سنوات عظيمة

00:30 صباحا
قراءة دقيقتين
صباح الخير

من بوابة «إكسبو 2020 دبي» تعبر دولة الإمارات إلى الخمسين الاتحادية الجديدة بثقة وتفاؤل وتطلعات عالمية، متكئة على منهجية جديدة للعمل الحكومي قوامها حكومة أسرع تعتمد على دورات تنفيذية لمشاريع تحولية عبر فرق عمل قطاعية.
الخمسون الاتحادية الجديدة التي استهلها مجلس الوزراء بالإعلان عن ميزانية اتحادية خمسية تاريخية بإجمالي 290 مليار درهم، تؤكد أننا مقبلون على سنوات اتحادية أعظم وأفضل وأجمل. 
بين إعلان قيام دولة الإمارات العربية المتحدة في الثاني من ديسمبر من عام 1971 واليوم 50 عاماً إلا القليل، وعلى الرغم من أنها فترة لا تعتبر طويلة بعمر الدول، إلا أن ما نراه اليوم في «دار زايد» من إنجازات يشعرنا أننا نعيش في دولة يعود عمرها إلى مئات السنين، دولة بنت حاضرها من إرث ماضيها العريق، وتنظر إلى مستقبلها بعين قيادة رشيدة، استشرفت أدق تفاصيله، ووضعت الخطط والاستراتيجيات لتكون لها ريادته، ضمن سعيها الدؤوب للارتقاء بحياة كل من يعيش فوق تراب هذه الأرض الطيبة، التي لانت تفاصيلها، للنهوض بالحلم الإماراتي، الذي أصبح واقعاً يعيشه ويلمس جماله من كتب له القدر أن يكون شاهد عيان على نشأة الدولة.
50 عاماً كانت كافية لبناء دولة عصرية تسلب عقول المؤرخين، الذين ما همَّ أحدهم بالكتابة عن منجز حتى وجد نفسه أمام آخر، في تسارع لم تعرف عقارب الساعة له مواكبة، فالبيوت الصغيرة التي نشأ فيها الأولون أصبحت اليوم قصوراً ومنازل عصرية، والصحارى التي كانت تغص بالرمال، أزيح ترابها وشقتها طرق وشوارع تربط إمارات الدولة ومناطقها، التي ارتدت حلة الحداثة بمبان عصرية وناطحات سحاب، تعكس طموح قيادتنا الذي يلامس السماء.
50 عاماً تعدت فيها منجزاتنا حدود الأرض، التي تحتضن أول مشروع عربي للطاقة النووية السلمية، لتحلّق في الفضاء بمسبار وصل بالعرب إلى أبعد نقطة عرفتها البشرية، بعد أن حط «الأمل» رحاله في مدار المريخ، لتقديم أول دراسة شاملة عن مناخ الكوكب الأحمر وطبقات غلافه الجوي المختلفة، فضلاً عن أقمار صناعية صممتها وجمعتها أيدي أبناء الوطن، الذين استثمرت فيهم قيادتنا الرشيدة تعليماً، فكانوا على قدر الحمل الملقى على كاهلم.
50 عاماً تحولت فيها الكتاتيب الصغيرة إلى مدارس عصرية تقدم لطلبتها من المناهج الدولية أقواها، وأضحت حلقات التعليم جامعات تحتضن طلبة من مختلف بقاع الأرض، وأما العيادات فأصبحت مستشفيات ضخمة، ما يعكس اهتمام الدولة بصحة الإنسان وتعليمه، وكيف لا وهو أساس التنمية والثروة الحقيقية للوطن الذي نهضت أركانه بهمة وسواعد أبنائه.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"