«إكسبو».. بهجة لا تنقطع

00:09 صباحا
قراءة دقيقتين
صباح الخير

قبل سنوات كان لصاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، كلمات لم يزل صداها يتردّد في العقول وعمقها يرسخ في النفوس، حيث قال: «نحن واقعيون بنظرتنا إلى التميّز الذي نرى فيه تحدياً لا إنجازاً.. فالإنجاز هو ما نحققه لمستقبل شعب الإمارات، الذي نوظف له الإمكانات والطاقات الشابة الخلاقة، ونوفر له البيئة ليبدع ويبتكر ويتخذ من التميّز نهجاً وثقافة في ميادين العمل الحكومي والخاص كافة».
هذه الجملة تتحقّق اليوم بتحدّي «إكسبو»، الذي لا يمرّ يوم إلّا ويتحفنا بالتميّز الذي تحدّث عنه الشيخ محمد بن راشد.
هذا هو اليوم العاشر.. من عالَم «إكسبو»، فهو عالمٌ بحقّ وليس معرضاً ككل المعارض التي يمكن أن يزورها المرء ويتنقّل بين أجنحتها وردهاتها، ثم يخرج بانطباعات مختلفة.
فهو دنيا مبهجة وعالم لا ترغب النفس في شيء، إلّا تجده في أحد أجنحتها التي تميّزت في هذه الدورة، بأن لكل دولة من الدول المشاركة جناحها الخاص ويمتلئ بكل ما يخطر في النفس أو تشتهيه العين.. فالعروض الثقافية لا تنقطع بكل أشكالها وألوانها من قراءة كتب أو سماع قصص أو أدب بألوانه.. وهناك الرياضة بتنوّعها وفعالياتها، والبرامج الصحية المهمة، وعروض الأعمال وصفقات التجارة، والزراعة وفوائدها، والاستدامة بكل أنواعها، فضلاً عن الفنون من غناء ورقص ومسرح واستعراضات شعبية.. والأطعمة، سواء بمشاهدة طهوها المباشر أو تناولها في ردهات الطعام المنتشرة في كل مكان..
ويتصدّر كل هذا الإبهاج جناح الدولة المنظمة الذي برهنه كلام الشيخ محمد بن راشد السابق، فحين تدخل تأخذك إحدى المنصّات في رحلة عبر الزمان والمكان، تبدأ قبل 4500 عام في منطقة ساروق الحديد الأثرية، التي عُثر فيها على الخاتم القديم الذي ألهم شعار «إكسبو 2020 دبي». ثم تدعوك هذه التجربة للاطّلاع على مدينة مستقبلية افتراضية.
ويستعرض الدور الحيوي لدولة الإمارات والعالم العربي في النهوض بالتقدم البشري أيضاً. ثم ينقلك أكبر مصعد في العالم إلى بيت الحكمة في بغداد القرن التاسع الميلادي، قبل التعرف إلى عمالقة العصور الذهبية، بنصُبٍ عملاقة كالملاح ابن ماجد، والرحالة ابن بطوطة. فضلاً عن عروض أخرى مدهشة لإنجازات هذه الدولة العظيمة على مدار تاريخها الحافل بالإبداع.
«إكسبو» متعة بصرية لا مثيل لها، وراحة نفسية مطمئنة وفي الوقت نفسه شحذ ذهني وحافز على استمرار الابتكار والخلق. لأن هذا الإقبال الكبير من الكبار والصغار، يثبت أن إمارات الأرقام الأولى، ومراكز الصدارة في سباق مستمرّ مع التميّز والتفوّق. وأن الإنسان هو المحور والهدف، وتحقيق رفاهه وسعادته هو الغاية.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"