مهمة لـ«صنّاع القرار»

01:36 صباحا
قراءة دقيقتين

في هذا التوقيت من كل عام، ننتظر ونترقب آراء الشباب العرب، لنتعرف إلى تطلعاتهم وطموحاتهم في مختلف القضايا المهمة سواء كانت متعلقة بمستوى المعيشة أو التعليم أو العمل أو التخطيط للمستقبل، من خلال وجبة دسمة تقدمها نتائج استطلاع أصداء بي سي دبليو منذ 13 عاماً حول واقع حال الشباب العرب في مختلف البلدان.
أبرز ما جاء في النتائج هذا العام، أن الإمارات مازالت الحلم الذي يراود عقول الشباب للعام العاشر على التوالي، للمعيشة والعمل، والاستقرار، والأعمال، لتسجل تفوقاً جديداً على أمريكا وكندا وألمانيا في جوانب حيوية لطموحات الشباب، وهنا جاء الرد فورياً وحاسماً من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله قائلاً: «الإمارات بلد وبيت الجميع».
النتائج حملت بين طياتها نظرة تفاؤل تجددت فيها الآمال نحو مستقبل أفضل، إذ جاب الاستطلاع ربوع 50 مدينة في 17 دولة، واستضاف 3400 مواطن عربي تراوحت أعمارهم بين 18-24 عاماً، ليجسد لنا حقائق ووقائع جديدة حول اتجاهات الشباب، ونظرتهم لعدد من القضايا المهمة.
وعلى الرغم من التفاؤل الذي ساد وجهات نظر الشباب، إلا أن الأمر لم يخل من بعض التحديات والمخاوف، على رأسها التعليم وجودته، وكأن الشباب يسابقون الزمن، ويؤكدون نظرتهم الثاقبة نحو المستقبل، ويطالبون النظم التعليمية بتطور جاد ومستمر، وجودة متنامية لتلحق بسباق المستقبل.
البطالة كان لها نصيب في مخاوف شريحة كبيرة من الشباب، الذين باءت جميع محاولاتهم بالفشل للحصول على فرصة عمل، لاسيما في ظل الجائحة، فضلاً عن الفساد الذي تسلل إلى العقول، وأفسد عليهم طموحاتهم وأحلامهم، وشكل معوقاً كبيراً في مسيرة الشباب، وهنا يدق الناقوس معلناً درجة الوعي الكبيرة التي يتمتع بها شباب اليوم.
تفاؤل الشباب ليس دعوة للاستكانة والتكاسل لبعض الحكومات وصنّاع القرار، بل هناك رسالة قوية ألقت بالكرة في ملعب مسؤولي السياسات والقرارات لبذل مزيد من الجهد، والعمل على إعادة الهيكلة والتخطيط من جديد، للاستفادة من طاقات الشباب المتجددة، وإيجاد حلول ناجعة لارتفاع تكاليف المعيشة، التي تثير قلق 89% من الشباب والبطالة التي ارتفعت معدلاتها بشكل مزعج بعد «كوفيد19».
التفاؤل المشهود أسند للحكومات العربية مهمة رسمية جديدة، من أجل تعديل الأوضاع وتذليل المعوقات أمام الشباب، ومن المفترض أن نرى ثمار تلك المهمة في نتائج الاستطلاع المقبل.. كان الله في عون الحكومات وصنّاع القرار، إذ يحتاجون في الوقت الراهن إلى ترتيب أوراقهم من جديد، وإعادة النظر بشمولية، لاستيعاب طاقات الشباب التي تعد مكتسبات، تنهض من خلالها الأوطان، وتبنى بها المجتمعات وتزدهر.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"