عادي

دراسة تكشف كيف نجت الأرض بصعوبة من مصير الزهرة

15:02 مساء
قراءة 3 دقائق
كوكب الزهرة

باريس - أ ف ب
كشفت دراسة حديثة نشرت نتائجها مجلة «نيتشر»، أن كوكب الزهرة لم يشكل يوماً بيئة حاضنة للمحيطات، وأن كوكبنا نجا بصعوبة من هذا المصير، قبل أربعة مليارات سنة، في نتائج من شأنها إضعاف فرضية احتمالية الحياة على «توأم الأرض».
وتشكك نتائج الدراسة التي وقّعها عالم الفيزياء الفلكية مارتان توربيه مع فريق من العلماء من جامعة جنيف، ومختبرات الفيزياء الفلكية في بوردو ومختبر «لاتموس» الفرنسي المتخصص في الغلاف الجوي، في حتمالية أن يكون كوكب الزهرة كان صالحاً للسكن في يوم من الأيام.
وقال توربيه: «ربما قللنا من تقدير الصعوبة اللازمة لجعل المحيطات تظهر على كواكب مثل الأرض أو الزهرة أو حتى الكواكب الخارجية». ورغم تأكيد العلماء أن سطح المريخ كان يضمّ مسطحات مائية كبيرة، لكن الزهرة الذي تخفيه سحب من قطرات حامض الكبريتيك، ظل لغزاً إلى حد كبير، بسبب الضغط الهائل الذي يمثل 90 مرة نظيره في الأرض، والحرارة التي تزيد على 470 درجة مئوية.
وأضاف توربيه: قبل أن نسأل كيف يمكن لأي محيط أن يكون مستقراً على سطح كوكب الزهرة، يجب أن نسأل كيف يمكن أن يكون قد تشكل؟.لذلك يجب دراسة كيف انتقلنا قبل مليارات السنوات، من كوكب شديد الحرارة، حيث كانت المياه المتاحة في غلافه الجوي على شكل بخار، إلى كوكب كان يمكن للبخار أن يشكل فيه محيطات من خلال التكثيف عن طريق التبريد.
واستخدم فريق توربيه نموذجاً مناخياً، مع مراعاة تكوين السحب ودوران الغلاف الجوي. وكشفت الخلاصة أن الشمس سخنت بخار الماء في غلاف الزهرة الجوي إلى درجة حرارة عالية للسماح للسحب بالتشكل عن طريق التكثيف. وقد تكون غيوماً، من خلال حماية الجانب المشمس من الكوكب، سمحت لغلافه الجوي بالتبريد بدرجة كافية للتسبب في تكثيف بخار الماء.
كذلك فإن الكتل الهوائية التي تسخنها الشمس، في جانب «النهار»، انتقلت إلى الجانب الليلي من الكوكب. وهناك شكلت غيوماً على ارتفاعات عالية، ما تسبب في مفعول الدفيئة، وحال دون تبريد غلاف الزهرة الجوي.
ويجيب الباحث على سؤال كيف نجت الأرض وهي كوكب من الحجم نفسه، من هذا المصير؟ قائلاً: «عندما كانت الشمس أصغر سناً، قبل أربعة مليارات سنة، كانت أقل إضاءة بنسبة 25 إلى 30 % مقارنة باليوم».
وأوضح أن الحرارة التي غمرت بها الشمس كوكبنا كانت منخفضة للسماح بتكثيف بخار الماء وتكوين المحيطات. وتلقى كوكب الزهرة، الأقرب إلى الشمس، في ذلك الوقت مستويات من التعرض لأشعة الشمس بواقع يقرب من الضعفين، وهو مستوى أعلى من أن يسمح بمثل هذه الظاهرة.
ولفت الباحث إلى أن نتائج الدراسة تحمل «مفاجأة صغيرة»: فمع درجات إشعاع شمسي أعلى بكثير اليوم، «إذا بخرنا محيطات الأرض، ستكون هذه الحالة مستقرة». بعبارة أخرى، كنا لنسبح في محيطات من بخار الماء، حيث من غير المحتمل حدوث أي تكاثف. وكانت مستويات أعلى بقليل من الدفء في الشمس قبل بضعة مليارات من السنوات ستمنع ظهور المحيطات، ما يحول بلا شك دون ظهور أشكال الحياة.
وسيُستخدم النموذج المناخي المعتمد في هذه الدراسة لدراسة الكواكب الخارجية التي تنتمي إلى أنظمة شمسية أخرى. لكنه في الانتظار يعقد فرضية ظهور حياة على كوكب الزهرة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"