خواطر في تحوّلات المناهج

00:16 صباحا
قراءة دقيقتين

هل شعرت أمس، بأن الدردشة في عجائب «ونيّف»، لم تُوفّ حقها؟ لهذا ودّ القلم إكمال المستحقات. منذ سنوات، كان جليّاً أنّ تسارع إيقاع التنمية في الإمارات سيتعارض مع ميزان سير المناهج. منطقيّاً، لا يمكن أن تبطئ التنمية قفزاتها ريثما يلحق نظام التعليم، بالتالي فإن صدور قرار التطوير آت لا محالة. لقد جاء فعلاً ضمن وثيقة «مبادئ الخمسين».
كان الله في عون واضعي المناهج، الذين سيجدون أمامهم خطة تنموية بإرادة أعلنت عالمياً طموحها إلى «جعل دبي والإمارات عاصمة الاقتصاد الأفضل والأنشط»، بمحرك تنموي رقميّ رياديّ إقليمياً وعالمياً. التحدي الكبير عند إيجاد التحوّل الأكبر في مناهج الإمارات، هو أن الخطط الخمسينية «هجومية»، فبالرغم من أن النقلات التنموية كانت دائماً تفاجئ العالم بابتكاراتها، إلاّ أن عام 2021 يدلّ على فتح صفحة تنموية مختلفة تماماً عمّا كان.
 لا شك في أن دبي والإمارات أمام الانتقال إلى نموذج فكري مختلف، بزوغه عند مطلع الخمسين الثانية. التعليم لا يكون بمعزل، ولا يمكن التغاضي عن المكاسب العالمية الفريدة، التي هي الحصاد العلمي والتكنولوجي في «إكسبو2020 دبي». لهذا يلوح الحل الأمثل للمناهج في أن تكون مرنة، بل كالجدول المنساب، يتثنّى مع كل منعطف.
لا يُرهقنّ واضعو المناهج أدمغتهم بالتفكير في ابتكارات سحرية، فالتربية والتعليم أساس وقاعدة بنيان. لن يجد مخلوق أروع من إبداع الخالق: بني الكون على الرياضيات فكانت الفيزياء، التي أدّت إلى الكيمياء، التي تمخضت عن البيولوجيا، أي الحياة، ورأس رموزها الإنسان، خليفة الله في الأرض، الذي صنع الإنسان الآلي، الذي بدأ مسيرة تطورية لا تسل ما مُرساها ومنتهاها. 
نموذج العلوم التي قام عليها الكون والحياة، أعظم خطة للمناهج، تضاف إليها المعلوماتية، الذكاء الاصطناعي، العلوم العصبية، في بيئة تعليمية رقمية مرتبطة مباشرة بالحياة العامة والتنمية الشاملة. ولّى زمن المناهج المخلّلة المعلّبة. المقاييس ستتغيّر. حين يصير الحوار مباشراً بين الذكاء الاصطناعي والبيولوجي، سيقاس الزمن بالزيبتوثانية (ناقص واحد ومعه 21 صفراً من الثانية)، سيكون الوزن بالزيبتو ميزان (ناقص واحد معه 21 صفراً من الكيلو جرام). فيزياء الكمّ ستغيّر المنطق والفلسفة، ففي الكوانتوم، يمكن أن يوجد الشيء في مكانين أو أكثر في آن.
لزوم ما يلزم: النتيجة الاستباقية: على المناهج إدراك أن الخيال البعيد اليوم، سيكون الأدوات اليومية غداً. من هنا البداية.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"