عادي

العراق.. صراع ديمقراطي حاسم

01:11 صباحا
قراءة دقيقتين
من انتخابات عراقية سابقة (أرشيفية)

بغداد: زيدان الربيعي

يتوّجه العراقيون في جميع المحافظات العراقية، صباح اليوم الأحد، إلى صناديق الاقتراع لغرض انتخاب مجلس نواب جديد في أول انتخابات مبكرة تجري في البلد منذ عام 2003؛ حيث يسعى العراقيون إلى اختيار مرشحيهم وكلهم أمل وطموحات بأن يحصل التغيير المنشود من خلال صناديق الاقتراع عبر انتخاب أعضاء جدد لمجلس النواب العراقي يكون هدفهم الأول هو تشريع القوانين التي تخدم البلد ومواطنيه، وكذلك مراقبة كل المشاريع المتلكئة، والانطلاق بتقديم الملفات التي تدين وتجرم الفاسدين وسرّاق المال العام إلى هيئة النزاهة ومجلس القضاء الأعلى، حتى يبدأ البلد انطلاقة جديدة بعد سنوات الخراب والدمار التي طالته.

ومن خلال اختلاطنا مع المواطنين العراقيين وجدنا نقمة كبيرة منهم ضد الكتل والأحزاب التي أساءت استخدام السلطات في السنوات المنصرمة، وتأتي هذه النقمة من خلال تأكيد المواطنين أمرين، الأول يتمثل في التصويت إلى المرشحين المستقلين، وتثقيف عائلاتهم في هذا الشأن، وإن حصل هذا الأمر، فإنه سيمثل ضربة صادمة جداً لتلك الكتل والأحزاب، لأنها ستخسر الكثير من قوتها في مجلس النواب المقبل، وبالتالي تخسر أيضاً بعض نفوذها وقتها في الحكومة المقبلة، أما الأمر الثاني فيتمثل في إصرار المواطنين إما بعدم المشاركة في الانتخابات كنوع من الاحتجاج على سوء الإدارة الذي رافق الحكومات السابقة، والفشل الذريع الذي وقع فيه النظام السياسي برمته، أو من خلال المشاركة في الانتخابات لغرض إبطال ورقة الانتخاب، حتى لا يتم التلاعب بها، إن حصل مثل هذا الأمر، وان كان مستبعداً هذه المرة بنسبة كبيرة جداً.

في المقابل، فإن هذه الآمال والطموحات قد تصطدم بهيمنة الأحزاب، التي تمتلك نفوذاً كبيراً في التأثير في خيارات الناخبين، وكانت أولى بوادر هذه الهيمنة تمثلت بقيام بعض رؤساء الكتل أو المرشحين ممن أمضوا سنوات طوال في حكم البلد بعد إلى 2003 بإرسال رسائل نصية إلى المواطنين من سكنة الدوائر الانتخابية تدعوهم إلى انتخاب مرشحهم. أضف إلى ذلك أن أكثرية المرشحين المستقلين ممن لم يدخلوا تحت خيم وغرف الأحزاب والكتل الكبيرة قد عانوا بالفعل عوائق عدة في الترويج لأنفسهم داخل الدوائر الانتخابية؛ إذ بعضهم تعرضت صورهم إلى التلف أو التمزيق، بينما البعض الآخر لم يمتلكوا القدرات الكافية لتنظيم مؤتمرات انتخابية لغرض عرض برامجهم الانتخابية إلى الناخبين، وهؤلاء ستكون حظوظهم محفوفة بالمخاطر في الفوز بمقعد في مجلس النواب المقبل.

انتخابات اليوم، تعد مفصلية لعراق ما بعد 2003، فإما يتخلص البلد من الفاسدين والسلاح المنفلت والميليشيات وقادة الحرب والحرس القديم للنظام السياسي، أو يتحمل العراقيون أربع سنوات عجاف جديدة تكون مكملة لسنوات الخراب والدمار السابق، وكلا الخيارين هما بيد الناخب، فإذا أراد السير في نهج الإصلاح والبناء، فعليه أن يكون اختياره دقيقاً ويستفيد من ظلمات السنوات السابقة، أما إذا أراد التخلص من تلك الظلمات فعليه اختيار المرشح النظيف والنزيه والذي يمكن الاعتماد عليه في تغيير النهج السابق.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"