يريدون ترك أثر جميل

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين

دار نقاش وحوار حول الورش التدريبية والندوات ونحوها من المحاضرات المعرفية التي يعلن عنها بين وقت وآخر. البعض يرى أهمية تقنينها وعدم ترك الباب مفتوحاً للجميع بأن يقدم مثل هذه الورش، وحصر هذه المهمة في معاهد ومراكز التدريب المصرح لها. البعض الآخر يرى أهمية أن يكون المحاضر أو من يُلقي أو من ينظم الورشة، لديه الخبرة والمؤهلات اللازمة.
ومثل هذه الآراء جميلة والحوار والنقاش مفيدان، ويضفيان المزيد من الدقة على هذه المجالات المهمة، لكن ماذا عمن لديه الخبرة العملية أو المعرفية أو الحياتية، عمن يتطوع بوقته، ويريد أن يفيد الناس أو على الأقل يقدم الفائدة لمن هم بالقرب منه، من الصحب والرفاق، أو مجتمعه القريب مثل سكان الحي ونحوهم؟ ماذا عمن يجلس في مجلس ما ويأسر الناس بحديثه بدلائل وشواهد كلها توعية وزيادة وعي ومعرفة؟ هل هؤلاء نمنعهم بحجة أنهم لا يحملون رخصة تدريب، أو لأنهم لا يحلمون شهادة عليا؟ 
نعم لتنظيم وترتيب قطاع التدريب، فالتنظيم عامل مهم للتطوير، لكن يجب ألا نغفل عن أهل الخبرة والاختصاص ممن ليست لديهم شهادات في تقديم دورات تدريبية أو ممن لم يحصلوا على رخص تدريب أو نحوها، هذه الكنوز المعرفية يجب أن تُستقطب ويُنهل من خبراتها ومعارفها الكبيرة. 
على سبيل المثال، رجل ما أمضى جل عمره في وظيفة إدارية، لديه خبرة واسعة في كيفية التعامل مع ضغوط العمل، ويستند إلى الكثير من القصص والمواقف التي مرت به، وهو في سن الستين من العمر، هل يتم منعه من الحديث عن خبراته أو تلك المواقف وكيف تغلب عليها وكيف تم تجاوزها؛ لأنه فقط لا يحمل رخصة مدرب، أو لأنه غير معتمد كمتحدث؟ 
نعم هناك مجالات فعلاً يجب تقنينها وتنظيمها وعدم تركها مشاعة لكل من هب ودب، كما يقال، حيث تحتاج إلى ترخيص وإشراف. على سبيل المثال الطب، هناك من يقتحم هذا المجال ويعطي وصفات وينصح الناس بعلاجات وهو لم يدرس أو يقترب من مجالات الطب والرعاية الصحية. مثل هذه النماذج يجب أن يوقف ويمنع، والحال نفسه لمن يتحدث عن جوانب هندسية وفنية وهو بعيد عن دراستها أو التخصص فيها.
من المهم تنظيم قطاع التدريب بحرفية، بحيث ينمو وأيضاً تشجيع المبادرات التطوعية المجتمعية. كثير من الناس يسعون لترك أثر جميل في محطيهم الاجتماعي، فلنساعدهم ونشجعهم.
[email protected]
 www.shaimaalmarzooqi.com

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة وناشرة إماراتية ومؤلفة لقصص الأطفال وروائية. حصلت على بكالوريوس تربية في الطفولة المبكرة ومرحلة ما قبل المدرسة والمرحلة الابتدائية، في عام 2011 من جامعة زايد بدبي. قدمت لمكتبة الطفل أكثر من 37 قصة، ومتخصصة في أدب اليافعين

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"