حجم مسؤولياتك أنت تحدده

00:01 صباحا
قراءة دقيقتين

دون شك أن كل واحد منا تقع عليه مسؤولية ما، مسؤولية تجاه نفسه وأهله ومجتمعه، ويتباين ويختلف حجم تلك المسؤوليات بحسب المهام والأعمال المنوطة بك. في البعض من الأحيان تكون هذه المسؤولية محدودة وتقع على كاهلك وحدك وحسب، مثل الاهتمام بنفسك وبتحصيلك الدراسي أو بإتقان عملك وتطوير قدراتك ومواهبك وتدرب نفسك وتزيد المعلومات والمعارف لديك، وهناك مسؤوليات أكبر وأعظم وتمس حياة الكثير من الناس، بل قد يعتمد عليها الكثير، إما في ملبس أو مأكل أو نحوها من متطلبات الحياة. وهكذا تكون المسؤولية متنوعة ومختلفة، إما واسعة ومتعددة وإما محدودة ومحصورة، لكنها تقع على الجميع، أنت تعيش على هذا الكوكب إذن أنت مسؤول بدرجة أو أخرى. 
ومع هذا فإن مسؤوليتك تنبع من حاجاتك ومن تطلعاتك ومن رغباتك ومن المدى الذي تريد أن تصل إليه والأثر الذي تريد تركه أو التأثير به، فكلما كانت طموحاتك عالية وتطلعاتك عظيمة كلما تزايدت عليك المسؤولية، مسؤولية تحقيقها، التي تتطلب العلم والمعرفة والعمل والابتكار والحركة والتواصل والمزيد من المعلومات، وهذه جميعها لن تتحقق دون اندماج وحوار ونقاش وتواصل وتفاهم وتعلم من الآخرين والتزود بما تحتاج إليه من المعلمين والأساتذة وأهل الخبرة والاختصاص. وهؤلاء جميعاً ليسوا كما تتوقع قلوبهم وعقولهم مفتوحة لك دون صعوبة أو بسهولة وعفوية، فالأمر يحتاج للكثير من التضحية والصبر والذكاء وحسن التعامل. لا تتوقع أن المسؤولية المنوطة بك يمكن أن تكون متواضعة وقليلة وبسيطة بينما ما تطلبه وما تريده واسع وكبير ومتعدد. لذا المسؤولية منوطة بك أنت وليست بالآخرين، لذا إن حاول الآخر تحميلك مسؤولية ما أو أن يرمي على كاهلك بهذه المسؤولية، فيمكنك رفضها وتجاهلها. وكما قال عالم الفيزياء النظرية الأمريكي ريتشارد فاينمان: «ليست عليك أية مسؤولية لأن تحقق ما يعتقد الآخرون أن عليك إنجازه، ليست عليّ أية مسؤولية لأن أكون كما يتوقعون مني أن أكون، هذا خطؤهم، وليس فشلي».
 بالضبط تطلعات الناس وتوقعاتهم ورغباتهم، ليست من مهامك ولا هي من اختصاصك، المهمة التي تقع على كاهلك هي أنت، وكما قلت المسؤولية وحجمها يتم تحديدهما من خلالك أنت وليس من خلال الآخرين ولا من خلال رغباتهم.
[email protected]
 www.shaimaalmarzooqi.com

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة وناشرة إماراتية ومؤلفة لقصص الأطفال وروائية. حصلت على بكالوريوس تربية في الطفولة المبكرة ومرحلة ما قبل المدرسة والمرحلة الابتدائية، في عام 2011 من جامعة زايد بدبي. قدمت لمكتبة الطفل أكثر من 37 قصة، ومتخصصة في أدب اليافعين

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"