الشارقة: «الخليج»
يلتقي حاصدو جوائز نوبل للآداب، والبوكر، وصنّاع أشهر النصوص الدرامية في القرن العشرين، وأبرز المبدعين والفنانين في العالم والمنطقة العربية، خلال الفترة من 3 إلى 13 نوفمبر المقبل، على منصة واحدة، في الدورة الأربعين من معرض الشارقة الدولي للكتاب، ليحتفوا على أرض الشارقة مع جمهور المعرفة والكتاب بشعار (هنا.. لك كتاب)، محاطين بملايين الكتب التي يعرضها أكثر من 1566 ناشراً عربياً وأجنبياً، من 83 دولة.
تجمع أجنحة المعرض هذا العام 929 دار نشر عربية، 637 دار نشر أجنبية، تعرض مجتمعة 110 آلاف عنوان بمختلف لغات العالم، على مساحة تصل لأكثر من عشرة آلاف متر. وتتصدر قائمة المشاركات مصر بـ 295 دار نشر، والإمارات بـ 250 داراً، كما سيشارك من المملكة المتحدة 138 دار نشر، ومن لبنان 112 داراً، ومن سوريا 93 داراً، ومن الأردن 76 داراً.
ومن أبرز دور النشر الأجنبية المشاركة، 87 داراً من الهند، 48 من الولايات المتحدة الأمريكية، إضافة لـ 26 من إيطاليا، و16 من كندا والبرازيل، و14 من إسبانيا، و12 من المكسيك وفرنسا.
وتشارك لأول مرة في المعرض 9 دول هي: كولومبيا، وجنوب السودان، والكاميرون، وكينيا، ومالاوي، ورواندا، وتانزانيا، وأوغندا، وزيمبابوي.
ويتحوّل مركز إكسبو الشارقة على مدار 11 يوماً إلى كرنفال عالمي للكتاب والإبداع والفن والمسرح؛ إذ يجمع المعرض الذي تنظمه هيئة الشارقة للكتاب، وتقود فيه جهود تعافي صناعة النشر في العالم، 85 كاتباً من 22 دولة، ويضم أكثر من 970 ندوة وورشة إبداعية وعرضاً وأمسية وحواراً.
احتفاء
يحتفي المعرض بإسبانيا ضيف شرف دورته الجديدة، ويستضيف 41 كاتباً وفناناً ومبدعاً إسبانياً في حوار مفتوح مع المشهد الثقافي العربي يتجسد في 25 نشاطاً وفعالية تتوزع على الأدب، والفنون بأنواعها. أما شخصية العام الثقافية لهذه الدورة فهو الروائي الكويتي طالب الرفاعي، تقديراً لمسيرته الإبداعية في كتابة الرواية، والقصة القصيرة، والنقد الأدبي، وتدريس فنون الكتابة الإبداعية، ودوره في التجديد في الأدب الخليجي ونقل جماليات المكان وعمق ثقافة أهله.
جاء الإعلان عن فعاليات المعرض خلال مؤتمر صحفي عقدته الهيئة في «بيت الحكمة»، اليوم الأربعاء، تحدث خلاله كل من أحمد بن ركاض العامري، رئيس الهيئة، واينيغو دي بالاسيو، سفير إسبانيا في الإمارات، و محمد حسن خلف، مدير عام هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون، والعميد الدكتور أحمد الناعور، مدير عام العمليات المركزية في شرطة الشارقة، وعبد العزيز تريم، مستشار الرئيس التنفيذي، مدير عام شركة اتصالات في المناطق الشمالية، وخولة المجيني، منسق عام المعرض.
دروس
وخلال كلمته في المؤتمر، قال أحمد بن ركاض العامري: «تعلمنا من جهود صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وإيمانه برسالة مشروع الشارقة الحضاري الذي بدأ قبل أكثر من أربعين عاماً، دروساً كثيرة وجوهرية، أهمها: أن كل منجز نطمح له، وكل تغيير نعمل للوصول إليه، يبدأ من كتاب ما، وكل حوار نفتحه مع الآخر يبدأ من كتاب، وأن فهمنا لتاريخنا وحاضرنا يبدأ من كتاب».
وأضاف: «تشكل الدورة الأربعين من المعرض علامة فاصلة نريد من خلالها أن يكون المعرض محركاً لصناعة النشر في العالم، ومحفزاً لقراء جدد من مختلف الاهتمامات، ودافعاً لتحولات في توجهات الناشرين، تلبي حاجة القراء الجدد، وفي الوقت نفسه يوجه دعوة للكتّاب والباحثين في المنطقة والعالم لتوسيع مجالات اهتماماتهم، فالمعرض سيظل يحتفي بما تقدمه البشرية من منجزات معرفية وإبداعية».
