عادي

والد نجم بيلباو عمل قاطع تذاكر في ملعب تشيلسي

17:19 مساء
قراءة 3 دقائق
ويليامز

متابعة: ضمياء فالح
كشف نجم أتلتيك بيلباو إيناكي ويليامز (27 عاماً)، عن عمل والده في ستامفورد بريدج معقل تشيلسي الإنجليزي ليؤمن قوت العائلة بعد هجرتهم من غانا.
وتحدث ويليامز، الذي دخل التاريخ بخوض 203 مباريات على التوالي في 5 سنوات ونصف مع الفريق الإسباني بدون إصابة ولا إيقاف، عن حبه للنادي منذ الصغر وقال:«فخور لارتدائي هذا القميص وفخور لأن الناس في الباسك يعتبروني جزءاً من تاريخ بيلباو».
 وروى ويليامز كيف عانى ليحترف الكرة وقال:«كنت كما يقول المثل الإسباني أحمل حقيبة ظهر مملوءة بالأحجار على ظهري. روت لي والدتي القصة بعد بدايتي مع بيلباو، كنت أظن أن هذا لا يحدث إلا بالأفلام».
وتابع ويليامز حديثه عن والدته ماريا التي كانت حامل به في الأشهر الأولى:«عبر والدي الصحراء الكبرى في المغرب في جزء منها سيراً على الأقدام، وجزء منها في خلفية سيارة بيك أب مع 40 شخصاً آخرين. الكثير ممن كان معهم ترك في الطريق، وقسم منهم مات ودفنوه والبعض أعيد قسراً. كانت هناك معاناة كبيرة، سرقة واغتصاب وقالت لي والدتي لو أنها كانت تعرف حجم المعاناة لما سلكت طريق الهجرة غير الشرعية. الكثير من المهاجرين احتال عليهم تجار البشر بسبب جهلهم. يجبرونهم على دفع أجرة الرحلة مقدماً ثم يتوقفون في منتصفها ويقولون لهم هذه آخر محطة انزلوا، يتركونك بلا ماء ولا طعام».
نجحت العائلة في عبور حدود إسبانيا وتم ترحيلهم للسكن في إقليم الباسك، حيث ولد إيناكي ما منحه فرصة اللعب في بيلباو الذي لا يقبل إلا المولودين على أرض إقليم الباسك وعلق: «القدر ساقني للعب في بلباو وشقيقي نيكو (الأصغر منه بـ8 سنوات ) يلعب فيه أيضاً».
 وقال إيناكي أن والده فيلكس أطلق عليه الاسم تميناً بالقس الإسباني الذي عمده وساعد العائلة في الاستقرار كما عبر عن امتنانه للمحامي الذي نصح والديه بعد عبورهما سياج مليلة وإلقاء الحرس المدني الإسباني القبض عليهما. ويتابع إيناكي: «لم يكن في إسبانيا قبل 28 عاماً هذا الكم من المهاجرين، عمل والدي في مهن لا يقبل بها أحد، راعياً ومنظفاً في مواقع البناء وهي مهن لا تكفي للعيش. كنت بسن الـ11 أو الـ12 عندما قرر والدي السفر إلى إنجلترا لأنه فقد عمله في إسبانيا بعد الأزمة المالية، وعملت والدتي كي تسدد الإيجار والفواتير. عمل والدي في مركز تسوق، ينظف الطاولات في ركن المطاعم وأحياناً حارس أمن وعمل ليقطع التذاكر في بوابة ستامفورد بريدج. بعد عامين قال إن على العائلة كلها الانتقال للعيش في إنجلترا لكن والدتي رفضت وبقيت 10 سنوات لا أرى والدي سوى مرة في العام، لأنه لا يملك سعر تذكرة طيران. كان حلمي أن أكون لاعباً محترفاً وألم شمل العائلة، مباراتي الأولى مع بيلباو لم تكن سوى فرصة لجلب والدي للبيت. مهما فعلت فلن أسدد دينهما علي، لأنهما خاطرا بحياتهما من أجلنا، كما أن علي شكرهما لأنهما ورثاني جينات تمنع إصابتي».
وعن عدم إيقافه بتاتاً قال:«لست من النوع الذي يحتج كثيراً عندما يتعرض للضرب لكن في أحد المواسم تجمعت عندي 4 بطاقات صفراء». تعرض ويليامز للعنصرية من مشجعي إسبانيول قبل موسمين ويعلق:«من المهم أن نقول إننا تعرضنا للعنصرية كي يتم استئصال هذه الظاهرة من المجتمع، العنصرية تلوث اللعبة والتسامح معها يسمح لها بالبقاء». ويتطلع ويليامز المتمتع بأسبوعين إجازة بسبب التوقف الدولي للبطولات المحلية بارتداء قميص المنتخب الذي حمله مرة واحدة في 2016 وعلق: «اختيار اللعب في غانا كان ليسهل علي المشوار الدولي وسعيد بجذوري لكنني ولدت في إسبانيا وأشعر بالانتماء لأرض الباسك ولا أريد خداع أحد. لا أملك ثقافة غانا وأعتقد أن هناك لاعبين يمثل لهم اللعب في منتخب غانا أهمية أكبر مني».
 وعن علاقته ببلده الأصلي قال:«زرت غانا وأتحدث مع جدي هاتفياً باللغة الغانية».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"