عادي
الكوكب الأحمر مجرد بداية لتحقيق الحلم

الإمارات.. طموح بلا حدود في استكشاف الفضاء منذ 50 عاماً

21:23 مساء
قراءة 5 دقائق
متفرّدة من المريخ التقطها «مسبار الأمل»
  • خططنا ومشروعاتنا الفضائية نقطة تحول تستشرف المستقبل العلمي
  • مسبار الأمل يعزز حضور الإمارات بين الكبار في المجتمع الدولي
  • «الإمارات للفضاء» ومركز محمد بن راشد منصتان للمشاريع
  • الاستثمارات في القطاع بلغت 22 مليار درهم السنوات الماضية
  • 18 برنامجاً و71 مبادرة تترجم رؤية الدولة الفضائية 2030


دبي: يمامة بدوان

يعد إطلاق المشروع الفضائي العملاق، الذي أعلنت عنه دولة الإمارات العربية المتحدة، أمس، إنجازاً تاريخياً جديداً يضاف إلى سلسلة القفزات النوعية التي تسير في تحقيقها، مسلحة بشعار «لا شيء مستحيل»؛ حيث يعود اهتمام الدولة بعلوم الفضاء والفلك إلى سبعينات القرن الماضي، عندما التقى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، عام 1976، فريق وكالة «ناسا» المسؤول عن رحلة «أبوللو» إلى القمر، فكان اللقاء حافزاً لتوجيه اهتمام الإمارات نحو الفضاء، ما أدى إلى ولادة قطاع وطني ترجم الاهتمام إلى إنجازات تاريخية، وكان آخرها بناء مركبة فضائية إماراتية تقطع رحلة مقدارها 3.6 مليار كيلومتر تصل خلالها كوكب الزهرة و7 كويكبات ضمن المجموعة الشمسية وتنفذ هبوطاً تاريخياً على آخر كويكب ضمن رحلتها التي تستمر 5 سنوات.

«المهمة تمت»

وكعادتها، فإن القيادة الرشيدة التي تؤمن بأن لا شيء مستحيل، وشقت دربها طوال 204 أيام، حتى وصلت الكوكب الأحمر، عبر «مسبار الأمل»، لتعلن عن أن «المهمة تمت»، وأن استكشاف المريخ مجرد بداية لسبر أغوار الفضاء العميق، ما يجعل الإمارات الأولى عربياً والخامسة عالمياً في بلوغ المريخ؛ بل يعكس استراتيجية القيادة الرشيدة، التي تبنّت رؤية ثاقبة، قادتها لتحقيق الحلم، من دون توقف؛ حيث تتطلع إلى مزيد من الإنجازات، التي مكنت من وضع الإمارات بين مصاف الدول المتقدمة في الفضاء في فترة وجيزة.

ومثلت رؤية القيادة والمشاريع والخطط المتعددة التي دُشنت، نقطة تحول مهمة نحو استشراف المستقبل العلمي للدولة؛ إذ أصبحت وكالة الإمارات للفضاء ومركز محمد بن راشد للفضاء، بمجهوداتهما ودعم القيادة والحكومة، منصتين مهمتين لإطلاق المشاريع والخطط المعنية بالقطاع، وبرهان على الاهتمام بلوغ الاستثمارات فيه نحو 22 مليار درهم خلال السنوات الماضية.

مسبار الأمل

ويعتبر مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل» البداية لاستكشاف الفضاء الخارجي، ضمن خطة استراتيجية وضعتها الإمارات تستمر قرناً يطلق عليها اسم «المريخ 2117»، تشمل مهمات تتخطى التعرف إلى الكوكب؛ حيث تمكنت الإمارات من تحويل الفكرة إلى واقع، خلال 7 سنوات، تخطت فيها كثيراً من الصعوبات، حتى بلغت نافذة الإطلاق في 20 يوليو/تموز 2020، فيما سجل يوم التاسع من فبراير الماضي إنجازاً تاريخياً لدى دخول المسبار بنجاح إلى مدار المريخ ومن المحاولة الأولى.

ويكتسب مسبار الأمل أهمية كبرى، كونه يعزز حضور الإمارات في صفوف المجتمع الدولي المعني بقطاع الفضاء، خاصة أنه يتيح الحصول على صورة فعلية هي الأولى من نوعها عن غلاف المريخ الجوي على مدار اليوم والفصول الأربعة، ما يعكس رؤية الدولة المتعلقة بتطوير ميدان العلم والتكنولوجيا، كما أنه يوفر أكثر من 1000 جيجابات من البيانات والصور للمجتمع العلمي ومجاناً.

100 عام

في إبريل/نيسان 2017، أطلق صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أكبر خطة استراتيجية وطنية، هدفها دفع الإمارات إلى الأمام في قطاع استكشاف الفضاء، خلال القرن المقبل، بهدف بناء أول مستوطنة بشرية على الكوكب الأحمر.

