بشرى محمد بن زايد

00:18 صباحا
قراءة دقيقتين
صباح الخير

قبل نحو عام ونصف العام، كانت ذروة الجائحة التي قضّت مضاجع الناس جميعاً في مشارق الأرض ومغاربها، وقلبت كياناتهم، وحصدت الأرواح وأدخلت كُثُراً إلى المستشفيات، وعطّلت المصالح.. وكانت الإمارات من هذه الدول التي طالتها الأزمة، بكل تفاصيلها، لكن، وهذا أمر يعرفه الجميع أيضاً، كان تعامل قيادتها الرشيدة مختلفاً، سواء بتوفير اللقاحات، أو العناية الفائقة بالمصابين، أو الإجراءات الوقائية الصارمة في كل المناحي، ما قلّل أعداد الوَفَيات، ثم المصابين الذين انحسرت أعدادهم هذه الأيام إلى أقل من مئتين.
هذا التعامل الحصيف الدقيق، لم يكن مهنياً أو إجرائياً وحسب، بل كان إنسانياً حميماً نبيلاً، فيه الكثير من بثّ الطمأنينة وإدخال الراحة إلى النفوس، وكانت العبارة التي ستكون واحدة من العبارات الخالدة في التاريخ السياسي لدولة الإمارات «لا تشلّون همّ» التي أطلقها صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بثقة القائد الذي يدرك تماماً كل أبعادها، وحنوّ الوالد الذي لا ترتاح نفسه، إلّا إذا رأى الراحة تملأ قسمات أبنائه..
فما أقسى أن يحمل أي منّا الهموم! فهي تشغل البال، وتضعف التفكير، وتذهب الراحة.. لكن الشيخ محمد بن زايد اختصرها بهذه العبارة المطمئنة.. فهي وإن اختصرت معنى طمأنة الناس، ووصفت وضعاً مختلفاً في لحظة صعبة، لكنها لم تعنِ البتة عدم الجدية في التعامل مع الأزمة.
فكان هذا الدعم النفسي الضروري، بوابة للخبراء والأخصائيين النفسيين والملهمين في مجالات علم النفس والدعم النفسي والاجتماعي والمهارات الحياتية، لمساعدة أفراد المجتمع في التغلب على الأثر النفسي الناتج عن تحدّي انتشار الفيروس المقيت.
وها هو صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد، يثبت أمس أنه كان يدرك تماماً أن الهموم لا مكان لها في إمارات السعادة، حيث أكد أن الحياة في دولة الإمارات - بفضل من الله تعالى - بدأت في العودة إلى طبيعتها، والوضع الصحي آمن ومطمئن، وخرجنا من الجائحة بخير وسلامة.
لكن الأمر الأكثر أهمية أننا استفدنا من هذا التحدي دروساً وتجارب كثيرة.
ومع بشرى سموّه بأن الحياة عادت إلى طبيعتها في الدولة، سواء في العمل أو الدراسة أو العادات والممارسات اليومية للمجتمع، فإن الأخذ بالأسباب الاحترازية ضروري، ومراعاة بعض التغيير في سلوك حياتنا.
نعم إمارات الخير والتميّز والمراكز الأولى، التي ستعانق الزهرة بعد المريخ، سماؤها تشعّ بالأمل والطمأنينة والراحة، وتبعث الفرح في كل مكان.
ونحن نردّد مع «بو خالد»: الحمد لله على كل شيء، فقد خرجنا من الأزمة بخير وعزّ وأمان وصحة، وتجارب رغم صعوبتها وشدتها، لكننا تعلمنا منها الكثير.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"