وكشف العامري في كلمته عن تكامل الجهود التي تقودها الشارقة للنهوض بالكتاب، مستلهماً من مكان انعقاد المؤتمر (بيت الحكمة)، حيث قال: «ونحن في «بيت الحكمة»، بين آلاف الكتب في الصرح الذي يوثق لذكرى نيل «الشارقة لقب العاصمة العالمية للكتاب» لعام 2019، أشعر بالفخر أنني أنتمي وأعمل في مشروع الشارقة الثقافي الكبير، الذي وضع رؤيته وقاد توجهه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، وقدم فيه سموه الثقافة الإماراتية والعربية إلى العالم كله».
فرصة كبيرة
وفي كلمته خلال المؤتمر، قال إنيو دي بالاسيو: «إن الشارقة للكتاب هو أكبر معارض الكتاب وأهمها في العالم العربي، ويسعدنا أن مشاركتنا في المعرض لن تمثل إسبانيا فحسب، وإنما ستمثل أكثر من 450 مليون شخص من الناطقين باللغة الإسبانية حول العالم».
وتوجه بالشكر لإمارة الشارقة لقبولها دعوة اختيارها ضيف شرف على فعاليات دورة عام 2019 لمعرض «ليبر» الدولي للكتاب، وقال: «يسر إسبانيا أن تقابل كرم الشارقة ومبادرتها بقبول الدعوة والمشاركة كضيف شرف دورة العام الجاري من معرض الشارقة الدولي للكتاب، وبعد زيارة هيئة الشارقة للكتاب للعاصمة مدريد مؤخراً، ستمثل هذه الزيارة فرصة كبيرة لتعزيز مسيرة العلاقات والتعاون الإماراتي الإسباني».
من جانبه، قال محمد حسن خلف: «نبارك لصاحب السمو حاكم الشارقة، انطلاق الدورة الأربعين من المعرض، كما نبارك لأبناء المجتمع الإماراتي والقراء في مختلف بلدان العالم؛ إذ نحن أمام حدث ثقافي كبير يتجاوز حضوره بين معارض الكتب العربية والعالمية ويقدم نفسه بوصفه هوية إمارة، وصورة دولة، ورسالة أمة، فهو حجر الأساس في مشروع الشارقة الثقافي الأصيل، وهو المشروع الدولي الذي يقدم الإمارات وتجربتها الحضارية إلى العالم، وهو رسالة أمتنا العربية.. أمة (اقرأ) التي تدرك معنى الكتاب وتؤمن بأن العلم والمعرفة (ترفع بيوتاً لا عماد لها)».
وكشف خلف برنامج التغطيات المتكامل الذي تعده قنوات هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون، لنقل فعاليات المعرض، وقال: «إيماناً بأن ما تحققه هيئة الشارقة للكتاب، وغيرها من مؤسسات الإمارة، ينعكس بشكل مباشر على ما نقوده من جهود إعلامية، فإننا سنظل حريصين على نقل فعاليات المعرض وتوثيق دوراته عاماً تلو الآخر، وسيكون احتفاؤنا بالمعرض هذا العام استثنائياً ويليق بدورته الأربعين وما تمثله لصناعة النشر عربياً وعالمياً».
العميد الدكتور أحمد الناعور قال: «نحن في القيادة العامة لشرطة الشارقة، نؤكد حرصنا على المشاركة السنوية في المعرض، والذي جاء بجهود الإمارات للتعامل مع تحديات الجائحة، ماضية بنا نحو مسار التعافي، وعلينا أن ندرك أهمية المضي في هذا المسار المستدام من الجائحة، ونضعه إلى جانب تواجدنا في هذا العرس الثقافي للتواصل مع العقول القارئة والمفكرة، وتعريفها بالثقافة الأمنية، وإبراز القيادة العامة لشرطة الشارقة التي تضطلع بها وزارة الداخلية الرامية إلى تعزيز التواصل بين الأجهزة الأمنية وأفراد المجتمع؛ حيث يشكل معرض الكتاب نافذة مهمة لهذا التواصل».
عبد العزيز تريم قال: «نعتز في (اتصالات) بأن نكونَ راعياً رئيسياً لهذا الحدث السنوي الأبرز في عالم الكتاب والأدب والثقافة، وأن نواصل دعمنا لأهداف المعرض في تحفيز الفكر والإبداع وإثراء معارف المواطنين والمقيمين بأحدث إصدارات الكتب التي تمدهم بالعلوم والخبرات».