وفي مارس/آذار 2019، أطلقت الإمارات الاستراتيجية الوطنية للفضاء 2030، وهي تحدد الإطار العام لقطاع الفضاء في الإمارات والأنشطة التي يعمل عليها خلال العقد المقبل؛ حيث أعقب ذلك إعلان وكالة الإمارات للفضاء تفاصيل هذه الاستراتيجية، التي تترجم المبادئ والطموحات إلى مجموعة من البرامج والمبادرات الوطنية التي ينفذها المعنيون في القطاع بحلول عام 2030، عبر 18 برنامجاً و71 مبادرة.

مشاريع طموحة

بدأت الإمارات رحلة الأقمار الصناعية في 19 أكتوبر/تشرين الأول 2000، بإطلاق القمر «الثريا1»، أعقبه في 2003 إطلاق «الثريا 2»، وعام 2008 «الثريا 3».

وفي 2009، أطلق القمر «دبي سات 1»، الذي شارك في بنائه مهندسون إماراتيون بنسبة 30%، ويعد أولى مراحل دخول الدولة عالم تصنيع الأقمار الصناعية، أعقبه في 2011 إطلاق «الياه 1»، وفي 2012 «الياه 2»، وخلال نوفمبر/تشرين الثاني 2013، أعلن نجاح إطلاق القمر «دبي سات 2»، وشكل المهندسون الإماراتيون الذين عملوا على تصميمه وتصنيعه نسبة 70% من فريق العمل.

صناعة وطنية

ويعتبر «نايف -1» الذي أطلق في 15 فبراير/شباط 2017، أول قمر اصطناعي نانومتري صُمم لأغراض تعليمية، وفي يناير/كانون الثاني 2018، أطلق «الياه 3»، وهو أول قمر صناعي يعمل بقدرات دفع إلكترونية هجينة، ويوفر خدمات الاتصالات الفضائية، كما شهد يوم 29 أكتوبر/تشرين الأول 2018 حدثاً تاريخياً للإمارات بإطلاق «خليفة سات»، الذي يعد أول قمر صنّعه وطوره مهندسون إماراتيون بنسبة 100%، وعلى أرض الدولة في مركز محمد بن راشد للفضاء بمنطقة الخوانيج في دبي، أما القمر 813 فكان هدية من الدولة للمجموعة العربية، وأعلن عن تفاصيله في مارس/آذار 2019.

وفي 27 سبتمبر/أيلول 2020، أطلقت وكالة الإمارات للفضاء القمر البيئي «مزن سات»، وفي 22 مارس/آذار2021 أطلقت أول قمر نيومتري بيئي في المنطقة خاصاً ببلدية دبي.

برنامج مستدام

وفي ديسمبر/كانون الأول عام 2017، أعلنت الدولة عن إطلاق برنامج الإمارات لرواد الفضاء، لإعداد رواد إماراتيين، وبناء أرضية صلبة لكوادر إماراتية متخصصة في علوم الفضاء، فكان هزاع المنصوري وسلطان النيادي أول رائدي فضاء إماراتيين؛ حيث سجلت الإمارات في الخامس والعشرين من سبتمبر/أيلول 2019 مكانتها بين عدد قليل من دول العالم، بإرسالها أول رائد فضاء إماراتي، للمحطة الدولية للفضاء، هزاع المنصوري، في مهمة تاريخية حملت اسم «طموح زايد» استغرقت 8 أيام، أجرى خلالها 16 تجربة علمية في بيئة شبه منعدمة الجاذبية، ورفع على متنها علم الإمارات وصورة مؤسسها «الشيخ زايد».

وفي 2020 وقعت الدولة اتفاقية مع «ناسا» لتدريب 4 رواد إماراتيين، لخوض مهمات استكشاف الفضاء في المستقبل، أعقبها الإعلان عن رائدي الفضاء الجديدين محمد الملا ونورا المطروشي في 10 إبريل/نيسان الماضي.

المستكشف القمري

ولأن القمر جزء من الفضاء، فإنه لم يغب عن طموح القيادة الرشيدة، فكان في 29 سبتمبر/أيلول 2020، الإعلان عن مشروع القمر «راشد»، أول مهمة عربية لاستكشاف القمر بجهود إماراتية 100%، وإطلاقه إلى القمر في 2022، وفي 28 أكتوبر/تشرين الأول 2020 أعلن عن مشروع القمر MBZ-Sat، ثاني قمر إماراتي يبنيه بالكامل فريق من المهندسين الإماراتيين، في مركز محمد بن راشد للفضاء في دبي، ليجري إطلاقه في 2023، وهو يحمل الحروف الأولى من اسم صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.

محاكاة الفضاء

واستعداداً لبناء مستوطنة بشرية على سطح الكوكب الأحمر، فإن دولة الإمارات أعلنت في 15 أغسطس/آب 2021، عن اختيار عبدالله الحمّادي، وصالح العامري، ليكونا أول رائدي فضاء إماراتيين يشاركان في مشروع الإمارات لمحاكاة الفضاء (المهمة رقم 1)، ضمن برنامج البحث العلمي الدولي في المحطة الأرضية الفريدة «سيريوس» 20/21، التي تمتد لثمانية أشهر، في المجمع التجريبي الأرضي، في معهد «الأبحاث الطبية والحيوية» التابع لأكاديمية العلوم الروسية في موسكو.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"