عادي

انتخابات العراق.. مشاركة كثيفة للمسنين وإحجام جزئي للشباب

01:19 صباحا
قراءة دقيقتين

متكئاً على عكازه، كان الرجل السبعيني عصام شكر، أوّل المقترعين في مركزه الانتخابي في بغداد، مع فتح الصناديق في الانتخابات المبكرة التي جرت، امس الأحد. لكن العديد من الشباب لم يندفعوا للمشاركة، يائسين من إمكانية تغيير الأوضاع الراهنة وسط عمق الأزمات التي تواجه العراق. وخلت شوارع العاصمة العراقية من الازدحام المعتاد، فيما انتشر عدد كبير من عناصر القوى الأمنية، لا سيما عند مداخل مراكز الاقتراع، في بلد لا تزال المخاوف الأمنية حاضرة فيه، من خلايا تنظيم «داعش»، النشطة، إلى الخشية من تظاهرات منددة بالعملية الانتخابية. وحلّقت في أجواء العاصمة طائرات إف 16 الحربية.

وقال عصام لوكالة فرانس برس «أفتخر لأنني أول من يصوّت في كل انتخابات» جرت بعد 2003، أي بعد سقوط نظام صدام حسين، من أجل «تحسين أوضاع البلد وتشكيل برلمان جديد». وعلى الرغم من أن الانتخابات المبكرة واحدة من التنازلات القليلة التي قدمتها السلطة لامتصاص الغضب الشعبي بعد انتفاضة اندلعت في خريف عام 2019 ضد الفساد وتراجع الخدمات العامة والتدهور الاقتصادي، لكن الحضور الشبابي في العملية الاقتراعية كان ضعيفاً. ففي المركز الانتخابي في مدرسة الأمل في وسط بغداد، كان عدد كبير من الوافدين في الصباح الباكر من الكبار في السن.

وقبل بضع ساعات من إغلاق صناديق الاقتراع، قال أحد العاملين في المركز إن 43 شخصاً فقط من أصل 413 مسجلين في المكان حضروا للتصويت بحلول الساعة الثالثة بعد الظهر، لكن وفق الإعلام الرسمي فإن الأعداد بدأت بالتزايد في الساعات الأخيرة. وأضاف «كان هناك عدد قليل من الشباب، والأغلبية كانوا من المسنين»، فيما كانت امرأة مسنة متكئة على عكاز تهمّ بدخول المركز للإدلاء بصوتها.

وفي مركز انتخابي آخر في بغداد، قالت الأستاذة الجامعية يسرى محمد حسين من جهتها، إنها تنظر بإيجابية إلى المشاركة في عملية الاقتراع. وقالت بعدما أدلت بصوتها «المقاطعة غير مقبولة. يجب أن ننتخب جميعاً وألا نضيع صوتنا. التغيير يبدأ من كل فرد منا». وفي أربيل، عاصمة إقليم كردستان ذي الحكم الذاتي، أعرب كارزان عبدالخالق، وهو رجل أعمال يبلغ من العمر 39 عاماً، عن أمله أن «تحدث الانتخابات تغييراً في البلاد». وقال «ما يهمنا هو تحسّن الوضع السياسي والاقتصادي في البلاد».

وفي مدينة الموصل التي كانت معقلاً لتنظيم «داعش»، قبل طرده منها، قال العامل المياوم جاسم سلطان البالغ من العمر 54 عاماً، في طريقه للمشاركة في الانتخابات، إنه يثق «بالعملية الانتخابية (...) لإعمار واستقرار بلدنا». وأضاف «من الضروري أن نشارك جميعا لاختيار الأصلح»، رغم أن مدينته لا تزال بعد أربع سنوات من نهاية الحرب، تعاني تردي البنى التحتية.

واختارت مدرّسة مسيحية، عدم التصويت. وقالت «لا نثق بأحد من المرشحين لا مسيحيين ولا غيرهم... لا ننتظر أي تغيير». (أ ف ب)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"