها ومن ضمنها التسامح والسلام والتعارف بين البشر، وهو الأمر الذي ظلت تسعى إلى تحقيقه الإمارات على الدوام من خلال سعي عالمي كبير، وعبر مهرجانات ومؤتمرات وفعاليات تدعو إلى التسامح وفرض القيم الإنسانية النبيلة حتى يسود الخير والحب والجمال في عالمنا.

يشكل «إكسبو»، بالفعل مناسبة وفرصة إنسانية، تمارس فيها الدول المشاركة فضيلة التواصل والتعارف إلى الآخر، وتعزيز ثقافة الحوار البناء والتواصل الفكري المثمر، والاحترام المتبادل بين الجميع، دون النظر إلى الاختلافات الدينية والعرقية والثقافية، وذلك الأمر يشير في حقيقته إلى أن الإمارات قد حملت على عاتقها مسؤولية تعزيز ثقافة التسامح ونشرها عالمياً، وهي تستفيد في ذلك من الإرث الإسلامي والعربي الذي يدعو ويؤكد هذه المبادئ التي ترسخ فكرة الإنسانية في أجمل صورها، لترسم الإمارات عبر هذا المعرض لوحة زاهية بمختلف الألوان، وبعنوان واحد وهو الإنسانية والعمل من أجل حاضرها سلماً وتسامحاً، ولصناعة مستقبلها بصورة واعدة تحمل الخير لكل شعوب العالم.

 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

صحفي وكاتب سوداني، عمل في العديد من الصحف السودانية، وراسل إصدارات عربية، وعمل في قنوات فضائية، وكتب العديد من المقالات في الشأن الثقافي والسياسي، ويعمل الآن محررا في القسم الثقافي في صحيفة الخليج الإماراتية

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"