وأضاف: «تشرفت «اتصالات» برعايتها للنسخ الماضية من المعرض بما يعكس إيماننا بالدور الذي تلعبه الفعاليات الوطنية والثقافية في بناء مجتمع مثقف وقادر على الحفاظ على المكانة الريادية لدولة الإمارات في كافة الصعد والارتقاء بالمشهد الثقافي في الدولة».
وفي كلمتها، استعرضت خولة المجيني، رسالة شعار المعرض لهذا العام، بقولها: «حين اختارنا (هنا.. لك كتاب) شعاراً للدورة الجديدة من المعرض شعرنا أن الرسائل التي كنا خلال الأشهر الماضية نرفعها في حملة (إذا مهتم بشيء، يعني مهتم بالكتب) سنراها على أرض الواقع، فجميعنا نعمل، ليكون لكل زائر للمعرض كتاب يثير حماسه، ويعزز فيه الشغف للقراءة».
440 فعالية ثقافية
وخلال عرض تقديمي خاص، أعلن أحمد العامري وخولة المجيني، أسماء ضيوف الدورة الـ40 وتفاصيل الفعاليات المصاحبة للمعرض، إضافة إلى حزمة الإجراءات الاحترازية المتخذة للحفاظ على سلامة الزوّار والمشاركين في المعرض.
وتستضيف الدورة الجديدة من المعرض نخبة من ألمع الشخصيات الأدبية والفنية والثقافية؛ حيث تجمع على أرض المعرض أكثر من 85 كاتباً من 22 دولة؛ حيث تتضمن أجندة هذه النسخة 440 فعالية ثقافية، يقدمها نخبة من المبدعين في مختلف المجالات.
ويشارك في البرنامج الثقافي المصاحب للمعرض هذا العام نخبة من ألمع الشخصيات الأدبية والفنية والثقافية، يشتركون في إحياء فعاليات وجلسات حوارية تتناول موضوعات متنوعة، ومن أبرز الأسماء العربية المشاركة: الشاعر والفنان خالد عبد الرحمن، والكاتبة أحلام المستغانمي، والشاعر هشام الجخ، والفنان محمد صبحي، والشاعر فيصل العدواني، والكاتبة ومصممة المجوهرات عزة فهمي، والدكتور مدحت العدل، والكاتب والمؤرخ الدكتور علي النملة، والدكتور أحمد عمارة، وجلال برجس، والشاعر ووزير الثقافة السابق حيدر محمود، والفنان أحمد الجسمي.
ومن أبرز الأسماء الأجنبية المشاركة: الكاتب عبدالرزاق جورنا الحاصل على جائزة نوبل للآداب في عام 2021، والذي تعد مشاركته في المعرض أول حضور عالمي له بعد حصوله على الجائزة؛ وكريس غاردنر صاحب كتاب «الطريق إلى السعادة»؛ ومن فرنسا الكاتب ياسمينة خضراء؛ وأميتاف غوش الحاصل على جائزتين (غرامي لايف تايم) للإنجازات، وجائزة (دان ديفيد)؛ وتشيتان بهاجات؛ والمخترعة الصغيرة جيتانجالي راو، وغيرهم من الكتاب والمبدعين والفنانين.
ويتضمن برنامج إسبانيا - ضيف شرف الدورة- 25 نشاطاً وفعالية ثقافية تهدف إلى تعريف زوّار المعرض بالثقافة الإسبانية، يقدمها 41 ضيفاً إسبانياً؛ حيث يشارك في البرنامج الثقافي الإسباني كل من كتاب السيناريو: خافيير جوميز ودييغو أفالوس، إضافة إلى غابي مارتينيز، وايرين سولا، فرناندو مارياس، مايتي موتوبريا، كاري سانتوس، روسيو بونيلا.
وسيقدم نخبة من الفنانين الإسبان مسرحية غنائية بعنوان «La Caramba»، التي تدور أحداثها حول (ماريا أنطونيا فيرنانديز) التي تناول حياتها الفنانين والكتاب في القرنين التاسع عشر والعشرين لتتحول لشخصية مميزة في تاريخ الفن الإسباني.
11 ورشة عمل
يقدم المشاركون في منصة التواصل الاجتماعي أكثر من 11 ورشة عمل متخصصة بمواقع التواصل الاجتماعي تتناول مواضيع متنوعة، تشمل: توجهات وتحديثات منصات التواصل الاجتماعي، وكتابة المحتوى الإبداعي، وغيرها. ومن أبرز المشاركين نذكر: عمر مسكون، محمد طارق، هديل مرعي.
