عادي
نقل الرئيس إلى المستشفى عقب لقائه رئيس الوزراء المهزوم

المعارضة التشيكية تحقق فوزاً مفاجئاً على الحزب الحاكم

01:24 صباحا
قراءة 4 دقائق
بيتر فيالا زعيم تحالف سبولو (معا) يلوح بشارة النصر (أ.ب)

رئيس الوزراء بابيش وإلى جانبه زوجته مونيكا خلال مؤتمر صحفي في مقر حزبه في العاصمة براغ (رويترز)

حقق تحالف «معا» المعارض الذي ينتمي ليمين الوسط فوزاً مفاجئاً على حزب «نعم» الذي يتزعمه رئيس الوزراء التشيكي أندريه بابيش في الانتخابات البرلمانية التي جرت أول أمس السبت، وتعهد بتشكيل حكومة جديدة مع حلفاء سيحصلون على أغلبية مشتركة من المقاعد، ولأول مرة منذ 1948 تم حرمان الناخبين الشيوعيين من دخول المجلس التشريعي، في وقت نقل الرئيس التشيكي إلى المستشفى بعد لقائه رئيس الوزراء المنتهية ولايته.

«معا» يفوز على «نعم»

أظهرت حسابات أجراها التلفزيون التشيكي أن تحالف «معا» إلى جانب تحالف حزب «القراصنة» المعارض مع رؤساء بلديات في طريقهما للفوز بعدد 108 مقاعد في المجلس الأدنى المؤلف من 200 مقعد.

وهذا يعطي التحالفين فرصة لأن يحلا محل حزب بابيش إضافة إلى حزبين متحالفين معه، انسحب كلاهما من البرلمان في الانتخابات التي استمرت خلال يومي الجمعة والسبت.

وأظهرت نتائج 99.7 في المئة من الدوائر الانتخابية فوز تحالف «معا» بنسبة 27.78 في المئة، متقدماً على حزب «نعم» الذي حصل على 27.13 في المئة، في حين حصل تكتل حزب القراصنة مع رؤساء بلديات على 15.6 في المئة.

وقال إيفان بارتوس زعيم حزب القراصنة «المعارضة الديمقراطية سيكون لها أغلبية، وهذا يعني نهاية هيمنة أندريه بابيش».

انتقادات

واجه بابيش (67 عاماً) انتقادات تتهمه بالإخفاق في التصدي لجائحة كورونا وإثقال كاهل البلاد بالديون وتغليب مصالحه الشخصية على المصالح العامة، وهو ما ينفيه بابيش.

كان بابيش قد تعهد خلال حملته بمواصلة زيادة مرتبات العاملين في القطاع العام والمعاشات على أمل تعزيز الدعم الشعبي، كما كثف من لهجته المناهضة للمهاجرين، وتعهد بتجنب التنازل عن السلطات لمصلحة الاتحاد الأوروبي.

ويرفض ائتلافا المعارضة الرئيسيان العمل مع بابيش بسبب ما وصفوه بتضارب المصالح غير المقبول فيما يتعلق بإمبراطورية الأعمال التي أنشأها قبل دخوله الساحة السياسية.

وأقر بابيش بفوز تحالف «معا» لكنه لم يشر إلى الانتقال إلى صفوف المعارضة. وقال: «إذا سمح لي الرئيس... سأقود المحادثات لتشكيل حكومة..سنرى ما سيقوله الرئيس».

اتهامات

يواجه بابيش قطب الصناعات الغذائية والكيميائية والإعلام، اتهامات باختلاس مساعدات مالية أوروبية، ما أثار استياء الاتحاد الأوروبي الذي ينتقد تضارب المصالح بين وظيفتيه كرجل أعمال وسياسي.

وفي نهاية الأسبوع الماضي كشف تحقيق «وثائق باندورا» أن بابيش استخدم أموالاً من شركاته الخارجية لتمويل شراء عقارات في جنوب فرنسا في 2009، بينها قصر.

ونفى بابيش الاتهامات ويصفها بأنها حملة تشهير بحقه.

طرد الشيوعيين

طرد الناخبون في التشيك الشيوعيين من البرلمان للمرة الأولى منذ نهاية الحرب العالمية الثانية؛ إذ لم يمنحوا أصواتهم للحزب الذي حكم أسلافه الدولة الواقعة في وسط أوروبا منذ عام 1948 حتى الثورة المخملية التي مهدت الطريق للديمقراطية عام 1989.

وسجن الشيوعيون عشرات الآلاف في معسكرات العمل القسري في الخمسينات من القرن الماضي، وقمعوا المعارضين بوحشية، ومنهم الكاتب المسرحي الذي صار الرئيس فاتسلاف هافل، لكنهم ظلوا في البرلمان بعد تلك الثورة.

وفي الانتخابات البرلمانية، حصل حزب بوهيميا ومورافيا الشيوعي على 3.62 في المئة من أصوات الناخبين مع فرز جميع الدوائر الانتخابية تقريباً، وهو ما يقل عن نسبة الخمسة في المئة اللازمة لدخول البرلمان، وهو ما قد يمثل فصلاً أخيراً للحزب الذي تآكل تدريجياً مع مرور الزمن.

نقل الرئيس إلى المستشفى

قالت متحدثة باسم المستشفى العسكري المركزي في العاصمة براغ: إن الرئيس التشيكي ميلوش زيمان نُقل إلى المستشفى أمس الأحد. ولم تذكر تفاصيل، لكنها قالت إن مدير المستشفى سيقدم إحاطة للصحفيين.

وكان مكتب الرئاسة قال في وقت سابق: إن زيمان (77 عاماً) مريض وأمضى ثمانية أيام في المستشفى الشهر الماضي. وأدلى الرئيس بصوته في مقر إقامته نظراً لتدهور حالته الصحية؛ إذ أشارت وسائل الإعلام التشيكية إلى أنه يعاني مشاكل خطرة في الكبد. ولم تصدر أي تفاصيل من مكتب زيمان بشأن وضعه الصحي منذ أسابيع.

وكان رئيس الوزراء بابيش التقى رئيس البلاد، أمس الأحد، غداة الانتخابات التي مُنيّ فيها الملياردير الشعبوي الذي يأمل في الاحتفاظ بالسلطة، بهزيمة بفارق ضئيل أمام تحالف ليمين الوسط. وسبق أن أوضح زيمان أنه سيعيّن زعيم حزب لا تحالف، بعد الانتخابات، ما يشير إلى أن بابيش سيقوم بأول محاولة للتفاوض على حكومة قابلة للاستمرار.

واستقبل زيمان رئيس الوزراء في مقر إقامته خارج براغ، وفق ما أفاد التلفزيون التشيكي. ومن المقرر أن يعقدا لقاء آخر يوم الخميس. (وكالات)

اليمين المتشدد جاهز للانضمام إلى أي معسكر

سينضم إلى التحالفين و«آنو»، حركة «الحرية والديمقراطية المباشرة» اليمينية المتشددة المناهضة للمسلمين بقيادة رجل الأعمال توميو أوكامورا المولود في طوكيو والذي حصل على نحو 10 في المئة من الأصوات.

وبلغت نسبة المشاركة في الاقتراع أكثر من 65 في المئة، مقارنة ب60.84 في المئة في الانتخابات العامة السابقة التي جرت عام 2017.

ويترأس بابيش حالياً حكومة أقلية مع الاشتراكيين الديمقراطيين (يسار)، والتي حظيت بدعم الحزب الشيوعي الذي حكم تشيكوسلوفاكيا السابقة من 1948 حتى 1989.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"