إرادة «عيال زايد»

00:20 صباحا
قراءة دقيقتين
صباح الخير

واسع باتساع الكون حلمنا، لا حدود يقف عندها، أو أفقاً يرضى بالاستكانة إليه، يعلو بهاماتنا فوق السحاب، ويبحر بطموحاتنا في السماء، بعد أن كان للأرض نصيب من همتنا العالية التي حرثتها بمشاريع حوّلت صحاريها إلى جنان، وعجنت رمالها بعرق العمل، صانعة إنجازات طوينا صفحة خمسين عاماً على تحقيقها، لنضرب موعداً مع إنجازات جديدة شحذت الهمم، ووضعت الخطط، ووضحت الرؤى المرتبطة باستراتيجيات لتحقيقها، وصولاً إلى اكتمال الحلم بأن تصبح الإمارات أفضل دولة في العالم، وهو ليس بالشيء العسير على قيادة اصطف شعبها خلفها، بعد أن اجتمعت الغايات، لتتوحد الجهود في مسيرة عمل وتنمية لا خط نهاية لها. 
قبل عام ونحن نقف على أعتاب «الخمسين» وصل «أمل» الإمارات بمسبار إلى المريخ، فظن الكثيرون أن طموح الفضاء قد طويت صفحته، وأن دار زايد رضيت بما قسّم لها من وصول سالم إلى الكوكب الأحمر، حتى جاء الإعلان على لسان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، اللذين أكدا أن حلم الفضاء أكبر من مجرد الدوران في أفق المريخ، وأن كوكب الزهرة هو الهدف المقبل الذي سنصل إليه بمركبة فضاء إماراتية الصنع في عام 2028، وليكن هو الآخر شاهداً على عظمة وطن حقق خلال أعوام قليلة هي عمر اتحاده، ما عجزت عن تحقيقه دول يصل عمرها إلى آلاف السنين. 
إنها الإمارات الساعية إلى تكرار ما حققته خلال الخمسين عاماً الأولى من إنجازات على الأرض، وتسجيل إنجازات مثيلة في الخمسين عاماً المقبلة ولكن في الفضاء، بعدما تمكنت في السنوات الماضية من بناء قاعدة صلبة لانطلاق قطاعها الفضائي، الذي يعد الأكبر والأنشط والأكثر تطوراً في المنطقة، إلى آفاق واعدة لا يحدها سقف. حلم الفضاء الذي كان في البدء حلم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والذي أراد للكفاءات والعقول الإماراتية أن تدخل مجال استكشافه والمساهمة في تطوير علومه وتقنياته، وتعزيز اكتشافاته، وصولاً إلى ترك بصمة إماراتية وعربية مؤثرة في استكشاف أسرار الفضاء وتحقيق مستقبل أفضل للإنسانية، وإثراء مسيرة المعرفة البشرية، أصبح حلم وطن بأجمعه، ما زال يعيش على وقع وصول مسبار الأمل إلى المريخ، وسيكبر يوماً بعد يوم، ويتسع باتساع طموح قيادتنا التي عوّدتنا ألا مستحيل يقف أمامها، وأن الحلم الإماراتي سيصبح واقعاً وشاهد عيان على إرادة «عيال زايد».
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"