عادي

تغيير الصورة النمطية للبطلة الأنثى

00:01 صباحا
قراءة دقيقتين
1

مريم صقر القاسمي

تجذبني مفاهيم علم النفس النظري، فهي تعبّر عن أشياء تحدث يومياً أمامنا ولا نلتفت إليها، أو نقرأها ولا ننتبه إلى مضمونها ومغزاها. وهناك دراسات تصدر الآن وتوضح السبب وراء تفضيلات الصغار والمراهقين في الكتب، واختياراتهم لجنس الأبطال، سواء الذكور أو الإناث.

أول كتاب أصدرته كان بعنوان «آدم الطفولي»، عن شخصية طفل يحب الاستكشاف، وقد حظي بترحيب كبير من الأطفال، فالذكور والإناث وجدوا أوجه شبه بين بطل القصة وبينهم. ولكن السؤال هنا، لو كانت شخصية البطل أنثى هل كانت ستجد الإقبال نفسه؟

عندما نتحدث عن أدب الطفل سنلاحظ اختلافاً بين طبيعة شخصيات الإناث والذكور في الأدوار والمهام المنوطة بهم، بحيث أصبح ذلك الأدب لا يعبّر عن نجاح المرأة وتمكينها الذي نراه في المجتمع.

ومنذ عامين تقريباً، أصدرت كتاباً بعنوان «مريم والقلم» عن طفلة تحب الرسم والكتابة، وتؤمن بموهبتها، وبأن كل ما ستكتبه أو سترسمه سيتحقق، ونفدت الكمية وقتها في معرض الكتاب، ولكني لاحظت أن الإقبال جاء من قبل الأمهات، ومعظمهن طلبن مني أن أوقع الكتاب إهداء لبناتهن، فقلت لهن وقتها «الكِتاب يطرح تساؤلات لا تقتصر على الإناث فقط».

ولعل من أسباب ميل الذكور للقراءة في القصص عن أبطال ذكور هو أننا تعودنا على تجسيد الأنثى في دور لا تستطيع الدفاع عن نفسها، ودائماً ما تنتظر بطلاً لإنقاذها.

وعليه، أودّ أن أتعمق قليلاً في دور المرأة في الكتب، فعلى سبيل المثال كانت كتب الطبخ أو الإرشادات المكتوبة على علب الطعام حتى وقت قريب، تستهدف المرأة بالقول: ضعي واخلطي..إلخ، ولكن مع الوقت تغيرت الأفكار، فالطبخ لا يقتصر على المرأة، وتغيرت تلك الإرشادات من ضعي إلى يوضع، ومن اخلطي إلى يُخلط، وغيرها.

تتم بناء الصورة النمطية بين الجنسين في المجتمع وترسيخها لدى الطفل في سنّ مبكر، ولا يقتصر الأمر على قبول الأطفال لهذه الصور النمطية من دون سؤال فحسب، بل من المرجح أيضاً أن تترسخ داخلهم عن طريق الرسوم التوضيحية والقراءات المتكررة.

وأوضحت دراسة قام بها البروفيسور جانس مكابي، أستاذ علم الاجتماع في جامعة ولاية فلوريدا، أن الذكور هم الشخصيات المركزية في الكتب المنشورة كل عام بنسبة 57٪ في مقابل 31٪ للإناث. ومن ناحية أخرى، تشكل شخصيات الحيوانات الذكور 23٪ مقارنة ب7.5٪ فقط لشخصيات أنثى الحيوان.

إن التوازن بين الجنسين لن يكون بإضافة المزيد من الشخصيات الأنثوية في الكتب، مع تكرار الأدوار المعروفة نفسها، فالتعبير عن واقع المرأة وما حققته من مكتسبات لابد أن يواكبه تغيير الصور النمطية المعروفة للبطلات الإناث في القصص.

[email protected]

 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"