عادي

قادة أوروبا يسعون لتوحيد صفهم في مواجهة واشنطن وبكين

23:50 مساء
قراءة 3 دقائق

سلوفينيا - أ ف ب

اجتمع قادة الاتحاد الأوروبي في سلوفينيا، الثلاثاء، في محاولة لرصّ الصفوف في مواجهة الولايات المتحدة والصين، القوتين العظميين المتنافستين، في حدث يأتي بعد أزمات عدة واجهها التكتل، أبرزها المتعلقة بأفغانستان والغواصات الأسترالية، وقبيل مغادرة أنجيلا ميركل المرتقبة لمنصبها.

ووصل قادة 27 بلداً وحكومة إلى قصر بردو على مقربة من العاصمة السلوفينية ليوبليانا، للاجتماع، عشية القمة المخصصة لتوسيع عضوية الاتحاد في غرب البلقان. وعلى الرغم من أنه من غير المتوقع اتخاذ أي قرار، فإن «هذه المرة الأولى التي يلتقون فيها منذ يونيو/ حزيران الماضي، أي منذ وقت طويل جداً» في ضوء اضطرابات الأشهر الأخيرة، وفق قول دبلوماسي رفيع.

وفي رسالته لدعوتهم إلى سلوفينيا التي تتولى رئاسة الاتحاد، دعا رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل إلى «نقاش استراتيجي حول دور الاتحاد على الساحة الدولية». وقال: إن «الاتحاد الأوروبي يجب أن يعزز نفوذه»، مشيراً إلى «التطورات الأخيرة في أفغانستان» والاتفاقية العسكرية بين أمريكا وبريطانيا وأستراليا التي سببت أزمة مع فرنسا، وكذلك «العلاقات مع الصين».

ولا شكّ أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي لا يزال مستاء من إنهاء كانبيرا عقداً لشراء غواصات فرنسية، سيحاول إقناع شركائه الأوروبيين بتجديد تضامنهم مع باريس، وتحرير أنفسهم من الحليف الأمريكي.

وقال مستشار في الإليزيه: إن «الميزة الأهم لعشاء عمل من هذا النوع مع مجموعة واسعة من المناقشات هي أنه يسمح بإجراء نقاش حر».

وقبل مغادرته إلى سلوفينيا، التقى ماكرون وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن.

لكن داخل الاتحاد الأوروبي، حضت دول شمال القارة ودول البلطيق على توخي الحذر، وشددت على الحفاظ على العلاقة عبر الأطلسي. وقال رئيس الوزراء السويدي ستيفان لوفين: «لا يمكن للاتحاد الأوروبي أن ينغلق على نفسه»، مشدداً على أنه يرغب في «تطوير التعاون مع كل من الصين والولايات المتحدة».

ووصف الرئيس الأمريكي جو بايدن الاتحاد الأوروبي بأنه «شريك أساسي» في محادثة هاتفية، الاثنين، مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين.

وجاءت قضية الغواصات، بعد أسابيع من الانسحاب الفوضوي الأمريكي من أفغانستان، ما أحيا النقاش حول تعزيز استقلالية أوروبا. ومنذ أشهر، يجري نقاش حول إنشاء قوة رد سريع أوروبية قوامها 5 آلاف عسكري، وأدى الفشل الذريع الأخير إلى إعادته إلى الطاولة عبر تسليط الضوء على القصور العسكري لأوروبا. ويرجح أن تكون قضية الهجرة على جدول الأعمال؛ إذ يريد الاتحاد تجنب تدفق للاجئين كما حدث عام 2015.

وسيكون هذا أحد آخر اجتماعات القمة للمستشارة أنجيلا ميركل، الشخصية المركزية في الاتحاد منذ 15 عاماً. وسادت استراتيجيتها الحذرة المؤيدة لواشنطن حتى الآن، لكن مغادرتها للمشهد تفتح المجال أمام قادة آخرين، كالرئيس الفرنسي ورئيسي وزراء إيطاليا وهولندا لترك بصمتهم.

وفي ما يتعلق بالصين، السوق الذي يسيل لعاب الصناعات الألمانية القوية، فقد عملت ميركل على التقرب منها، لكن اتفاقية الاستثمار المبرمة 2020 بين بروكسل وبكين علّقت إلى أجل غير مسمى وسط توترات بشأن حقوق الإنسان.

وسيناقش الاجتماع أيضاً مسألة «ارتفاع أسعار الطاقة»، وهو أمر يثير قلق دول مثل إسبانيا واليونان وبولندا؛ حيث ينتظر أن تقترح المفوضية حلولاً الأسبوع المقبل، في انتظار تعميق النقاش في القمة الأوروبية في ال21 و22 من هذا الشهر.

وعلى هامش الاجتماع، نظم معارضو اللقاح المضاد لكوفيد-19 احتجاجات، شارك فيها آلاف الأشخاص في وسط ليوبليانا. واستخدمت الشرطة خراطيم المياه والغاز المسيل للدموع لتفريقهم.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"