عادي
ثقافتها الإغريقية شكلت حافزاً للتطور

جناح اليونان يفتح آفاق الابتكار نحو الاستدامة

01:02 صباحا
قراءة 4 دقائق
Video Url
جناح اليونان تصوير صلاح عمر
جناح اليونان تصوير صلاح عمر

إكسبو 2020 دبي: يمامة بدوان
تعد الثقافة الإغريقية القديمة، بوابة التطور في اليونان، فمن أثينا عاصمة «الرومان»، وضعت اليونان الأساس للحضارة الغربية، وهي فترة الإغريقيين القدماء التي اعتبرت أوج عبقرية عظمة الفكر والعلوم والفلسفة في ظل الإمبراطورية الأثينية.

ويعتبر جناح اليونان في «إكسبو 2020 دبي»، بوابة المستقبل من العصور القديمة إلى يونان الغد، فما أن يدخل الزائر إلى الجناح، حتى يجد نفسه أمام جدران تفاعلية وتركيبات بصرية وعروض الفيديو الثقافية التي تظهر كيف أن البلاد فتحت آفاقها للابتكار الذي يلعب دوراً محورياً في تشكيل مسار اليونان نحو التنمية المستدامة.

وفي منطقة الاستدامة، يقع جناح اليونان الذي يزخر بالثقافة القديمة التي تمتد لقرون، ويوليها أهمية كبرى، لكونها تشكل حضارة البلاد، التي تنتهج سياسة خضراء في مختلف القطاعات، التي تشكل ركائز الاقتصاد الوطني، ومنها الصناعة والرعاية الصحية والتصدير والسياحة.

لكن الجدران التفاعلية وشاشات العرض الكبيرة، لم تقتصر على مكونات جناح اليونان فحسب، بل هناك قاعة تحاكي المسارح والمدرجات الإغريقية في أثينا، ومنها ما يعود إلى 700 عام قبل الميلاد.

ويرسخ جناح اليونان العمارة القديمة في شاشات عرض كبيرة، تظهر تراث البلاد منذ الإغريق، وكيفية الاعتناء بالمظهر الخارجي للبناء، وأهمية الأعمدة الشاهقة في معابد أثينا، والتي شيدت على قاعدة تتكون من 3 درجات، معتمدين على فلسفة عميقة يعكسها البناء ذاته، وكثير الأعمدة من الخارج، لكنه خال من النوافذ، حيث تم استخدام عدة أصناف من الحجارة في بناء المعابد، مثل الحجر الجيري والرملي مع تغطية الحوائط بطبقة من البياض من مسحوق الرخام والجير.

دمج واقعي

وقال ماكيس كريسوستوموس كارتيروس، المتحدث باسم الجناح اليوناني، إن اليونان لطالما وجدت طريقها نحو المستقبل منذ قرون مضت، حيث يقدم الجناح دمجاً وقعياً وافتراضياً من أجل فهم التراث الوطني على مر العصور، الذي خطا بشكل سريع نحو النمو والتطور، إذ بات المستقبل أمامنا.

وأضاف أن اليونان عبر منصة التحول والحوكمة الإلكترونية، تقدم لزائي إكسبو 2020 دبي الدور الاستراتيجي للبلاد في سلسلة الشحن الدولية، كذلك تستعرض أشكال الطاقة الخضراء والمتجددة، التي وضعت البلاد في طليعة التنمية المستدامة، وحلول الأعمال المبتكرة، وما تمثله اليونان من واجهة سفر عالمية ذات جودة عالية.

وأوضح أن الجناح يستعرض أيضاً الأولوية القصوى بالنسبة للمجتمع اليوناني، وهي النظام الغذائي وتطوير القطاع الزراعي، والريادة في البحث والتطوير في مجال العلوم الصحية، مع التركيز على الاستثمار في العقول، الذي يقود الإنسان نحو الغد المشرق.

الطاقة والبيئة

وأكد أن قطاعي الطاقة والبيئة مرتبطان، حيث إن اليونان بالفعل تنتهج سياسة الطاقة الخضراء، التي بدورها تقلل الاعتماد على الوقود الأحفوري، ما يزيد من حماية البيئة، ودور اليونان في تعزيز الاستدامة، الذي أصبح هدفاً وطنياً مركزياً للسنوات المقبلة، من خلال تنفيذ أجندة خضراء متكاملة، تعتمد على 3 ركائز، هي الطاقة الخضراء، والتنمية المستدامة، والطاقة البديلة، كما هو الحال في مشروع الطاقة في جزيرة أستيباليا.

نكهات أصيلة

وتطرق كارتيروس إلى أن إكسبو دبي يمثل أرضا خصبة لعرض مذاق اليونان ونكهاته الأصيلة والفريدة من نوعها، بهدف توسعة سوق تبادل المنتجات وتصديرها إلى دول العالم أجمع، كذلك ابتكار أسواق جديدة للكنوز الغذائية اليونانية الطازجة، التي تشمل الطماطم، المشمش، الزعتر، الزعفران، العنب، زيت الزيتون، العسل، والمستكة.

وذكر إن قطاع المنتجات الغذائية والزراعية يعد واحداً من أهم قطاعات التصدير في اليونان، مع الحضور القوي للمطبخ اليوناني في دول منطقة البحر المتوسط، ودول العالم الأخرى.

الضيافة والرعاية

وأشار إلى قيام الجناح بالترويج للسياحة في اليونان، بكل ما فيها من مناطق طبيعية خلابة ومنتجعات ذات رفاهية عالية الجودة، وشواطئ، إضافة إلى الأماكن التاريخية والأثرية التي تعود إلى عقود طويلة، مع حسن الضيافة والرعاية التي توليها للسائحين من شتى البلدان.

وقال إن اليونان تعتبر الوجهة المثالية للرفاهية لمن يبحث عن تمضية الإجازة والاسترخاء والغطس في مياه صافية، بعيداً عن هموم الحياة اليومية.

سر القوة

وأوضح أن اليونان قبل 2500 عام كانت تسمى بلاد الإغريق القديمة، وبالرغم من أنها بلاد مترامية الأطراف، إلا أنها لحقت بركب الحداثة، وهذا سر قوتها، ما يجعل اليونان مركزاً ثقافياً حديثاً ومعلماً نابضاً بالفنون والثقافة المعاصرة، من دون المساس بتراثها الكلاسيكي.

ولفت إلى أن الجناح يقدم للزائر أيضاً تطور الموارد البشرية في اليونان، من خلال الاستثمار في فئة الشباب وتوفير فرص عمل تلائم الجميع، كذلك زيادة الوظائف المخصصة للشباب تحديداً، ومنع هجرة الأدمغة إلى الخارج، خاصة أن 44% من أفراد المجتمع تتراوح أعمارهم بين 30-34 عاماً يحملون درجة علمية واحدة في التعليم العالي ويتحدثون أكثر من لغة.

فرص الاستثمار

وأكد أنه بعد الأزمة المالية عام 2009، استطاعت اليونان الانتصار من خلال الصناعة الوطنية وخلق فرص استثمارية جاذبة للاقتصاد، عبر العديد من الصناعات الثقيلة وإدارة النفايات وتخزين الطاقة، حيث تفوقت الشركات اليونانية على تحديات العصر، وتحولت في سياق سريع إلى النمو المستدام، والحد من غازات الاحتباس الحراري، وتوسعة مصادر الطاقة المتجددة، مع التحول رقمياً في سياق الثورة الصناعية الرابعة، في ظل الدعم الحكومي وتعزيز الاتصال بين الشركات والجامعات، من أجل سد الفجوة بين المعرفة المنتجة والتطور التكنولوجي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"