عادي

تقرير برلماني: الحكومة البريطانية «استسلمت للقدر» أمام «كورونا»

16:16 مساء
قراءة 3 دقائق
1

لندن- أ.ف.ب

قاد الإغلاق المتأخر و«الأخطاء الجسيمة» و«الاستسلام للقدر»، أمام تفشي وباء «كوفيد-19» إلى «أحد أكبر إخفاقات الصحة العامة» في المملكة المتحدة، حيث كان من الممكن تفادي وفاة الآلاف، بحسب تقرير برلماني صدر، الثلاثاء.

ورفعت المملكة المتحدة منذ الصيف الماضي جميع التدابير المرتبطة بالوباء تقريباً، مثل التباعد الاجتماعي ووضع الكمامة. وسجلت معدل تطعيم مرتفعاً، حيث تلقى حتى الآن أكثر من 78% ممن تزيد أعمارهم عن 12 عاماً اللقاح ضد «كوفيد-19» كاملاً. ولكنها تعد من أكثر الدول الأوروبية تضرراً من فيروس «كورونا» مع ما يقرب من 138 ألف حالة وفاة.

وأكد تقرير برلماني أعدته لجنتان برلمانيتان بعد أشهر من جلسات الاستماع، أن «آلاف الوفيات كان يمكن تفاديها» لو اتخذت حكومة المحافظ بوريس جونسون تدابير صحية بشكل أسرع. وقال النواب في التقرير: «إن القرارات المتعلقة بالإغلاق والتباعد الاجتماعي التي فرضت في الأسابيع الأولى من الوباء - والنصائح التي أدت إلى اتخاذها - هي أحد أكبر إخفاقات الصحة العامة التي شهدتها بريطانيا على الإطلاق».

وذكر التقرير أنه حتى 23 مارس/آذار سعى الوزراء «فقط إلى إبطاء سرعة تفشي الوباء» بين المواطنين بدل وقف انتشاره تماماً، على أمل تطوير مناعة جماعية.

أوضح الوزير ستيف باركلي: أن الحكومة «اتبعت النصائح العلمية» و«اتخذت قرارات بالتصرف بسرعة»، مشيراً إلى حملة التطعيم التي جرت بشكل سريع جداً.

وحول قرار فرض الإغلاق، أقر «حينها، كنا نخشى في حال فرضنا الإغلاق بشكل مبكر ألا يوافق (المواطنون) على البقاء في الحجر لفترة طويلة»، وهو ما لم يحصل في نهاية المطاف. ورفض الوزير تقديم الاعتذار، لكنه أكد أنه «إذا كانت هناك دروس يمكن استخلاصها، فإن الحكومة مستعدة لذلك».

تحقيق عام في 2022

وقال المحافظ جيريمي هانت، وزير الصحة السابق ورئيس إحدى اللجنتين اللتين أعدتا التقرير، ل«بي بي سي» إن الحكومة أظهرت «استسلاماً للقدر» لدى بدء تفشي الفيروس في البلاد.

وأضاف: «لو كنّا أكثر انفتاحاً على أساليب البلدان الأخرى، لكان بإمكاننا اعتماد الأسلوب الأفضل بسرعة أكبر»، مشيراً على سبيل المثال، إلى برنامج الفحص وتعقب الإصابات الذي تم اعتماده في دول آسيا. كما انتقد البرلمانيون قرار عدم فحص المسنين لدى خروجهم من المستشفى قبل عودتهم إلى دور الرعاية، ما ساهم في انتشار الوباء. كما أكدوا أن بعض التدابير لم تكن مبنية على أساس علمي.

وإذ أشار التقرير إلى إخفاقات وتأخير، سلط الضوء على نجاح حملة التطعيم التي بدأت في ديسمبر/ كانون الأول/ 2020. وقال غريغ كلارك وجيريمي هانت، رئيسا اللجنتين اللتين أعدتا التقرير، في بيان مشترك، إن «استجابة المملكة المتحدة قد جمعت بين الأخطاء الجسيمة والنجاحات الكبيرة»، مثل حملة التطعيم، داعين إلى «استخلاص العبر».

واعتبر مسؤول الشؤون الصحية في المعارضة العمالية جوناثان أشوورث أن استنتاجات هذا التقرير «دامغة» وتظهر أن «أخطاء جسيمة» ارتكبت.

وأسفت جمعية عائلات ضحايا «كوفيد-19»، من جهتها، لأن اللجان البرلمانية لم تتواصل معها، وأنه تم «تجاهلها». وقالت المتحدثة باسمها هانا برادي، إنها تأمل في أن تكون العائلات الثكلى بسبب الوباء «في صميم» التحقيق العام المتعلق باستجابة الحكومة للأزمة، المقرر إجراؤه في عام 2022.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"