عادي

محلل روسي يحذر من أزمة حبوب بالدول العربية بسبب مشكلات الطاقة العالمية

02:01 صباحا
قراءة دقيقتين

حذر المحلل السياسي الروسي ألكسندر نازاروف، في مقال له، من تداعيات خطرة في أزمة الطاقة الشديدة، والتي ضربت أغنى مناطق العالم، محذراً من أزمة حبوب قد تصيب المنطقة العربية، وكارثة قد تصيب أوروبا بسبب ما وصفها ب«محاولات انتحارية» لقطع جسور التعاون في مجال الغاز مع روسيا.

ولفت نازاروف وفق ما نشره موقع «روسيا اليوم» إلى أن العالم يتابع بهلع أزمة الطاقة الحالية، ففي أوروبا، ارتفعت أسعار الغاز إلى ما يقرب من 2000 دولار لكل 1000 متر مكعب من الغاز، ما تسبب بتوقف شركات صناعات كيماوية، موضحاً أن أوروبا قد تواجه كارثة اقتصادية واجتماعية، خلال فصل الشتاء. وبحسب الكاتب، فإن الصين تواجه قيوداً على إمدادات الكهرباء طال أكثر من نصف مقاطعاتها، بسبب ارتفاع أسعار الفحم، ما أثر في إنتاجها وصادراتها، بسبب الأزمة التي ضربت أيضاً الهند ولبنان.

وبحسب نازاروف فإن السبب الرئيسي للأزمة هو تسارع التضخم العالمي نتيجة ضخ البنوك المركزية في دول العالم دولارات ويورو وين ويوان غير مغطاة على المدى الطويل، وأيضاً جائحة كورونا التي ضربت الخدمات اللوجيستية، وسلاسل الإنتاج، وخلقت نقصاً في البضائع، مشيراً إلى أن أسعار المواد الغذائية تسارعت منذ نهاية العام الماضي؛ إذ نما مؤشر أسعار الغذاء العالمي ب27% لهذا العام، وهو ما لم يحدث منذ 40 عاماً.

ويلفت الكاتب إلى أن مخاطر ذلك الوضع على المنطقة العربية التي لا تتمتع باكتفاء ذاتي فيما يتعلق بالطعام، مشيراً إلى أن أي انقطاع للإمدادات ولو لفترة قصيرة، يعرض المنطقة لأزمة غذائية حادة، خاصة مع تقارير تفيد أن إنتاج القمح العالمي لهذا العام 780 مليون طن، فيما الاستهلاك العالمي 790 مليوناً، كما يتوقع انخفاض المحصول في أمريكا وكندا وروسيا مقارنة بالعام السابق، محذراً في الوقت نفسه من استخدام الحبوب والغذاء كسلاح اقتصادي. ولفت إلى أنه خلال فترة الحجر الصحي ارتفعت أسعار المواد الغذائية، بعدما فرض أكبر منتجي الحبوب حظراً أو قيوداً على التصدير، من أجل ملء السوق المحلية.

وحذر الكاتب من انقسام العالم إلى معسكرات، بسبب سخونة الصراع بين أمريكا والصين، بشكل يقضي على الروابط التكنولوجية والاقتصادية؛ إذ توقفت الصين عن شراء الفحم الأسترالي، وتوقفت أمريكا عن إمداد محطات الطاقة الصينية باليورانيوم، بينما تحاول أوروبا تقليل اعتمادها على الغاز الروسي.

الكاتب يؤكد أن حصة روسيا في إنتاج القمح العالمي كبيرة حالياً؛ إذ تصدّر حالياً الحبوب، حتى إلى حلفاء أمريكا، بينما لن تكون الحبوب التي تنتجها أمريكا وحلفاؤها كافية لمعسكرها؛ لذا يرى بأن تفاقم المواجهة الأمريكية الروسية، وارتفاع أسعار الغذاء العالمية، سيخلق صدامات شديدة في العلاقات بين واشنطن وحلفائها، فد تدفع بهم إلى التعاون مع أعداء الولايات المتحدة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"