إكسبو 2020 دبي: زكية كردي
كتبت «هيلين كيلر» في «قصة حياتي»: «خلال صيف عام 1893، زرت والآنسة سوليفان المعرض الدولي برفقة د. ألكسندر جراهام بيل، أتذكر بسعادة غامرة تلك الأيام الخوالي التي تحولت فيها الآلاف من الأفكار الصبيانية المجنونة إلى حقائق جميلة ملموسة، وقمت برحلة حول العالم في كل يوم في خيالي، ورأيت العديد من العجائب من أقاصي بقاع الأرض، وشهدت بأم عيني روائع الاختراعات وكنوز الصناعة والبراعة وجميع أنشطة الحياة البشرية».
منذ أول ظهور له في لندن 1851، اشتهر معرض «إكسبو» بأنه يعد كالألعاب الأولمبية في مجالات الاقتصاد والتكنولوجيا والثقافة بتطوره المطرد الذي نستطيع أن نعاينه عن قرب بجولة سريعة في «متحف إكسبو الدولي».
ويستعرض المعرض الدائم لمتحف إكسبو الدولي تاريخ معارض «إكسبو» ونشأتها وموضوعاتها مسلطاً الضوء على تأثيراتها التاريخية واستشرافها للمستقبل، ويتم تحديثه من خلال استكشاف ميزات معارض إكسبو القادمة وتقديمها.
ويقدم المعرض الحالي نماذج أولية عن أول الاختراعات التي عرضت في المعارض السابقة مسلطاً الضوء على أبرز تلك الاختراعات التي ارتبطت بتاريخ البشرية وكانت من الرموز المهمة في عصرها، منها الآلة الكاتبة والكاميرا والساكسفون والهاتف والتلجراف والسيارة، كما يعرض مجموعة من الصور القديمة واللوحات التي تصور لنا المعارض السابقة وتلك «الثيمات» التي ارتبطت بها وكأنه يعرض أرشيفاً من العناوين يوثق تطور البشرية معرضاً تلو الآخر.
في عام 1937 هزت لوحة «جرنيكا» للفنان بابلو بيكاسو أركان العالم بوصفها تحفة فنية ذات أهمية تاريخية، أثرت في أسلوب الرسم للأجيال اللاحقة لاحتوائها، وهي من الأعمال الخالدة التي ارتبط اسمها بمعرض إكسبو؛ حيث كلفت الحكومة الإسبانية بيكاسو برسم لوحة جدارية للجناح الإسباني في باريس فكانت «الجرنيكا» رسالة تدين الحروب، وتجسد التوق للحرية على مر التاريخ.
أيضاً برج إيفل الشهير بباريس ارتبطت حكايته بإكسبو؛ حيث نظمت الحكومة الفرنسية مسابقة لتصميم نصب تذكاري للمعرض الذي سيقام عام 1989، ومن بين 100 مشاركة، وقع الاقتراح على خطة المهندس المدني جوستاف إيفل لإنشاء برج يبلغ ارتفاعه 300 متر.
أما المصباح المتوهج والفونوغراف والكينتوسكوب فهي نماذج من بين أكثر من 2000 اختراع لتوماس أديسون في 5 معارض إكسبو في حياته ليمكن العالم من اكتشاف الكثير من الإمكانات الجديدة.
لا تكف الأفكار في «إكسبو» عن التحليق منذ نجحت طائرة الأخوين رايت بالطيران عام 1903، بوصفها أول طائرة ذات محرك عرفت باسم رايت فلاير، عرضت في إكسبو 1904، الذي أقيم في سانت لويس. أما الحرية فما تزال تلهم العالم، وما يزال «تمثال الحرية» أشهر رموزها إلى اليوم حاملاً ذكرى عرضه للمرة الأولى في معرض إكسبو في فيلادلفيا لعام 1876م، قبل أن يستكمل في فرنسا، ويتم شحنه إلى أمريكا ويستقر في موقعه إلى يومنا هذا.
