عادي

نجيبة الرفاعي: الأسلوب السلس مفتاح القارئ

22:36 مساء
قراءة 3 دقائق
8
82

الشارقة: علاء الدين محمود

تراجع الكاتبة نجيبة الرفاعي الكثير من المحطات والمواقف في حياتها الأدبية، وتتوقف طويلاً عند مرحلة البدايات كلحظة ساحرة وعتبة يتدفق بعدها شلال من الإبداع.

تشير الرفاعي إلى كتاباتها الأولى خلال سنوات المدرسة الابتدائية؛ حيث كانت تشبع رغبتها وشغفها عبر الكتابة في مجالات الخاطرة الشعرية، والنثر، وغير ذلك من الكتابات العفوية، وكانت تستشير معلماتها في تلك التجارب الأولى؛ حيث وجدن فيها ميولاً نحو الأدب، فكان أن نصحنها بضرورة الإكثار من الاطلاع، وتلفت الرفاعي إلى أنها كانت شغوفة بالقراءة، وكثيراً ما ترتاد مكتبة المدرسة، وكانت هي الوسيلة الوحيدة في ذلك الوقت لممارسة فعل القراءة، فكانت تتوجه إليها أثناء فسحة المدرسة، لتستعير منها القصص، وتقرأها في وقت قياسي، ثم تعيد قراءتها مرات عدة في اليوم نفسه، الأمر الذي ولّد بداخلها التعلق بعالم الحكايات، والرغبة في أن تمتلك مكتبة شخصية ضخمة، تروي عطشها للقراءة، وتقول: «صنعت علاقة خاصة بالمكتبة؛ حيث كانت هي عالمي الجميل، الذي شكل وجداني وذائقتي الأدبية، وأسهم في اتجاهي لاحقاً نحو الكتابة الإبداعية».

عشق

وتلفت الرفاعي، إلى أن حب الأدب انتقل معها إلى المرحلة الدراسية التالية في مدرسة «عجمان الثانوية»، فقد صارت تقرأ لكبار الأدباء أمثال: توفيق الحكيم، ونجيب محفوظ، والمنفلوطي، وإحسان عبد القدوس، وغيرهم، موضحة أن مؤلفات هؤلاء كانت هي الغالبة في المكتبة آنذاك، وفي مراحل لاحقة صارت تقرأ لأدباء عالميين.

في المرحلة الجامعية، قلت نسبة اطلاعها، لانهماكها في الدراسة والتحصيل، خاصة أنها قد اختارت مجالاً علمياً صعباً، وبعد التخرج صارت تكتب للصحف الإماراتية المحلية ووجدت عوناً من الشاعر والإعلامي الراحل عياش يحياوي، الذي كان يعمل في صحيفة الخليج، وكان يتحمس لمقالاتها، موضحة أنها تفرغت في تلك المرحلة من حقبة التسعينات لكتابة المقال والقصة القصيرة، وتشير إلى أن أول إصدار لها حمل عنوان «القيد»، وهي القصة التي قامت بنشرها في «الخليج»، في نهاية التسعينات من القرن الماضي، مشيرة إلى أنها تحمل محبة خاصة لتلك القصة، لكونها الشرارة الأولى في انطلاقها نحو عالم الإبداع، وتقول: «شعرت بالفرحة تجاه صدور أول أعمالي القصصية، وبالمسؤولية في ذات الوقت، لأن الناس صارت تقرأ لي، وكذلك كان لدي شعور بالخوف من النقد، لكن القصة وجدت صدى طيباً لدى النقاد، وتعلمت حينها أن أتقبل النقد الذي أفادني كثيراً».

جوائز

وتنعطف الرفاعي بالحديث نحو حدث مهم، وهو مشاركتها في مسابقات أدبية مثل جائزة «راشد بن حميد للثقافة والعلوم»، وجائزة «الشارقة لإبداعات المرأة الخليجية»؛ حيث حازت المركز الأول في أكثر من مرة في مجالات الأدب والكتابة الإبداعية.

وتشير الرفاعي، إلى أنها وهي تكتب القصص، تظل حريصة دائماً على أن يكون لديها أسلوبها الخاص في الكتابة، الذي يعتمد على النص الخفيف السهل المباشر، وعدم المبالغة في الاستعراض اللغوي، أو الأفكار المبهمة، مشيرة إلى أنها هدفت من وراء ذلك إلى إيصال الفكرة إلى المتلقي بسهولة وسلاسة، وأنها ظلت تحرص على أن تكون قريبة من واقع القارئ، تعبّر عن مشاعره، وتتحدث عن حياته.

وحول أول مجموعة قصصية لها، أوضحت الرفاعي أنها جاءت بعنوان «نبض في حياتي»، صدرت عام 2002، وضمت حكايات حول المرأة والمجتمع، وتتحدث بصورة خاصة عن الطالبات وتطلعاتهن في الحياة، مشيرة إلى أن المرأة والأسرة هي ثيمات موجودة في معظم أعمالها القصصية، موضحة أن تلك المجموعة تلتها أعمال أخرى مثل: «أنفاس الورد»، و«أول خطوة في الحلم»، و«قصاص من الورق»، و«لن ننسى»، و«أحب ذاتي»، و«حكاية بنات»، لافتة إلى أنها قد خاضت كذلك مجال الكتابة للأطفال عبر مؤلفها «حامد وحمدة في بيت الجدة»، وأيضاً لها تجربة في كتابة الرواية من خلال عملها الذي حمل عنوان «غالية».

فن صعب

وفي سياق حديثها عن الكتابة في مجال القصة، أوضحت الرفاعي، أنها فن شديد الصعوبة، فهو يعتمد على التكثيف والاختزال؛ بل هي أصعب من الرواية، على الرغم من أن الأخيرة هي الطاغية في الوقت الراهن؟ لذلك بإمكان القاص الجيد أن يكتب الرواية، وليس العكس.

وحول ما إذا كانت هناك كتابات جديدة في الطريق، كشفت الرفاعي، عن اشتغالها في الوقت الراهن على مخطوطات لقصص قصيرة، وكذلك على رواية سترى النور قريباً، موضحة أن العمل الروائي الجديد يخاطب قضايا وطنية وإنسانية، لافتة إلى أن معظم اطلاعها في الوقت الراهن، يتركز على الرواية حتى تستطيع أن تخرج عملاً سردياً جيداً، وهي أيضاً تعكف على قراءة رواية لأسماء الزرعوني بعنوان «عفراء».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"