ويقدم ركن الرسامين، سلسلة ورش عمل ودورات تدريبية للرسامين والمصممين والمخرجين على مدار 3 أيام، تهدف إلى تعزيز خبراتهم، وتجاربهم وقدراتهم الإبداعية، إضافة إلى تعريفهم بأفضل الممارسات العالمية في هذا المجال.
«مؤتمر الناشرين»
يحتضن المعرض الدورة 11 من «مؤتمر الناشرين» الذي يستضيف نخبة من العاملين والمتخصصين في قطاع النشر، للوقوف على أهم القضايا التي تعنى بالنهوض بهذه الصناعة، وذلك بالتعاون مع الاتحاد الدولي للناشرين، على امتداد ثلاثة أيام خلال الفترة من 31 أكتوبر وحتى 2 نوفمبر المقبل في مركز إكسبو الشارقة، وذلك بمشاركة 520 ناشراً، منهم 201 عربي، 319 أجنبياً، و35 متحدثاً من مختلف أنحاء العالم، يقدمون 8 جلسات، و3 لقاءات تعريفية تجمع الناشرين.
وأعلنت الهيئة عن إقامة الدورة الثامنة من مؤتمر المكتبات بالشراكة مع «جمعية المكتبات الأمريكية» خلال الفترة من 9 وحتى 11 نوفمبر في مركز إكسبو الشارقة؛ حيث ستعقد عدد من الجلسات الخاصة بالمؤتمر على أرض الواقع، وأخرى (عن بعد) عبر منصة (زووم)، بمشاركة 17 متحدثاً من 10 دول يناقشون سلسلة مواضيع حول مستقبل المكتبات تحت شعار «معاً نحو المستقبل»، بحضور 200 متخصص ومكتبي من 20 دولة.
تطبيق ومنصة
وستشهد دورة هذا العام من المعرض إضافة مميزة تتمثل في إطلاق تطبيق يحمل اسم «معرض الشارقة الدولي للكتاب»، يمكن تحميله من على متجر «بلاي ستور» و«آبل ستور»، ويسمح بالاطلاع على برنامج المعرض من جلسات وورش عمل وعروض، إضافة إلى الناشرين المشاركين والكتب المعروضة؛ كما يوفر خاصية تنبيه المستعمل باقتراب توقيت الفعاليات التي يريد المشاركة فيها.
وستستضيف «منصة الشارقة تقرأ»، عدداً من الفعاليات الثقافية، لتكون نافذة للجمهور من خارج الدولة؛ حيث يستوجب على الراغبين في حضور الفعاليات والأنشطة الثقافية المصاحبة (عن بعد) عبر المنصة التسجيل عبر الرابط sharjahreads.com
فعاليات الطفل
ويتضمن المعرض هذا العام 355 فعالية وعرضاً وورش عمل تتناول مواضيع متنوعة تخص الأطفال، بمشاركة متخصصين من 9 دول.
وينظم المعرض 80 عرضاً تتوزع بين المسرحيات، والعروض الراقصة، والعروض المتنقلة، والسيمفونيات الغنائية، يقدمها مشاركون من 9 دول. ومن أبرز العروض المسرحية: مسرحية «الأرانب» الكويتية التي يشارك فيها بدر الشعيبي، وفهد البناي، وهنادي الكندري، وفهد الصالح، وغرور صفر، وأحمد بن حسين.
80 % الطاقة الاستيعابية
يتخذ المعرض حزمة إجراءات احترازية، تشمل إجراءات ذاتية على زوّار المعرض والمشاركين فيه اتباعها، وتتضمن التباعد الجسدي وارتداء الكمامة، إضافة إلى الإرشادات التنظيمية التي تشمل تحديد الطاقة الاستيعابية للمعرض بـ 80% فقط، وتوزيع المتطوعين على مداخل ومخارج القاعات لإرشاد الجمهور.
وتشمل الإجراءات كذلك توفير الأقنعة، والمعقمات اليدوية وأجهزة تعقيم للكتب، إلى جانب توزيع الكاميرات الحرارية على المداخل، وتحديد 4 بوابات للدخول والخروج، كما تم تحديد مدخل خاص للطلاب، ومواقف خاصة لنزولهم وصعودهم، وتحديد مسارات للزوّار.
قمة المكتبات
أعلنت هيئة الشارقة للكتاب عن استضافة «قمة المكتبات الوطنية» وذلك للمرة الأولى، وستعقد يومي 8 و9 نوفمبر، تحت شعار: «الحضور، التفاعل، والتأثير»، بمشاركة أكثر من 60 مشاركاً من 20 دولة، إضافة إلى مشاركة 20 مكتبة وطنية من مختلف أنحاء العالم.
